News1- 'كما تكونون تكون موسيقاكم'.. الغناء الهابط انعكاس لأزمة مجتمعية
بات انتشار - prevalen - الأغاني الشعبية والفيديوهات العشوائية التي يلقبها البعض بالـ”هابطة” ظاهرة ملحوظة - notable - وقوية في بعض المجتمعات ...
معلومات الكاتب
- بات انتشار - prevalen - الأغاني الشعبية والفيديوهات العشوائية التي يلقبها البعض بالـ”هابطة” ظاهرة ملحوظة - notable - وقوية في بعض المجتمعات العربية. وأصبح هناك من يطالب بضرورة التصدي لها بقوة القانون، بينما يراها آخرون انعكاسا لحالة المجتمعات المتردية. ويفسر محللون الظاهرة بأنها امتداد - stretch - لتطور كل عصر، رافضين اعتبار انتشارها دليلا له بعد اجتماعي فقط، لأنها تعبر عن مضامين كثيرة.
نيوز وان محمد حسين أبوالحسن [نُشر في 2018/02/17، العدد: 10903، .)]
الخلاعة والدلاعة لم تكن مذهبي
#القاهرة – أثار - raised - عدد من المقاطع المصورة لأغاني شعبية - popularity - حملت ما يمكن وصفه بالإسفاف في الألفاظ والمشاهد، موجة - wave - من الجدل - controversial - بداخل المجتمع.
ويهدف أصحابها إلى الشهرة وجمع الأموال بأسرع وأيسر طريقة - recipe -، لكنهم يجرفون في طريقهم قواعد الذوق والأخلاق.
"بص أمك" في #مصر
مثلت أغنية “بص أمك” لمطربة مغمورة اسمها ليلى عامر حلقة - episode - في سلسلة طويلة - prolonged - وممتدة، فقد - missing - شهدت الأعوام الخمسة الماضية غزارة شديدة في إنتاج هذه الكليبات، ولا أحد يقطع هل لها علاقة وثيقة - deed - بالفوضى المتزايدة التي زحفت على المجتمع المصري عقب اندلاع ثورة 25 شهريناير 2011 أم لها علاقة بتشجيع خفي من بعض المتربحين منها سياسيا وماديا؟
ومن هذه الأغنيات، التي هناك نقاد فنيون يرفضون إطلاق وصف - portray - طرب عليها، “ركبني المرجيحة” لأحمد ودالي، و“سيب إيدي” لوائل ومنة، و“عندي ظروف” لشيماء، و“يا واد يا تقيل” لبرديس، و“الكمون” لشاكيرا، و”أحمد الشبشب ضاع”، وغيرها من الأغنيات التي تحمل - incur - عناوينها معاني غرائزية وتدغدغ المشاعر وتثير الخيال - imaginat - الجنسي عند الشباب.
ومع كل الانتقادات الواسعة التي وجهت لهذه النوعية من فئات وشرائح مجتمعية مختلفة، فإنها استقطبت قطاعا مهما من الجمهور، لا سيما الطبقات المهمشة في المجتمع.
وطالما اتفق علماء الاجتماع حول تفسير هذه الظاهرة بأنها انعكاس لتدهور المجتمع وميراث لسنوات طويلة - prolonged - من انتشار - prevalen - الجهل وغياب التعليم وفقدان الأسرة قدرتها على تربية - breeding - النشء بشكل علمي وسليم.
ويرى خبراء اجتماع أن غياب دور الحكومة في إفراز - secretion - تجربة - experiment - صحيحة تكون أساسا - fundamentally - لمجتمع متعلم - learner - بصورة جيدة وإهمال الأسر تربية - breeding - الأبناء لدواع كثيرة، أبرزها كثرة الإنجاب والفقر وتدني مستوى المعيشة، من العوامل الرئيسية وراء التدهور الفني على كل المستويات.
وتقول سامية الساعاتي خبيرة علم الاجتماع بجامعة عين - appointed - شمس في #القاهرة لـ”نيوز وان”، “من الصعوبة إغفال هذه النوعية من الأغنيات، فهي يمكن استخدامها كمقياس لظواهر اجتماعية كثيرة، ودلالة على طريقة - recipe - تفكير - thinking - - thinki - فئات كثيرة من الناس، ومؤشر على مدى ما يطرأ من تغيرات، فكلمات هذه الأغاني مستوحاة من المجتمع الذي تبرز فيه”.
وأشارت إلى أن الإمعان والتدقيق في الكلمات لا يخلوان من علامات اجتماعية تصرح أي طريقة - recipe - تفكير - thinking - - thinki - يستخدمها الناس، وهي ليست دليلا قاطعا على التخلف، لكنها يمكن الاسترشاد بها في معرفة - acquain - المنحنى الاجتماعي الذي وصلت إليه الفئة التي تتعاطى هذه الأغنيات، علاوة على أنها انعكاس طبيعي لحال الثقافة والتعليم وسط - amid - هذه الفئة.
وتنظر أطياف أخرى في المجتمع إلى فكرة تدني الذوق العام على أنه ليس تدهورا مجتمعيا، لكنه لغة للعصر.
ويرجع هؤلاء تفسيراتهم لتجارب غربية في بلدان متقدمة، في مقدمتها الولايات المتحدة التي انتشرت فيها نوعية من الأغاني مثل - like - “ميتيل” و”الراب” وتعرضت لهجوم قاس - harsh - واتهامات بهدم قواعد الفن الراقي في وقت - time - من الأوقات، ثم تحولت إلى جزء - fraction - من نسيج - texture - - textile - شريحة - slice - ليست هينة في المجتمع.
ويدافع نقاد عن هذه الأغاني بأنها نوعية من الفن، حتي وإن كانت لا تتقبلها الكثير من الأذواق، إلا أنها مازالت فنا طالما فسر عن شريحة - slice - من الشباب بالطريقة التي تناسبهم.
ومع سرعة التقدم التكنولوجي والتغير النمطي لحياه الأفراد، أصبحت نوعية الأغاني السريعة ذات الطابع الخاص أكثر جذبا للشباب في العالم، سواء في مجتمعات نامية يراها البعض غارقة في بحور الجهل أو في دول حديثة متقدمة تعيش توهجا ثقافيا وحضاريا.
وقفزا فسر الزمان إلى عشرينات القرن - horn - الفائت، غنت كوكب - planet - الشرق أم كلثوم “الخلاعة والدلاعة مذهبي”، وغنى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب “10 كوتشينة”، وقبلهما غنى سيد درويش “وأنا مالي ما هي إللي قالتلي”، ورتيبة أحمد “الحب دح دح والهجر كُخ كُخ”، ومنيرة المهدية “شد الستارة”.. وكلها اعتبرت أغاني منافية للذوق.
"أكلني البرد" في تونس
“وينك وقت - time - البرد كلاني” وتعني “أين كنت حين أكلني البرد” وهو تعبير مجازي يقصد به قائله أنه عانى البرد الشديد والفقر، وهو عنوان - heading - أغنية لمغني راب تونسي يدعى سماران حققت نجاحا ساحقا ومشاهدات قياسية على يوتيوب.
وأكّد سمارا أنّ الأغنية تتحدّث عن واقع عاشه وهي نابعة من القلب، حسب - depending - وصفه.
وتنضم الأغنية إلى موجة - wave - أغاني أخرى على غرار “توري نوري” و”شقوا ودقوا” للفنانة نرمين صفر وغيرهما من الأغاني المثيرة للجدل مثل - like - “لا يخبش لا يدبش” لنجلاء صاحبة أغنية الحصان الشهيرة و”يا بطية” (يا سمينة) لمصطفى الدلاجي.
|
وفي الصيف الفائت، أوقف جمهور مهرجان محافظة المهديّة بوسط شرق تونس، حفل مغني الراب الشهير كلاي بي بي جي بسبب أدائه أغاني اعتبرها مهينة ومسيئة لقوات الأمن.
وقاد عدد من الفنانين من المغنين والشعراء والملحنين، حملة مناهضة للأغاني الهابطة أو الرديئة التي تكتسح وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، متهمين الوسائط المذكورة بالترويج لها واستثمارها من أجل المال.
وقال الشاعر الغنائي حاتم القيزاني إن الحملة هدفها إنقاذ الفن التونسي من الانحدار الأخلاقي والذوقي، وخوفا على مستقبل الفن والأجيال القادمة في تونس من التفسخ والميوعة، حسبما تعليقه.
ومن جهة أخرى، شدد الملحن عادل بندقة على أن بروز أغاني مبتذلة في هذه الفترة، عبارة عن وضعية ليست بالجديدة في تونس، فنفس هذه الوضعية عاشتها الأغنية في تونس قبل عام 1934 أي قبل تأسيس المعهد الرشيدي، حيث برزت أغاني مثل - like - “على سرير النوم - sleeping - دلعني” و”ليلة سبت”.
"شيلات" #السعودية
في #السعودية، وجه الكاتب والناقد السعودي سعيد السريحي انتقادات لاذعة لانتشار ظاهرة “الشيلات” في الأوساط الغنائية #السعودية، متهما إياها بإثارة النعرات القبلية وإفساد الذائقة الموسيقية العامة.
و”الشيلات” فن غنائي شعبي يغيب فيه التركيز على المواضيع الغنائية التقليدية كالغزل، ويركز على إعلان الوفاء القبلي وإبراز العادات المرتبطة بمرحلة ما قبل الدولة الوطنية - native -.
ويصنف السريحي في مقال نشرته صحيفة “عكاظ” #السعودية تحت - underneath - عنوان - heading - “الفساد المسمى شيلات”، هذا النوع من الفنون الشعبية بأنه من الأمور الخطيرة على المجتمع.
وفي الأعوام الأخيرة، تزايد إقبال السعوديين على سماع الشيلات حيث انتشرت في المناسبات الشعبية والاجتماعية. ويرى فيها مثقفون انعكاسات لصوت الشارع.
"هوسات" #العراق
ويكاد يكون المشهد الغنائي في #العراق معبرا بامتياز عن مشهد - spectacle - سياسي - politica - وديني رث، فقد - missing - انتقلت المراثي الطائفية و”الهوسات” العشائرية إلى الأغاني بوصفها معبرا عاطفيا.
وليس غريبا أن تعرف على تردد - haunt - مجموعة - group - من الأميين في علوم الغناء جملة من “الهوسات” للتباهي الفارغ بوصفها غناء معاصرا، فيما تحولت الألحان إلى جمل موسيقية جاهزة خالية تماما - thoroughly - من التعبيرية التي تربط روح المفردة باللحن وليس بآليتها.
ووصف كاتب - clerk - عراقي الغناء الشائع اليوم بأنه نتاج “العقل القبوري”، في إشارة إلى الرثاثة السائدة سياسيا واجتماعيا ودينيا، حيث تحول الفن إلى مرآة للمراثي الطائفية.
وبرز جيل لحني وغنائي عراقي متواز مع جيل قراء المراثي الحسينية، لكن المراثي هي الأكثر شيوعا، الأمر الذي جعل الأغاني هامشا للمراثي ومن منغير أي حس لحني.
وانتشر على نطاق واسع فيديو يبث في الفضائيات الفضائية العراقية لمجموعة من الأشخاص الذين يتقلدون الأحزمة وهم - illusion - يهتفون بنوع غريب - stranger - من الغناء لم يعرفه #العراق مطلقا. وبسبب تردي الذائقة انتشرت هذه الأغنية أو الهوسة التي لا تضيف شيئا سوى الهتاف الفارغ.
أسباب الانتشار
استثمر أصحاب الأغاني الشعبية التكنولوجيا والتكلفة الزهيدة لإنتاجها، والتي قد لا تتجاوز 6 آلاف جنيه (400 دولار)، واستفادوا من منصتي التواصل الاجتماعي: يوتيوب وفيسبوك، لترويج كليباتهم وتسلق سلم - ladder - الشهرة والثراء بسرعة.
|
ويؤكد الملحن حلمي بكر أن هذه الكليبات نوع - kind - من “الدعارة الفنية التافهة” المبتذلة، تبدأ بالعري وتنتهي بالكلام النابي، منغير مضمون أو قيمة - value -، سوى إثارة - arouse - مشاعر المتلقي - receiver -، لتحقيق الذيوع بوصفه مؤشرا للنجاح.
ويرجع انتشارها إلى “ثقافة الجهل”، مبينا أنها سرطان خبيث في جسد المجتمع، وأخطر عليه من “داعش”، ورفض إطلاق وصف - portray - “فنان” على أصحابها، داعيا نقابة - guild - الموسيقيين والمصنفات الفنية و”شرطة الآداب” إلى التصدي لهذا الانفلات، وأبدى سعادته لأن البعض من أبطالها وقع تحت - underneath - طائلة القانون وتم سجنه.
ومنذ بداية - outset - الألفية الجديدة، تدافعت موجات الكليبات العارية، قبل المنزلق الحالي، منذ - since - تاريخ أصبح “الكليب” مدفعية ثقيلة في جعبة أي فنان يبحث عن الأضواء، بداية - outset - من أغنية “بوس الواوا” للبنانية هيفاء وهبي و”أه ونص” لنانسي عجرم مرورا بـ”واوا أح” مع المطربة دومينيك حوراني.
ويعتقد مراقبون للأوضاع السياسية التي مرت بها #مصر عند العقدين الأخيرين، أنها أفرزت حالة تمرد على السائد وأخرجت أنماطا من الفيديوهات والأفلام كسرت محرمات وتجاوزت الخطوط الحمراء بالمجتمع، فالمواطن والمتلقي من ناحيته مارس - march - تمرده على الموروث الفني وأنماط الغناء الفائتة.
كما نتج عن سياسات “الانفتاح الاقتصادي” أو ما سُمي الليبرالية الجديدة بكل قسوتها وضغوطها الفادحة على المواطنين إلى لهاثهم وراء الضرورات اليومية ونوع من الفقر الزمني واستسهال التلقي، بغض النظر - considering - عن قيمة - value - المنتج الفني، بالإضافة إلى دور التكنولوجيا والإنترنت في الانفتاح على الثقافات #الغربية بخيرها وشرها.
ويدافع أحد مؤلفي هذه النوعية من الأغاني، رفض - rejection - ذكر اسمه، عن الأغاني الشعبية قائلا “ليست كل الأغاني الشعبية التي ظهرت مؤخرا - lately - سيئة، وهي مثل - like - كل شيء في الدنيا هناك السلبي والإيجابي”. وأضاف - added - “هذه الأغاني تعبر عن الواقع الاجتماعي الموجود في حياتنا وكل طبقة لها لون من الفن الذي تسمعه وتشعر بأنه يمثلها”.
المعالجة
طالب كثيرون بضرورة تدخل - intervene - الحكومة والسلطات التشريعية والقضائية في #مصر لوقف تمدد هذه الظواهر وحماية المجتمع الذي أصبح يستسيغ هذه الأغاني ويكررها، وهو ما قامت به الدولة بالفعل بعدما بدأت تتصدى لتلك الأعمال في صورة قوانين وأحكام قضائية.
وتعددت البلاغات أمام النيابة العامة على أصحاب الفيديوهات “الخادشة للحياء”، وقامت الإدارة العامة لشرطة حماية - protect - الآداب بملاحقة بعضهم وقدمتهم للمحاكمة الجنائية - crimin - العاجلة بتهمة الفعل الفاضح ونشر الرذيلة.
لكن يحذر خبراء من سوء استخدام يد القانون في مواجهة - confronta - الأعمال الفنية وإن كانت هابطة كما يصفها البعض، ويرى هؤلاء أن تدخل - intervene - الحكومة كوصية على الأخلاق العامة للشعب سلاح ذو حدين من شأنه أن يزيد من اليد الباطشة ويكبل من حرية - liberty - الإبداع والرأي.
ويرفض الشاعر الغنائي محمد خير أن تكون الدولة “حامية للأخلاق”.
وعلى النقيض منه، يقول النائب أحمد حلمي الشريف وكيل لجنة الشؤون التشريعية بمجلس النواب، إنه من الضروري استنفار أجهزة الدولة للتصدي للظاهرة “المدمرة للمجتمع”، موضحا أن العقوبات المدرجة بشأن مواجهة - confronta - أي مواد فنية تخدش الحياء العام تصل للحبس، وأن العقوبة وحدها لا تمنع “الجريمة”، بل لا بد من ضوابط تتبناها وزارة الثقافة والهيئة الوطنية - native - للإعلام للحد من انتشار - prevalen - هذه المقاطع وللحفاظ على تراثنا الغنائي من التدهور والتشويه المتعمد.
ويرفض كثيرون عبارة “الرجوع للزمن الجميل” في الفن ويرون أنها أكذوبة، وأن كل الأزمنة بها قدر - fate - من القبح، ثم يلعب الزمن دوره في غربلة الأشياء فتموت الرداءة.
ويقول الناقد السينمائي طارق الشناوي لـ”نيوز وان”، إنه “لا حل للفن الهابط إلا مقاطعته، والمقاطعة تلحق الضرر بشركات الإنتاج”.