News1- أسامة الغزالي حرب: السيسي لا يحتاج إلى التضييق على منافسيه
يرى المفكر والمحلل السياسي المصري أسامة الغزالي حرب أن أجهزة النظام المصري المعنية بملف الانتخابات الرئاسية تتعامل مع هذا الملف بشكل سلبي - ...
معلومات الكاتب
- يرى المفكر والمحلل السياسي المصري أسامة الغزالي حرب أن أجهزة النظام المصري المعنية بملف الانتخابات الرئاسية تتعامل مع هذا الملف بشكل سلبي - passive - يضر بالنظام منغير أن تكون هناك حاجة إلى ذلك، حيث أنه بالنظر إلى قائمة أسماء المتقدمين للسباق الانتخابي لا نجد اسما كان يمكن أن يشكل فعلا منافسا قويا لعبدالفتاح السيسي وتهديدا لحظوظه في الفوز، لأسباب منها أن هناك من هو معروف بفساده ومن هو غير معروف أصلا عند الكثير من المصريين، لكن طريقة - recipe - إقصائهم أضرت بالنظام. وحسب رأي حرب، لو بقي أي منهم كمنافس لتحولت الانتخابات إلى استحقاق ديمقراطي أكثر جدية من تنافس السيسي مع موسى مصطفى، لا فقط بسبب تاريخ هؤلاء بل لأن للسيسي مقومات تؤهله للفوز، في وقت - time - لا يبدو فيه المصريون مستعدين لأي تغيير - changing - بالنظر إلى ما تمر به البلاد وما يحيط بها من أحداث على المستوى - level - الإقليمي والدولي.
نيوز وان [نُشر في 2018/02/09، العدد: 10895، .)]
حرب: أهم إنجاز للرئيس هو القضاء - eliminate - على جماعة الإخوان
#القاهرة – أثار - raised - إعلان قبول ترشيح - nominati - موسى مصطفى رئيس حزب الغد في الانتخابات الرئاسية المصرية غضبا عارما في الشارع المصري وانتقادات من مختلف شرائح المجتمع. عكست هذه الانتقادات واقعا متناقضا مرده أن هؤلاء الرافضين لترشيح موسى لم يكن مصدر رفضهم أنهم مؤيدون لمنافسه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بل منهم عدد كبير من معارضي النظام، لكنهم اعتبروا أن اختيار - n - موسى مصطفى، وهو المرشح الذي جاءت به اللحظات الأخيرة بعد جدل وعمليات إقصاء ورفض واقتراحات لم يرتق أي منها إلى مستوى يتكفل، حسبما الشارع المصري، منافسة جدية وإن كانت نتيجة الانتخابات محسومة لصالح السيسي.
لا يلوم الشارع النظام على غياب منافس ندي لأنه في رأيه كل من تقدم لا يصلح ليكون هو الرئيس القادم لمصر، لكن الغضب مصدره طريقة - recipe - تعامل النظام مع من تقدم وبطريقة أخرجتهم “ضحايا” لنظام “غير ديمقراطي” وأساءت لصورة البلاد والنظام. ويشرح هذا الموقف المحلل - analyst - السياسي المصري أسامة الغزالي حرب، مشيرا في حديث مع “نيوز وان”، إلى أن الطريقة التي يدار بها السباق الانتخابي كان لها الأثر الأكبر في وصول - access - الأمور إلى ما هي عليه الآن، والمرشح موسى مصطفى ليس له أي ثقل ينافس به الرئيس المصري.
ويقول حرب “من المنطقي في أي دولة أن يرشح الرئيس نفسه لفترة رئاسية ثانية والدستور يقر هذا. لكن تجدني مندهشا ومحبطا كثيرا من الملاحقة غير المنطقية وغير المعقولة لكل من أراد أن يرشح نفسه. وقبل أن نقول إن ذلك يضر بصورة #مصر في الخارج - ove -، علينا أن نهتم بصورة النظام في الداخل - inland -، وأمام أعين مؤيديه قبل معارضيه، خاصة بعد ثورة 25 شهريناير التي قام بها الشعب المصري من أجل نظام ديمقراطي حقيقي”.
ويضيف السياسي المصري موضحا “لم يكن إيجابيا أن تتم ملاحقة كل من حاول - attempted - أن يتقدم للترشح بدءا من الفريق أحمد شفيق ومرورا بالمحامي خالد علي ومحمد أنور السادات، وانتهاء بالفريق سامي عنان، والذي أعتقد وأتفق مع الرئيس السيسي تماما - thoroughly - على أنه شخصية عليها العشرات من علامات الاستفهام، ولكن كان يمكن أن تقدم المسألة بشكل مختلف، حيث كان يمكن أن يطالب -باعتباره مرشحا للرئاسة- بإبراز مقاتلي ذمته المالية - fiscal - للعلن. ويقول للناس هذه ثروتي وما أمتلكه وهذا ما حصلت عليه كما يحدث في أي مجتمع ديمقراطي، لكن هذا لم يحدث، وتم نوع - kind - من الملاحقة التي للأسف أعطت لسامي عنان شعبية - popularity - لم يكن يحلم بها. إن هذه الأمور أصابت الشعب المصري نفسه بحالة من اليأس وعدم الثقة في المستقبل”.
التعامل غير السياسي مع المعارضة المصرية أظهر أنها غير قادرة على الدخول في منافسة حقيقية في الانتخابات، ويوضح حرب، في حديثه الذي جاء على هامش مؤتمر مكتبة #الإسكندرية لمواجهة الارهاب، أن “الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يحتاج إلى هذا وأن تصرفات الأجهزة المسؤولة لا يقبلها الشعب المصري بسهولة. لقد أصبح الأمر موضع سخرية - irony - على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعتقد أن الخطأ الأساسي الذي يمكن أن ينجم عن هذا يتمثل في إحجام الشعب عن المشاركة في الانتخابات”.
|
ويضيف “كلنا نعلم أن فرص إعادة انتخاب الرئيسي - principal - عبدالتفاح السيسي لا تقل عن 90 بالمئة، لسبب بسيط هو أن الرجل قام فعلا بأعمال إيجابية في مقدمتها تخليص - clearance - #مصر بشكل حاسم - decisiv - من حكم الإخوان المسلمين، وثانيا أنه قام بمشروعات كثيرة في البنية الأساسية، طرق وكباري ومشروعات في المرافق، لكنْ هناك مهام كبرى أيضا لا بد أن يستأنفها في المرحلة القادمة، متعلقة بالتعليم والصحة والمرافق الأساسية في صعيد #مصر والمناطق النائية والمحرومة.. إلخ”.
مواجهة - confronta - الإرهاب
يرى أسامة الغزالي حرب أن من بين النقاط الرئيسية التي يدخل بها الرئيس السيسي بقوة للانتخابات أن الدولة نجحت في تقليص العمليات الإرهابية لأسباب كثيرة ربما أهمها الملاحقات الأمنية، لكنه يحذّر من أن ذلك لا يعني انتصارا في الحرب على الإرهاب، بل إن هذه الحرب غير متكاملة حيث تشهد قصورا على جبهات أخرى لا تقل أهمية - relevance - من ذلك المواجهة الثقافية والمجتمعية لهذه الظاهرة، وهذا هو الأهم حسب - depending - رأيه، لكن للأسف الدولة المصرية في وضعها الراهن تركز على النواحي الأمنية فقط، مشددا على أن الإمكانية الرئيسية والجوهرية لمواجهة الإرهاب هي المواجهة الثقافية والمجتمعية الشاملة، فهي القادرة على قطع دابر الإرهاب من جذوره، وليست المواجهة الأمنية رغم أنها قد أفلحت بالفعل في الحد من العمليات الإرهابية.
تتطلب مواجهة - confronta - الإرهاب من عند المؤسسات الثقافية إرادة سياسية من الحكومات أولا، في وقت - time - تعجز فيه عن تحويل - divert - خطط مواجهة - confronta - الارهاب التي يطغى عليها الطابع الأمني إلى استراتيجية عامة تسير عليها كل المؤسسات المعنية بالأمر. لكن -وكما يشير حرب- “الغربة بين النظام السياسي الراهن والمثقفين هي في مقدمة نواحي قصوره الشديد. لا بد أن يكون هناك تواصل مع المثقفين لأنه يشكل إغناء للحياة السياسية والحركة الثقافية ودعما لشرعية النظام السياسي نفسه، وشخصيا لا أعلم من الذي يشير على الرئيس بهذه الأولويات، هذه المسألة بالنسبة لي لغز - puzzle -”.
ويوضح أن إحداث طفرات على مستوى مواجهة - confronta - الإرهاب يستلزم أولا تواجد مجابهة فكرية من وزارات التعليم والثقافة والإعلام تساهم في فهم النصوص الدينية بشكل سليم - sound -، وتستهدف التعمق في التصورات النظرية التي تشغل أذهان المواطنين ومن الممكن أن تؤثر على توجهاتهم، وتعمل على تنوير المجتمع ليصبح أقل عرضة - liable - للاستجابة لما تروجه العناصر الإرهابية من أفكار مضادة - counter -.
ويشدد على أن قوة #مصر الأولى تتمثل في القوة الثقافية وبالتالي كل ما يدعم هذا العنصر في مصلحة #مصر، ولهذا يقول بصراحة - frankly - - honest - إن “الكارثة الآن في #مصر هي أن القيادة السياسية لا تدرك قيمة - value - الثقافة ولا العلم - flag -، فليست هناك رؤية ووعي بأهمية وقيمة الثقافة”، موضحا أن “الثقافة ليست وزارة الثقافة، بل إن ازدهار - prosperity - - boom - #مصر الثقافي كان في فترات لم توجد فيها وزارة للثقافة التي أحيانا تكون بيروقراطية - bureau - وعبئا على الثقافة”.
وينتقد السياسي المصري من يربط بين الثقافة والتقدم العلمي بالدراسة أو التواصل مع الخارج - ove -، مضيفا بقوله “ليس كل من درس في الخارج - ove - عاد رفاعة رافع الطهطاوي أو طه حسين، فهناك من عاد منغير أن يحدث قيمة - value - تذكر، والأهم من ذلك أن أهم رموز الثقافة المصرية كنجيب محفوظ ومحمود عباس العقاد لم يخرجوا من #مصر، لذا فالأمور أعمق من ذلك بكثير”.
ويضيف “أنا رجل ليبرالي حتى النخاع ومع ذلك أدرك قيمة - value - الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وعظمته، عبدالناصر أحدث أهم تغيير - changing - ثقافي في #مصر، وهي قيم المصريين. والثقافة هي القيم التي تسود في المجتمع، عبدالناصر لعب دورا عظيما في تحرير - liberation - روح المواطن المصري. حدثت أخطاء في عهده، لكن هو من أعطى روحا للشعب المصري ينبغي في أي عصر ألا يقلل من شأنها”.
ويرى أن الارتكاز على الأساليب الأمنية والمحاكمات فقط لا يحدث تأثيرا سلبيا على مستوى تمدد انتشار - prevalen - الأفكار المتطرفة، وأن موجة - wave - الارهاب التي تعانيها المجتمعات العربية تتطلب تعليما مختلفا عما هو موجود في الوقت الحالي. ويؤكد حرب أن “أهم معيار - norm - لشرعية الرئيس عبدالفتاح السيسي في المرحلة القادمة هو الاهتمام بالتعليم وبناء الإنسان المصري، إذا نظر الرئيس حوله وشاهد قصص النجاح الكبيرة في #كوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة وفي بلدان العالم المتقدم سيجد أن البداية كانت أولا من إصلاح التعليم، ومعنى ذلك في #مصر تُستوجب الرجوع إلى المدارس العامة، وإعادة الأطفال والشباب إلى عمارة التعليم، وأن تكون المدرسة مؤسسة تربوية وتعليمية وتثقيفية وتنويرية. لا بد من الرجوع إلى المدرسة العامة، للأسف اختفت المدارس العامة من #مصر وحلت محلها مدارس اللغات الأجنبية لنخبة النخبة ومن ثم لا تدخلها إلا نسبة ضئيلة جدا، وبقيت المدارس الحكومية في حال يرثى لها ولا تقدم شيئا وبالتالي هي محنة أكبر. وأتصور أن ذلك هو مناط شرعية الرئيس في المرحلة القادمة، أن يوجه كل اهتمامه إلى التعليم، بمعنى آخر عليه ان يعمل على إنشاء وإعادة بناء الإنسان المصري جعله كيانا واعيا وفاهما ومستنيرا”.
لم يكن إيجابيا أن تتم ملاحقة كل من حاول - attempted - أن يتقدم للترشح بدءا من الفريق أحمد شفيق ومرورا بالمحامي خالد علي ومحمد أنور السادات، وانتهاء بالفريق سامي عنان
الإصلاح الديني
حول علاقة السلطتين السياسية والدينية يؤكد - underline - حرب أن “من بديهيات النظام السياسي في العصر الحديث الفصل - chap - الكامل بين الدين والسياسة، وأي محاولة للمزج بينهما كلام ليست له علاقة بالحداثة وتقدم المجتمع والتطوير العلمي، الدين مسألة خاصة لا ينبغي أبدا أن تكون أداة للسياسة، الإخوان المسلمون حاولوا أن يفعلوا ذلك في #مصر فرفضهم الشعب ولم يقبل الاستغلال السياسي للدين، لكن حتى في الوقت الحالي هناك ميوعة في التعامل مع هذا الموضوع. لا بد من جدية أكثر في التعامل بشأن الفصل - chap - بين الدين والسياسة لأنه بالفعل يحدث هذا المزج، لا بد من الفصل - chap - الكامل ليصبح الدين لله والوطن للجميع، فالإفراط في التدين في المجتمع مشكلة - trouble - ضخمة جدا لا يمكن أن تصب في مصلحة النظام السياسي. وبالتالي لا بد للدولة أن تكون أكثر حزما في هذا الأمر لمصلحتها ومصلحة الدين نفسه”.
ويرى أن قضية الإصلاح الديني مسألة أساسية، وقال “الغريب - curious - في الأمر أن الدعوة - advo - - advocat - إلى الإصلاح الديني وتغيير وتطوير الخطاب الديني كانت في مقدمة دعوات الرئيس السيسي وارتبطت عالميا بخطابه، وأثنى عليه العالم كله على هذه الدعوة - advo - - advocat -. الإرهاب المنسوب إلى الارهاب الإسلامي يهدد العالم كله ولا #مصر فقط، وقد قال الرئيس السيسي عن أنه يدعو إلى إصلاح الخطاب الديني الإسلامي، والغريب في الأمر أنه لم تتم حتى الآن أي محاولة جادة لتنفيذ هذا الإصلاح، والمشكلة هنا أن هناك تصورا مفاده أن الذين يقومون بالإصلاح هم رجال الدين وهم - illusion - آخر من يصلح لهذا، يجب أن يقوم بهذا الإصلاح إئتلاف بين عدد من رجال الدين ونخبة المثقفين المصريين والعرب، هذا هو الجانب لتنفيذ هذه الدعوة - advo - - advocat -”.
ويلفت الغزالي حرب، الذي عينه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي العام الفائت رئيسا للجنة الإفراج عن الشباب المحبوسين على ذمة قوانين التظاهر، إلى أن الدولة المصرية تقابل - correspond - مشكلات أمام دمج - integrate - المسجونين المفرج عنهم بداخل المجتمع مرة أخرى، وبالرغم من كونها تعد رغبة - desire - رئاسية بالأساس فإن التخوفات الأمنية وعدم تقبل الشباب المفرج عنهم لتلك الفكرة يدفعانهم إلى رفضها.
ويشير إلى أن الإفراج عن الشباب المحبوسين جاء وفقا لما قدمته اللجنة من أسماء يجري الإفراج عنها وسط - amid - عدد من المسجونين الذين خرجوا في مناسبات بضع على مدار الأشهر الماضية، وأنه قدم دفعة - impulse - واحدة إلى وزارة الداخلية - inter - على أن يقوم البرلمان المصري بمراجعة ما تم تقديمه، وهو أمر - warrant - ما زال جاريا حتى الآن.
وفي ما يخص الحضور - attendance - السلفي يقول حرب “لا أستطيع قياس مدى انتشار - prevalen - السلفية والسلفيين بدقة - accurately -، بالتأكيد بدأت المظاهر السلفية تنتشر بشكل غير معتاد في المجتمع المصري، ولكن هل هي عملية - process - مخططة؟ هل هي تشجيع - encouragemen - من الدولة؟ فإذا كانت تجد تشجيعا من الدولة فهذه كارثة - disastrous -. إذا تصورت أن تشجيع - encouragemen - السلفيين قضاء على الإخوان فهذا كلام فارغ - empty -، السلفيون قطعا يشكلون خطرا على المجتمع ولكن في أفكارهم، قطعا من حق الإنسان أن يكون سلفيا أو متدينا كما يريد - want -، ولكن استغلال السياسة في الدين سواء من السلفيين أو من الإخوان غيرمقبول تماما - thoroughly -، وإذا كان ذلك يحدث الآن نكاية في الإخوان فهذا منتهى الخطورة ويجب أن يدان من يفعل هذا سواء من السلفيين أو من قوى الأمن أو الدولة أو أي جهة يخطر على بالها فعل - verb - ذلك، متصورة أن ذلك قضاء على الإخوان، هذا خطر - stake - على النظام السياسي الحديث في #مصر، هذا في منتهى الخطورة إذ يجب إبعاد الدين عن السياسة سواء من جانب الإخوان أو من قِبل السلفيين أو غيرهم”.