News1- تمسك ترامب بتعويذة أميركا أولا: مزيد من الخدمات لروسيا والصين
مر عام على تولّي دونالد ترامب رئاسة - presidency - الولايات المتحدة، ومعها قيادة - command - العالم الذي كان إلى حدود - frontier - أعوام قلي...
معلومات الكاتب
- مر عام على تولّي دونالد ترامب رئاسة - presidency - الولايات المتحدة، ومعها قيادة - command - العالم الذي كان إلى حدود - frontier - أعوام قليلة ماضية يسير حسبما نظام القطب الواحد. لكن، هذا النظام بدأ يترنّح في الفترة الأخيرة من ولاية باراك أوباما وجاء ترامب، الذي يصفه الصحافي مايكل وولف بأنه ليس على قدر - fate - هذه المهمة، ليكمل المهمة. اليوم، أصبحت أميركا مهددة بالخروج من ميادين كثيرة بدءا من التغير المناخي وصولا إلى الاندماج الاقتصادي العالمي حيث أصبح الطريق مفتوحا للصين لنيل دور الزعامة الذي تخلّت لها عنه إدارة - administer - ترامب، فيما تتقدّم روسيا كفاعل رئيسي في مراكز الثقل التقليدية للولايات المتحدة الأميركية.
نيوز وان ديليب هيرو [نُشر في 2018/02/16، العدد: 10902، .)]
أميركا لم تعد وحدها في الحلبة الدولية
#واشنطن - في خطاب حالة الأمة حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنبرة كئيبة من أن “خصوما -مثل - like - #الصين وروسيا- يتحدون مصالحنا واقتصادنا وقيمنا”. وطلب من الكونغرس أن يمنح الكثير من المال “لجيشنا العظيم” ويموّل تحديث - update - الترسانة النووية الأميركية حتى تكون “قوية جدا إلى درجة تمكّنها من ردع - deter - أي أعمال اعتداء - assault - من أي بلد آخر أو أي شخص آخر”.
كان من الممكن أن يلقى خطاب ترامب “العاطفي” تجاوبا وترحيبا، لكن سياساته في أول عام له في الحكم - referee - تصرح تناقضا كبيرا مع هذا الخطاب، بل إنها عززت إلى حد كبير في أدوار هذين المنافسين، بما جعل الرئيس الصيني شي جين بينغ قال في خطابه أمام المؤتمر التاسع 10 للحزب الشيوعي - communi - في شهرأكتوبر الفائت “آن الأوان لأخذ مركز الصدارة في العالم”، أما روسيا فهي تتقدّم شيئا فشيئا في منافسة الولايات المتحدة الأميركية على مراكز نفوذها التقليدية.
استراتجية خارج الزمن
بعد شهرين من خطاب الأمة، أطلق ترامب إستراتيجية الأمن القومي الخاصة به والتي تفتقر - lacking - إلى الرؤية والوضوح. أعادت هذه الإستراتيجية الولايات المتحدة إلى فترة الحرب الباردة عن طريق تحديد #الصين وروسيا على أنهما المنافسان الأساسيان لقوتها ونفوذها ومصالحها.
ولم تقدم أفكارا جدية حول ما يجب فعله حول الموضوع (باستثناء - except - رمي الكثير من المال في ميزانية البنتاغون والترسانة النووية الأميركية). وفي الواقع الكثير من أفعال ترامب وتصريحاته وتغريداته في الأشهر التي قبل إطلاق هذه الوثيقة - document - قدّمت لبكين وموسكو الكثير من الفرص لتوسيع نفوذهما وقوتهما.
عشية الاحتفال بالذكرى الأولى لرئاسة ترامب أظهر استطلاع قامت به مؤسسة غالوب شمل 134 بلدا تراجعا مذهلا في القبول العالمي لدور #واشنطن في العالم، من 48 بالمئة في عهد - era - أوباما إلى 30 بالمئة في عهد - era - ترامب، وكان ذلك أسوأ رقم منذ - since - تاريخ أن بدأت غالوب في تسجيل - registration - هذه النسب في عام 2007.
في المقابل صعدت #الصين لتحقق 31 بالمئة وروسيا 27 بالمئة. وكان ذلك قبل أن يشير الرئيس ترامب إلى بضع بلدان أفريقية لم يسمها على أنها “بلدان حثالة”.
وفي ما يلي قائمة الخدمات التي قدّمها دونالد ترامب إلى آخر منافسين لأميركا وكيفية ردة فعلهما تجاه وضع - placemen - أصبح فيه العالم مرة أخرى يتضمن أكثر من قوة عالمية واحدة بعد أن كان على مدى زهاء عقدين من الزمن يسير بنظام أحادي.
من غير المفاجئ أن يزور العاهل - monarch - السعودي الملك سلمان بن - bin - عبدالعزيز #موسكو في شهرأكتوبر الفائت ويمضي 15 اتفاقية تعاون - collaboratio - تشمل النفط والشؤون العسكرية، والي استكشاف - explora - الفضاء
التخلص من الشراكة العابرة للمحيط الهادئ: في يومه الأول في المكتب - bureau - البيضاوي تخلى ترامب عن معاهدة الشراكة العابرة للمحيط الهادئ المتعلقة بالتجارة وذلك وفاء بتعهده في حملته الانتخابية.
كان قرار اليوم الأول لترامب في السلطة انتصارا للصين. جادل ترامب بأنه يحمي العمال الأميركيين من المنافسة القادمة من بلدان اليد العاملة الرخيصة مثل - like - الفيتنام وماليزيا المعنيتان بالاتفاقية. لكنه تجاهل الإيجابية البارزة المتمثلة في أن تصبح أميركا جزءا من نطاق تجارة حرة تستثني #الصين بينما تمنح الولايات المتحدة واليابان (اللتان تملكان أول وثالث ناتج وطني - nationalist - إجمالي - gross - في العالم) النفوذ الذي يتماشى مع مثل - like - هذه المنطقة.
التخلي عن زعامة #واشنطن للتغيير المناخي: عن طريق الانسحاب من اتفاقية #باريس للمناخ لسنة 2015 وذلك في شهريونيو 2017 أحدث الرئيس ترامب فراغا آخر في الزعامة العالمية، وهو فراغ - vacuum - سيقوم بملئه كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي.
مبادرة #الصين حزام - belt - واحد طريق واحد: في ما يتعلق بالمستقبل الاقتصادي تخسر #واشنطن مكانتها لفائدة #بكين، ففي المستقبل وحسب خطط صينية - tray - ستربط مشاريع مبادرة حزام - belt - واحد طريق واحد #الصين وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا ووسط آسيا وغربها وأجزاء من الشرق الأوسط وشرق أفريقيا وأوروبا الوسطى والشرقية. وستتضمن بناء أنابيب نفط وغاز طبيعي وطرقات سريعة وخطوط حديدية وموانئ مياه عميقة ومحطات توليد الطاقة، وغيرها.
في شهرمايو الفائت، تعهد - pledge - - undertaking - الرئيس الصيني في اجتماع لقرابة 70 زعيما ورؤساء لمنظمات دولية في #بكين، لم تحضره الولايات المتحدة والهند بالرغم من استدعائهما، بضخ 113 مليار دولار من التمويلات الإضافية للمبادرة وحث البلدان فسر العالم على المشاركة في المشروع - venture -، وعلق بقوله “ليست لدينا أي نية - intent - لتكوين مجموعة - group - صغيرة تضر بالاستقرار. ما نأمل - hopefully - في إحداثه هو عائلة كبيرة من التعايش المنسجم”. وعلق وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس على ذلك بالقول “في عالم - scholar - معولم توجد الكثير من الأحزمة والطرقات، ولا ينبغي على أي بلد واحد أن يضع نفسه في موقع إملاء ‘حزام - belt - واحد، طريق واحد'”. لكن هذه الأيام لا تقدم الولايات المتحدة لا أحزمة ولا طرقات.
روسيا في الشرق الأوسط
ماذا عن القوة العظمى الأخرى التي ركزت عليها إستراتيجية الأمن القومي التي جاء بها ترامب؟ لم تعد روسيا هذه الدولة النفطية التي لا يتجاوز اقتصادها حجم الاقتصاد الإيطالي والإمبراطورية السوفييتية “الشريرة”.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتبع سياسات لم تكن نتيجتها سوى تسهيل الطريق للتنين الصيني ليزأر متجاوزا العم سام، مع تواجد الدب الروسي على مسافة قريبة في الخلف
عند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثلاث أوراق قوية في يده: جيش موسع أعيد تأهيله ومدعوم من صناعة عسكرية صلبة، وثاني أكبر إنتاج من النفط في العالم في وقت - time - تتصاعد فيه تعرف على أسعار النفط، وشركة الطاقة النووية الحكومية روساتوم التي توفر - availability - نطاقا كاملا من المنتجات والخدمات. وتكتمل قوة هذه الأوراق بإمساك بوتين بزمام الحكم - referee - في الدولة لفترة 18 عاما مما مكنه من مشاهدة ثمرة سياساته بطريقة غير متاحة لأي رئيس أميركي.
بعد اكتساب دور أساسي في الحرب السورية، شرع بوتين في استمالة إيران، الحليف التقليدي لسوريا، وكذلك #تركيا - turkey - العضو في حلف الناتو التي كانت في البداية تعارض النظام السوري ثم وافق أردوغان على الانضمام إلى صف بوتين. وتجد #واشنطن نفسها في خلاف خطير - grave - - grave - - severely - مع أنقرة التي أرسلت مؤخرا - lately - طائراتها ودباباتها الشمال السوري لقصف الأكراد الذين تدعمهم #واشنطن.
انكب بوتين، على مغازلة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. في عام 2016 من أجل دعم - backing - تعرف علي سعر - rate - برميل - barrel - النفط الذي نزل إلى ثلاثين دولارا، حثت #السعودية الأعضاء الآخرين في منظمة الأوبك بخفض إجمالي - gross - الإنتاج، ولكن حتى تنجح هذه الإستراتيجية توجب تعاون - collaboratio - المنتجين الآخرين خارج المنظمة وكانت روسيا اللاعب الأساسي بوصفها أكبرهم.
ومن غير المفاجئ أن يزور العاهل - monarch - السعودي الملك سلمان بن - bin - عبدالعزيز #موسكو في شهرأكتوبر الفائت ويمضي 15 اتفاقية تعاون - collaboratio - تشمل النفط والشؤون العسكرية، والي استكشاف - explora - الفضاء.
نجح بوتين أيضا في جلب - fetch - اهتمام #مصر، وهي حليف - ally - آخر لواشنطن وتتلقى مساعدات عسكرية أميركية منذ - since - تاريخ عام 1987. في شهرأكتوبر 2016 شارك أكثر من 500 مظلي روسي ومصري في تدريبات مشتركة - joi - لمكافحة الإرهاب في الصحراء بالقرب من #الإسكندرية.
وخلال رئاسة - presidency - ترامب لم تزدد العلاقات المصرية الروسية إلا قوة حيث وافقت شركة روساتوم في عام 2017 على إنشاء أول محطة - terminal - طاقة - power - نووية في #مصر تقدر تكاليفها بـ21 مليار دولار. وسيأتي 85 بالمئة من ذلك المبلغ من روساتوم التي يمكنها توفير ذلك بما أن طلبياتها المحلية والخارجية في العام الفائت وصلت إلى 300 مليار دولار.
وهكذا، يتجلى التناقض - contradictio - بين أقوال ترامب وسياساته. واليوم، بالرغم من أن الولايات المتحدة قوية وثرية فإنها تبدو أكثر عزلة من أي وقت - time - مضى. وسواء في حروبها غير المجدية، أو في تركيزها الملحوظ على القوة العسكرية، أو في تفكيك وزارة الخارجية، أو في اندفاعها نحو بناء جدران من كل الأنواع لصد الكثير من الناس عن الدخول، أو في تغريدات الرئيس وتعليقاته ومكالماته الهاتفية المسيئة، أو حتى في “الركود الترامبي” في السياحة.
تكتسب الانعزالية الأميركية معنى - meaningf - جديدا. وفي حين ما انفك دونالد ترامب ينشد تعويذته “أميركا أولا”، فقد - missing - اتبع في الواقع سياسات لم تكن نتيجتها سوى تسهيل الطريق للتنين الصيني ليزأر متجاوزا العم سام، مع تواجد الدب الروسي على مسافة قريبة في الخلف.