مقتل «أنس أبو خوصة».. دماء جديدة على طريق المصالحة الفلسطينية article
المكان غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الزمان فجر الخميس الماضي، الحدث مداهمة منزل الشاب الفلسطيني أنس أبو خوصة، على خلفية استهداف موك...
معلومات الكاتب
المكان غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الزمان فجر الخميس الماضي، الحدث مداهمة منزل الشاب الفلسطيني أنس أبو خوصة، على خلفية استهداف موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله في 13 مارس الجاري.
«أبو خوصة»، مواليد 1992، أعزب ويقيم في جباليا في شمال القطاع، اعتبره البعض ضحية لتضارب البيانات الرسمية، ودماء فلسطينية جديدة مسالة على طريق المصالحة المتعثرة منذ أكتوبر الماضي برعاية مصرية.
ترتيبات أمنية
عقب اسهداف موكب «الحمدلله»، أعلن جهاز الأمن الداخلي الفلسطيني داخل قطاع غزة، الاستنفار الأمني على الحدود الشرقية والجنوبية مع مصر وأغلقت الطرق المؤدية لمنطقة الأنفاق على حدود سيناء، وأقامت عددا كبيرا من الحواجز في أنحاء القطاع، ومنعت السلطات المواطنين الفلسطينيين من السفر عبر حاجز بيت حانون «ايريز»، وأغلقت الطرق المؤدية الى مخيم النصيرات.
وفي ذلك الوقت، ظهرت تصريحات لصحف فلسطينية نقلًا عن مصادر خاصة، أن جهاز الأمن الداخلي يحقق مع ثلاثة أشخاص تم اعتقالهم بينهم اثنان من عناصر المخابرات الفلسطينية العامة التابعين لسلطات رام الله.
ومنذ مساء الأربعاء الماضي، ظهر اسم «أنس أبو خوصة» على السطح، حيث كشفت التحقيقات عن أن المشتبه بضلوعه في قضية استهداف موكب رئيس الوزراء ينتمي لجماعة سلفية متطرفة، متهمة في إعداد عبوات التي تم تفجيرها.
ظهور مفاجئ لـ«أنس»
وبعد مرور أكثر من أسبوع على حادث «الحمدلله»، تمكّنت الأجهزة الأمنية من التعرف على المتهم الرئيسي في قضية استهداف رامي الحمد لله في غزة، وبثت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني إعلانا تدعو فيه المواطنين للإبلاغ عن أي معلومات تخص المطلـوب للأجهزة الأمنـية المدعو «أنس عبد المالك أبو خوصة».
وفي الساعات الباكرة من صباح الخميس الماضي، اكتشفت قوة من الأمن الفلسطيني مكان اختباء أبو خوصة، غرب مخيم النصيرات، وقامت بحصاره والاشتباك معه، مما أسفرعن مقتل رجلي أمن، وإصابة آخرَين بجراح، واعتقال أبو خوصة واثنين من مساعديه.
كما تمكنت الشرطة من فك حزام ناسف كان يحمله المتهم الأول، وتم إرساله لتلقي العلاج في أحد المستشفيات الفلسطينية.
بيانات متضاربة
عصر الخميس الماضي، تغيرت البيانات الصادرة من مكتب وزارة الداخلية في قطاع غزة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، حيث تم الإعلان عن مقتل أنس أبوخوصة الذي وصفته السلطات بـ«المطلوب الرئيسي» في قضية تفجير موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، بالإضافة إلى مقتل مساعده عبد الهادي الأشهب.
وقالت حركة حماس في بيانها: «تم محاصرة عدد من المطلوبين من بينهم المتهم الرئيسي أبو خوصة وطالبتهم بتسليم أنفسهم، إلا أنهم بادروا على الفور بإطلاق النار باتجاه القوة الأمنية مما أدى لاستشهاد اثنين من رجال الأمن وهما الرائد زياد أحمد الحواجري والملازم حماد أحمد أبوسويرح».
وفاجأت تلك البيات الجديدة الجميع، حيث تأتي بعد ساعات قليلة من بيانات سابقة لوزارة الداخلية تشير إلى معلومات مغايرة عن تفاصيل عملية القبض على المشتبه بهم في تفجير موكب رئيس الوزراء الفلسطيني.
اقرأ أيضًا: بعد استهداف موكب «الحمدلله».. هل انتهى «شهر العسل» بين فتح وحماس؟
هل كان «أنس أبو خوصة» كبش فداء؟
يتهم البعض حركة حماس في التورط بمقتل عدد من الأبرياء من أجل تحسين صورتها أمام حركة التحرير الفلسطينية «فتح»، خاصة بعد اتهامات حكومة رام الله للقيادة في غزة بتدبير عملية استهداف موكب «الحمدلله»، وتهديد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، باتخاذ إجراءات (لم يحددها) ضد حركة المقاومة الإسلامية.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لبوستر فيلم تسيجلي يؤكد أن «أنس» هو «كبش فداء» لجهاز الأمن الداخلي في غزة.
وعلق القيادي في حماس إسماعيل رضوان عن مقتل أبو خوصة قائلًا: «سيكشف كل الخيوط التي تآمرت على أبناء شعبنا الفلسطيني وستكون الرد الواضح على كل الذين اتهموا قطاع غزة وحماس وأرادوا التهرب من استحقاقات المصالحة الفلسطينية».
وفي اجتماع دعت إليه حماس، أطلع رئيس الحركة إسماعيل هنية ورئيس حماس في قطاع غزة يحيى السنوار قادة حركة الجهاد الاسلامي والجبهتين الشعبية والديموقراطية على تفاصيل وصفت بـ«دقيقة جدًا ومؤكدة»، تظهر أن استهداف موكب القيادة الفلسطينية «عملية خطيرة ومدبرة»، وفق ما اعلن القيادي في حماس صلاح البردويل بعد الاجتماع.
وتريد حماس تخفيف الضغط الذي تمارسه حكومة رام الله عليها، حيث أن السلطة الفلسطينية اتخذت منذ نحو عام كامل، إجراءات عدة أبرزها إقالة الآف من موظفيها المدنيين والعسكريين في قطاع غزة وحسم نحو 30 بالمئة من رواتب موظفيها العموميين في القطاع والبالغ عددهم قرابة ستين الفا.
كما يواجه قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة، أسوأ ازمة إنسانية في ظل ممارسات القيادة الفلسطينية خلال الأعوام الماضية، بالإضافة إلى الحصار المشدد الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية منذ عقد.
Source link