خسر المنتخب الروسي صاحب الضيافة في نهائيات كأس العالم المنتظر انطلاقها في يونيو المقبل بثلاثية نظيفة أمام المنتخب البرازيلي، في المواجهة التي خاضها وسط جماهيره على ملعب لوجنيكي المنتظر احتضانه للمواجهتين الافتتاحية والنهائية في مونديال 2018.


وصمد المنتخب الروسي في الشوط الأول، أمام أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب المونديالي، قبل أن ينهار في شوط المباراة الثاني، ليتلقى ثلاثة أهداف كانت قابلة للزيادة، لولا فشل لاعبي السليساو في التعامل مع العديد من الفرص السهلة التي أتيحت لهم وسط ارتباك واضح للدفاع الروسي.


تقدم المنتخب الروسي عن طريق مدافعه ميراندا في الدقيقة الثالثة والخمسين، وعزز كوتينيو التقدم من ركلة جزاء في الدقيقة الثانية والستين، قبل أن يسجل باولينيو الهدف الثالث في الدقيقة السادسة والستين.


ويقع أصحاب الأرض في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات مصر، أوروجواي والسعودية، ومن المنتظر أن يواجه المنتخب المصري في الجولة الثانية لمنافسات الدور الأول، في التاسع عشر من يونيو المقبل.


وتعد تلك المواجهة واحدة من أهم التجارب التي تكشف للمصريين نقاط القوة والضعف في المنتخب الروسي، كونها المواجهة الدولية الأولى للروس في عام 2018، وتأتي قبل أقل من ثلاثة أشهر من مواجهة المنتخبين المونديالية.


بدأ أصحاب الأرض المواجهة بخطة 3-5-2 التي أصبحت معتادة تحت قيادة المدير الفني ستانيسلاف تشيرتشيسوف، وجاء تشكيل المنتخب الروسي كالتالي:


حراسة المرمى: إيجور أكينفيف


خط الدفاع: كودرياشوف – كوتيبوف – جرانات


خط الوسط: كومباروف – جولوفين – جلوشاكوف – زوبنين – ساميدوف


خط الهجوم: ميرانتشوك – سمولوف


“خنق” الأجنحة


واحدة من أهم النقاط التي منحت المنتخب الروسي ظهورًا مميزًا في الشوط الأول أمام المنتخب البرازيلي تمثلت في قدرته على حرمان المنتخب البرازيلي من الاختراق من الجانبين، حيث ظهر ويليان نجم تشيلسي محاصرًا بالثلاثي كودرياشوف، كومباروف وجولوفين، كما عانى دوجلاس كوستا لاعب يوفنتوس من الحصار ذاته في الجبهة اليسرى.


وتعد طريقة 3-5-2 مثالية للمدير الفني تشيرتشيسوف أمام المنتخبات التي تعتمد على الأطراف، وهو ما سيخلق مشكلات للمنتخب المصري الذي تتمثل قوته الضاربة في جناحيه، وأبرزهما محمد صلاح نجم فريق ليفربول الإنجليزي وأهم لاعبي وصيف أفريقيا في الجبهة اليمنى، إلى جانب محمود حسن “تريزيجيه” في الجبهة اليسرى.


كما تمنح الطريقة ذاتها تميزًا هجوميًا للمنتخب الروسي على الجانبين، حيث يعتمد تشيرتشيسوف على إرسال الكرات الطولية خلف ظهيري الخصوم، خاصة في الجبهة اليمنى التي يسيطر عليها المخضرم أليكساندر ساميدوف أحد أبرز لاعبي المنتخب الروسي، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على المنتخب المصري الذي عانى كثيرًا خلال مواجهاته الأخيرة من أزمات دفاعية في الجبهة اليسرى، التي كانت سببًا رئيسيًا في تلقي المنتخب المصري معظم أهدافه خلال مشواره بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم.


معركة خط الوسط


نجح المنتخب الروسي بامتياز خلال الشوط الأول أمام ضيفه البرازيلي في الضغط بكثافة عددية في خط الوسط، مستفيدًا من دعم ميرانتشوك إلى جانب خماسي الوسط، إلا ان ذلك مثل سلاحًا ذو حدين، حيث شكّل المنتخب البرازيلي خطورة من الكرات المرتدة مستغلًا تقدم لاعبي الوسط الروس في وسط الملعب البرازيلي.


لكن المنتخب الروسي لم ينجح في المواصلة بالنهج ذاته في شوط المباراة الثاني، أمام تحول للمنتخب البرازيلي لتشكيل ضغط أكبر وسط الملعب، إلا أن ذلك لا يعد أمرًا مبشرًا للمنتخب المصري، في ظل إمكانيات رائعة للاعبي الوسط البرازيليين، وأبرزهم الثنائي كوتينيو وباولينيو، مقارنة بالدور المحدود لخط الوسط المصري الذي يحرص مديره الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر على إلزام لاعبيه وأبرزهم الثنائي محمد النني وطارق حامد بمهام دفاعية بحتة.


وسيحتاج كوبر إلى تقديم دعم أكبر لخط الوسط، لتجنب التفوق الروسي الذي سيعني حرمان المنتخب المصري من التحضير بأريحية لهجماته، وسيجبره على انتهاج الكرات الطولية التي لن تكون مجدية في ظل القوة الجسدية للاعبي خط الدفاع الروسي.


 “العمق” هو الحل


مثل التوجه البرازيلي إلى عمق دفاعات المنتخب الروسي التحوّل الأبرز في الشوط الثاني، بعدما فطن تيتي المدير الفني البرازيلي إلى أن الإصرار على الاختراق من الجانبين سيمثل إهدارًا للوقت أمام الكثافة العددية الروسية.


رغم اعتماد المنتخب الروسي على اللعب بثلاثي في قلب الدفاع، إلا أن خط الدفاع الروسي بدا مرتبكًا بوضوح، وسقط بسهولة أمام التمريرات البينية للاعبي المنتخب البرازيلي، كما ظهر خط الدفاع الروسي بطيئًا بوضوح في الارتداد.


ويمنح الفارق الكبير بين ظهور المنتخب الروسي في الشوطين الأول والثاني فرصة كبيرة لهيكتور كوبر لاستغلال إمكانيات نجمه الأبرز محمد صلاح في المكان الأمثل، حيث من المنتظر أن يعاني صلاح في حالة اللعب كجناح أيمن، إلا أن الدفع به في عمق الهجوم قد يمنح المنتخب المصري فرصة مثالية لضرب الدفاعات الروسية مستغلًا السرعة الكبيرة لصلاح، وكذلك تطوره الملفت في استغلال لافرص داخل منطقة الجزاء.