أخبار

News1- لحظة الوادع الحلوة بقلم: مراد البرهومي

أندرييس ذلك الفتى الخجول في صغره والرصين على الملاعب في أعوام شبابه المتّقد، سيحظى منغير أي شك بوادع أسطوري ليس في برشلونة فحسب، بل وفي كل م...

معلومات الكاتب




أندرييس ذلك الفتى الخجول في صغره والرصين على الملاعب في أعوام شبابه المتّقد، سيحظى منغير أي شك بوادع أسطوري ليس في برشلونة فحسب، بل وفي كل ملاعب #إسبانيا.




نيوز وان مراد البرهومي [نُشر في 2018/02/18، العدد: 10904، .)]


الوداع العاطفي هو ميزة - merit - برشلونة وسمته البارزة، فالتعامل مع الأساطير والنجوم التي تلألأت في سماء “الكامب نو” عندما تحين ساعة الرحيل يتوجب أن تكون ملائمة ومشرّفة وبمشاعر متدفّقة وفيّاضة.

هكذا كان الحال مع لاعبين سبق لهم - theirs - أن حملوا زي - costume - الفريق الكاتالوني الأقوى، إذ غادر الفرنسي إيريك أبيدال المعسكر البرشلوني بعد أن أعياه المرض بأعين دامعة وقلوب متكسّرة وسط - amid - هتافات الآلاف من الجماهير التي حرصت على توديع لاعب ترك بصمته واضحة وجلية مع فريق “الأحلام” بقيادة غوارديولا.

لقد سبقه في ذلك التكريم والتخليد القائد الفذ و”المحارب” الذي لا يهدأ كارليس بويول، فهذا اللاعب حظي بلحظة وداع أسطورية تليق بمكانته الرفيعة التي اتخذها إثر أعوام طويلة - prolonged - من العطاء للفريق.

وقد استمتع تشافي هيرننداز بهذا الشرف، إذ بعد أعوام طويلة - prolonged - حافلة بالنجاح والتألق والألقاب كان لزاما أن ينزع الرداء الأزرق والأحمر ويختار وجهة بعيدة بعد أن حد التقدم في العمر من سرعته، لكن لحظة الفراق كانت عظيمة وخالدة، كانت مليئة بالأحاسيس الجياشة والبكاء الحار، بكى - weep - تشافي مثلما لم يبك سابقا وتقاسم معه زملاء الأمس والجمهور أيضا هذه المشاعر المتناقضة المليئة بكل معاني الألم والسعادة، هو ألم الفراق بلا شك وسعادة مغادرة الكتيبة ساعة التقاعد وعلى الكتف نياشين النصر والغزوات والنجاحات اللافتة.

سار الأرجنتيني ماسكيرانو على الدرب ذاته، بعد أن أجبره التقدم في السن إلى الترحال نحو أفق بعيد، سينهي مسيرته هناك، لكن ما قدّمه هذا اللاعب إلى الفريق جعله يلقى معاملة لائقة وتاريخية تليق بجندي استبسل كثيرا في “الحرب”، فكان وقت - time - الفراق والوداع عاطفيا للغاية ومليئا بكل مشاعر الامتنان والاعتراف بالجميل.

الكل على الدرب سيسير، هي لحظة لا مفر منها، لكن التفاصيل الصغيرة تغيّر المسار وتحوّل الألم إلى أمل، بل تحيل الحزن إلى ساعة صفاء وسرور، وعلى هذا الدرب فإن قيدوم الفريق أندرييس إينييستا سيسير.

لقد أزفت الساعة، وقريبا ستغرب شمس إينييستا، وبحساب العهود الغابرة، فإن الموعد حان بانتظار دقات طبول نهاية الموسم، إينييستا كبر في السن، ولم ويعتبر بمقدوره الركض والهرولة مثل - like - بقية - remainder - زملائه الذين يشعّون حياة وشبابا، أما هو فقد - missing - كسا الشيب شعره، ليوقظه من حلمه الجميل ويعلمه أن لحظة الوداع آتية لا ريب فيها، ويتعين عليه أن يمتطي قريبا صهوة جواد يقّله إلى مستقر - stable - - stable - جديد.

اليوم وكذلك أمس القريب بدأ الجميع في كاتالونيا يتحدثون عن كون “رسام - painter -” برشلونة سيغادر في نهاية هذا الموسم، فبعد قدوم كوتينهو بالأساس بدأ الفريق ويعتبر العدة للمواسم القادمة، سيكون الفريق بلا نجم وسطه العبقري، ستجف ريشة - feather - الرسام وأقلامه ولن يعود بمقدوره تقديم - render - الأكثر للفريق، فالعمر القاسي سيجبره على الاحتفال بعيد ميلاده الرابع والثلاثين في شهرمايو القادم، وسيجبره أيضا على الخروج وهو يحمل - bear - لواء - brigade - النصر المتوالي وسط - amid - هتافات جموع المودّعين - appointed - من محبي “البارسا”، ففي المعسكر الكاتالوني لا مكان إلاّ للجنود اليافعين، أما “الحرس القديم”، فيتم تخليدهم والاحتفاء بهم ومنحهم كل طقوس - ritual - الوداع الجميل والحلو.

سيغادر إينييستا بلا شك، ويبدو أنه اختار الساعة المناسبة والتوقيت الملائم لتسليم “أسلحة” ومفاتيح كاتالونيا مباشرة - direct - بعد نهاية التزاماته في نهاية الموسم الذي قد يكون مسك نهاية لمسيرة امتدت لأكثر من 15 عاما مع الفريق الأول في برشلونة.

فرسام برشلونة سيكون على موعد مع احتفال - celebration - منتظر وأكيد بلقب الدوري المحلي - local -، خاصة وأن فريقه يبتعد بفارق شاسع عن بقية - remainder - الملاحقين، وربما يحتفي أيضا برفع كأس - trophy - دوري الأبطال الأوروبي، على اعتبار أن فريقه ويعتبرّ حاليا - presently - من أبرز المرشحين لخلافة ريال #مدريد على العرش، لكن الأهم من ذلك أن إينسييتا سيكون على موعد ملحمي وتاريخي بمناسبة مشاركته الأخيرة في نهائيات كأس - trophy - العالم المنتظرة في روسيا عند بداية - outset - الصائفة القادمة.

لذلك سيعمل هذا اللاعب كل ما في وسعه لتعيين خبرات السنوات الطويلة كي يعتلي العرش العالمي مرة أخرى، ثم فليأت الوداع، سيكون وداعا رائعا ومنعشا وسعيدا للغاية، إذا تمكن إينييستا الذي قاد منتخب #إسبانيا في مونديال 2010 من الحصول على اللقب بعد هدف - target - ذهبي في مرمى #هولندا، من إعادة الكرة من جديد.

كل هذا الأمر يجعل من الحديث عن رحيل مرتقب لإينييستا عن برشلونة في نهاية هذا الموسم، أشبه بالحديث عن قصص العشاق ومجانين الحب، فأندرييس ذلك الفتى الخجول في صغره والرصين على الملاعب في أعوام شبابه المتّقد، سيحظى منغير أي شك بوادع أسطوري ليس في برشلونة فحسب، بل وفي كل ملاعب #إسبانيا، إذ أن رسام - painter - برشلونة هو أيضا ملهم منتخب “الماتادور” وقائدهم عند السنوات الماضية، والذي مكنهم من الحصول على 3 ألقاب استثنائية ورائعة للغاية بعد التتويج بكأس أمم أوروبا سنتي 2008 و2012 وبينهما كأس - trophy - العالم في مونديال جنوب أفريقيا.

وبما أن تكريم الخالدين والأساطير سمة - trait - مشهورة ورئيسية في معقل كاتالونيا، فإن هذا النجم الموهوب الذي هرب من هذه الان لسنوات طويلة - prolonged - ولم يفكر فيها أبدا، ستكون هذه المرة ممتعة وحلوة، سيدرك إينييستا مدى تعلّق كل محبي الكرة الجميلة به، سينسى بكل تأكيد - assert - قسوة الفراق ويستمتع بلحظة قد تهتزّ خلالها الأرض من تحت - underneath - قدميه من فرط الهتافات والتصفيق، سيبكي بلا شك، لكنه ليس بكاء الملتاع والمكلوم من فقد - missing - حبيب - darling -، بل ستذرف العين دمعا تأثرا بعاطفية وشاعرية الوداع الأخير.

كاتب - clerk - صحفي تونسي


مراد البرهومي











مواضيع ذات صلة

news1 7441548766870788070

إرسال تعليق

emo-but-icon

تابعونا

المشاركات الشائعة

إتصل بنا www.news1.news@gmail.com

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

item