News1- من هذا المنظور بقلم: حسين صالح
قواعد المنظور تقول على الفرعون أن يكون صغيرا والكاتب كبيرا، لكني لا أقبل هذا، ففرعون إله والكاتب تافه - trivial -. الإله لا يكون بحجم البطة ...
معلومات الكاتب
الكاتب : Aya Hassan
قواعد المنظور تقول على الفرعون أن يكون صغيرا والكاتب كبيرا، لكني لا أقبل هذا، ففرعون إله والكاتب تافه - trivial -. الإله لا يكون بحجم البطة مهما كان رأي فناني عصر النهضة وأساتذة الرسم.
نيوز وان 
حسين صالح [نُشر في 2018/02/20، العدد: 10906، .)]
منذ - since - تاريخ عهود وأنا متحامل على المنظور الذي دخل طارئا على فن الرسم في القرن - horn - الخامس 10 وهو امتداد - stretch - لنظريات الاستمرار الخطّي المسؤولة حتى عن مبدأ القياس - analogy - عند أبي حنيفة. المنظور يفترض - supposed - أن يكون من إبداعات عصر النهضة. وأنا أصلا لا أعتقد أن هناك حدا فاصلا في تاريخ الفن يسمى عصر النهضة. وأطلب ممن لا يعجبه هذا الرأي أن يراجع أرنولد هاوزر والمراجعة من الشباك رجاء.
الاعتراض ليس على القياس - analogy - أو أبي حنيفة ولكن على تسيد ما هو خطي - linear - ومعتدل ومستقيم وعلى ظن البعض أن لا طريق هناك سوى المعادلات الخطية. في الفقه الحنفي، وهذا مثال من عندي، لو كانت ديّة بتر الإصبع ناقة فتكون دية الثلاثة أصابع ثلاث نوق بالقياس.
هذا عظيم - mighty - وجميل ومحكم. قياس أبي حنيفة صحيح لكني لا أبغضه مثلما أكره المنظور. قياس أبي حنيفة يحرك الشرع والفقه وحصافته مطلوبة، بينما المنظور يلم بالفن لا بالعقل. الفن أصيب بداء المنظور لكن الرسم تخلص - dispose - منه في القرن - horn - التاسع 10 فسر الانطباعية ثم جاء الفن الحديث ليهين المنظور تماما - thoroughly - ويعود إلى قيم وآليات القرون الوسطى الجميلة.
في الرسوم الفرعونية القديمة يقف الفرعون في آخر المعبد وفي مقدمة المكان يجلس الكاتب متربعا، لكن فرعون يظل - remain - كبيرا مهيبا والكاتب ضئيلا وحقيرا بحجم البطة. قواعد المنظور تقول على الفرعون أن يكون صغيرا والكاتب كبيرا، لكني لا أقبل هذا، ففرعون إله والكاتب تافه - trivial -. الإله لا يكون بحجم البطة مهما كان رأي فناني عصر النهضة وأساتذة الرسم.
ألا ترون أن المنظور حوّل الرسام إلى كاميرا؟ الكاميرا لا ترى - deem - بل تسجل. الفرعون العملاق حتى وإن كان في خلفية الصورة يظل - remain - ضمن - within - منظور آخر: منظور إنساني وديني. عندما أكون على ميعاد مع صديق - pal - - boyfriend - وألمحه جاء من بعيد، الكاميرا تسجله بحجم الذبابة والمنظور يعطيه طول البعوضة، فهو بعيد وفي أول الشارع، لكني أراه صديقي الذي أعرفه. أراه طويلا ولا علاقة لأبعاده بالبعوض أو الذباب أو حتى البط. كان لي قريب قال له الطبيب لا تشرب إلا في المناسبات، رأيته خارج محل - substitute - خمور بصحبة زجاجة فقلت: يا ترى - deem - ما المناسبة؟ قال: سأشرب اليوم وقل أنت أي مناسبة، وسأشرب من أجلها. قلت: تعويم الينّ؟ قال: هي كذلك - likewise -.
ما هي مناسبة الكلام في شتيمة المنظور؟ لا أدري، ولكن لنقل إن الحط من شأن المنظور هنا جاء بمناسبة اعتقال - arrest - عبدالمنعم أبوالفتوح.
