خطر الجهاديين يدفع بغداد لقبول عودة البيشمركة لكركوك article
بغداد - لن ينسى العراقيون مشهد قوات البيشمركة حينما غادروا كركوك عقب دخول القوات العراقية إليها إذ ظهر بعضهم وهو يبكي بحرقة على المدينة التي...
معلومات الكاتب
بغداد - لن ينسى العراقيون مشهد قوات البيشمركة حينما غادروا كركوك عقب دخول القوات العراقية إليها إذ ظهر بعضهم وهو يبكي بحرقة على المدينة التي طالما اعتبروها قلب كردستان ولم يكونوا يريدون مغادرتها لولا أوامر الانسحاب.
تبحث الحكومة العراقية وإقليم كردستان وضع خطط لمواجهة الدولة الإسلامية وذلك عبر عودة قوات البيشمركة إلى محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها التي سبق وانسحبت منها منذ شهور.
وتتمثل الخطة في انتشار قوات البيشمركة في أطراف المدن المعرضة لهجمات من قبل المتطرفين، فيما يرى مراقبو المجال الأمني أن الخطوة تثبت عجز القوات الأمنية العراقية وعجلة القوات الكردية للعودة إلى المناطق التي كانت تسيطر عليها قبل ثلاثة أعوام.
وزار وفد عسكري أميركي بريطاني رفيع المستوى وزارة الدفاع العراقية في الخامس والعشرين من آذار مارس ثم اجتمع مع قوات البيشمركة في السابع والعشرين من آذار مارس وبحثا عودة قوات البيشمركة إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها وذلك بعد إنشاء غرفة تنسيق أمنى بين الحكومة العراقية والإقليم سيكون مقرها في معسكر كي ون جنوب كركوك.
وقال وستا رسول كركوكي قائد قوات البيشمركة في محور جنوب كركوك لـ"نقاش": انه "تم بذل كل المساعي من اجل عودة البيشمركة إلى المناطق المستقطعة وذلك بسبب عودة ظهور المجاميع المسلحة ولاسيما في حدود محافظة كركوك الأمر الذي يدل على أن بإمكان البيشمركة مواجهة الإرهاب".
وأضاف: "لم تطلب الحكومة العراقية حتى الآن عودة البيشمركة، ولكنها وافقت على ذلك خلال اجتماعاتها مع التحالف الدولي".
وبعد أكثر من ثلاثة أعوام من التنسيق مع الحكومة العراقية لمواجهة مسلحي الدولة الإسلامية، هزمت قوات البيشمركة خلال مواجهتها مع الجيش العراقي في السادس عشر من تشرين الأول أكتوبر من عام 2017 وانتشرت قوات الرد السريع والفرقة الذهبية والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي في مواقع البيشمركة وذلك بعد مطالبة حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي والقائد العام لقوات المسلحة العراقية بانسحاب البيشمركة إلى مواقعها قبل الحرب ضد التنظيم الإرهابي.
مسؤول في البيشمركة أوضح أن التحالف الدولي ابلغ وزارة البيشمركة انه لا يمكن عودة قوات مسلحة حزبية إلى تلك المناطق وإنما وافقوا على عودة اللواءين الأول والثاني من قوات البيشمركة إلى كركوك واللواء التاسع إلى داقوق وطوزخورماتو وهي قوات مشتركة لوزارة البيشمركة تم تدريبها من قبل فريق تدريب تابع لوزارة الدفاع الأميركية.
وقال قائد في اللواء الأول لقوات البيشمركة طلب عدم ذكر اسمه "نحن مستعدون للعودة إلى مواجهة داعش وحماية المواطنين في المناطق المستقطعة ولكن من الناحية العسكرية لم يتم البت بعد في خطوط الدفاع التي سنتمركز فيها". وأوضح القائد أن قوات البيشمركة لن تقبل بالعودة إلى خطوط الهجوم فقط.
مسؤولون في الحشد الشعبي ذكروا أن عودة قوات البيشمركة إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها ستكون تحت إشراف غرفة التنسيق بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان وذلك بعد ازدياد قوة مسلحي الدولة الإسلامية في حدود محافظة كركوك.
وقال ناظم كهية قائد الحشد الشعبي في كركوك حول ذلك "لابد أن تكون عودة قوات البيشمركة إلى كركوك تحت إشراف غرفة التنسيق بين المركز والإقليم كما يجب اخذ رأي مكونات المنطقة حول عودتهم حتى لا تحدث توترات في المنطقة".
وأضاف كهية "نحن على علم باجتماعات البيشمركة والتحالف الدولي حول كيفية عودتها، حسب علمنا فان سبب تأخر عودة البيشمركة يتعلق باختلاف الآراء إذ تريد بعض القوى العراقية تواجد البيشمركة في نقاط التفتيش فقط أما وزارة البيشمركة فتريد حضور البيشمركة في كافة مناطق كركوك".
وقتل مسلحو داعش خلال الأسبوعين الماضيين (22) مواطنا في أقضية طوزخورماتو والحويجة وداقوق عن طريق نصب سيطرات وهمية وارتداء الزي العسكري الأمر الذي أثار مخاوف القوى العراقية لذلك أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي في خطاب ألقاه السبت الماضي انه "لابد من إدارة المناطق المتنازع عليها بتنسيق بين جميع المكونات".
براكان سعيد رئيس اللجنة الأمنية لمحافظة كركوك رفض الإدلاء بأي تصريح حول الأمر بداعي عدم إرسال الحكومة العراقية كتابا رسميا حول عودة البيشمركة إلى كركوك.
ويرى مراقبو الوضع الأمني أن موافقة الحكومة العراقية على عودة قوات البيشمركة تثبت عجز القوات الأمنية العراقية في الحرب ضد الدولة الإسلامية.
وقال الحاكم حمدي كلي العميد المتقاعد والخبير في المجال العسكري "تريد الأحزاب الكردية أن يكون لقوات البيشمركة حضور في كركوك حتى لا تخسر المدينة التي خسرتها عسكريا انتخابيا أيضا وان موافقة الحكومة العراقية على عودة البيشمركة تثبت عجزها أمام إعادة مسلحي داعش تنظيم صفوفهم".
ويأمل قادة البيشمركة في عودتهم إلى المناطق المتنازع عليها سريعا وتسلم السلطة تدريجيا من جديد، ولكن في كل الأحوال فان الاحتمال الأقوى أن تجري العملية بعد الانتخابات البرلمانية العراقية، إذ من الصعب أن يخاطر العبادي بمثل هذا الأمر قبل الانتخابات ويعيد سيطرة الكرد من جهة ويقوي معارضيه من جهة أخرى. (نقاش)
Source link