News1- سوريون مبتورو الأطراف يسجلون هدفا في مرمى الحياة
الحرب عاجزة عن أن تهزم الحياة، فالإنسان يؤمن في غالب الأحيان بأن له نصيبا يعيشه بلا يأس - despair - حتى وإن فقد - missing - جزءا من جسده، فا...
معلومات الكاتب
- الحرب عاجزة عن أن تهزم الحياة، فالإنسان يؤمن في غالب الأحيان بأن له نصيبا يعيشه بلا يأس - despair - حتى وإن فقد - missing - جزءا من جسده، فالحياة تتواصل إذا كانت له ثقة بالنفس، ويتواصل فيها ويستمتع بأيامه بما فيها من فرح ويكافح الشقاء الذي يعترضه، فما معنى - meaningf - أن يقبع الإنسان متفرجا على مجرى الأحداث منغير أن يجتهد ويكد.
نيوز وان [نُشر في 2018/02/14، العدد: 10900، .)]
همة الفريقين تفوز
إدلب (#سوريا) - مع إطلاق الحكم - referee - صفارته، يبادر شاب بترت إحدى ساقيه وهو يتكئ على عكازه إلى دفع - push - الكرة لتبدأ مباراة حماسية في ملعب بمدينة إدلب في شمال غرب #سوريا، يتنافس فيها لاعبون حرمتهم الحرب من أحد أطرافهم.
تتواصل المنافسة عند المباراة - fixtur - بحركات ماهرة يؤديها اللاعبون، يقومون بتمرير الكرة وهم - illusion - مستندون على عكاكيزهم، قبل أن يسدد أحد لاعبي الهجوم بحماس.
وعند محاولة حارس - guard - المرمى الذي بترت ذراعه صد الكرة، يقع أرضا ويسجل خصمه الهدفمنه الأول بينما يحاول - try - جاهدا الوقوف وسط - amid - هتافات الجمهور.
وتجمع كل اللاعبين، سواء أكانوا مدنيين أم مقاتلين، المعاناة جراء الحرب التي حرمتهم ساقا أو يدا، وتسببت منذ - since - تاريخ اندلاعها في العام 2011 بمقتل أكثر من 340 ألف شخص في #سوريا. ويروي صلاح أبوعلي (23 عاما) بهدوء عند استراحته على طرف الملعب - stadium - “يحدث أحيانا أن تمر الكرة أمامي فأهم على قذفها بقدمي اليسرى لكنني أتذكر أن رجلي مبتورة”.
ويقر بأنه واجه هو وزملاؤه “الكثير من الصعوبات مثل - like - الركض والسرعة”.
قبل 10 أشهر كان صلاح يقف أمام منزله حين سقطت قذيفة نتج عن إلى بتر ساقه في مدينة الرقة (شمال البلاد)، التي كانت تعد أبرز معقل لتنظيم الدولة الإسلامية قبل أن تتمكن فصائل كردية وعربية من طرده منها في شهرأكتوبر.
ومنذ مطلع شهرديسمبر، باشر هذا الفريق الذي يحوي حتى الآن 19 لاعبا تدريباته بمبادرة من مركز المعالجة الفيزيائية في مستشفى إدلب التخصصي.
وتتراوح أعمار لاعبيه بين 13 و40 عاما، يتدربون مدة - duration - ساعتين ثلاث مرات أسبوعيا.
ويتذكر صلاح، النحيل البنية، يومياته قبل الانضمام إلى الفريق، ويروي “كنت أمكث في المنزل، لم أكن أرغب في الخروج وأتذكر أياما خلت”، لكنه يقول اليوم “بدأت حياة ثانية”.
ويضع اللاعبون أمامهم هدفين، التقدم في علاجهم الفيزيائي من جهة ورفع معنوياتهم من جهة ثانية.
وتغير أسلوب حياة صلاح تغييرا كليا وأصبح يخرج من منزله. ويوضح “لا تشعر بأن حياتك توقفت لأنك فقدت عضوا من جسدك”.
منذ - since - تاريخ تأسيسه قبل أكثر من عام، عالج - therapy - - remedy - مركز المعالجة الفيزيائية 900 شخص، من نساء ورجال من مختلف الأعمار، يعانون بشكل خاص من بتر أحد الأطراف أو من كسور.
ويوضح أحد المعالجين الفيزيائيين في المركز محمد مرعي أن “الشباب استجابوا بسرعة” لفكرة التدريب وتكوين فريق كرة قدم، مشيرا إلى أنه لاحظ عند أسابيع قليلة تطورا كبيرا على الصعيد الجسدي و”النفسي والمعنوي” عند اللاعبين.
|
ولن تتوقف نشاطات المركز عند هذا الحد، وستتضمن المرحلة القادمة التدريب على السباحة ورفع الأثقال.
واستضاف المركز مؤخرا - lately - مباراة كرة قدم ودية في إطار مسابقة - contest - رياضية بمبادرة من جمعية شفق الخيرية المحلية. فانقسم اللاعبون إلى فريقين، ارتدى الأول أقمصة برتقالية وارتدى الثاني أقمصة خضراء اللون - colour -.
قبل بداية - outset - الشوط الأول شكل - format - لاعبو كل فريق حلقة - episode - مستديرة، وهتفوا “أوليه، أوليه، أوليه”، وهم - illusion - يحركون أذرعهم بحماس ويقفزون بقدم واحدة.
يقف عبدالقادر اليوسف (24 عاما) إلى جانب الملعب - stadium -، يراقص الكرة وهو متكئ على عكازه، معتزا بما يقوم به.
وانضم مصفف الشعر السابق المتحدر من حمص - bake - (وسط - amid - #سوريا) إلى صفوف حركة أحرار الشام الإسلامية بعد تحول حركة الاحتجاج على النظام في العام 2011 إلى نزاع - dispute - مسلح، وفقد ساقه عند إحدى المعارك على قوات النظام في العام 2015.
وإثر انتهاء المباراة - fixtur - غادر كل اللاعبين بعدما حازوا ميداليات وملابس رياضية وأحذية جديدة.
عند وصول - access - عبدالقادر إلى منزله، هرع ابنه ليعانقه طويلا. يضع الوالد الفخور الميدالية حول عنقه، ويخاطب ابنه مبتسما “انظر ماذا ربح والدك اليوم، هل تريد أن تلعب بالكرة؟”.
ويروي عبدالقادر الذي جلس متربعا على فراش وسط - amid - غرفة جدرانها بيضاء عارية، أن خسارته لرجله اليسرى “كانت صدمة كبيرة” خصوصا أنه كان قبل اندلاع النزاع لاعبا ضمن - within - فريق الناشئين في نادي الكرامة - dign - ومقره مدينة حمص - bake -.
ويروي عبدالقادر ذو اللحية الخفيفة بتهكم “واجهنا بعض الصعوبات في البداية، إذ مرّ علينا وقت - time - طويل منغير أن نركض (…) وبقينا جالسين لسنوات”.
وسرعان ما تغير الأمر بعد شروع عبدالقادر في التمارين الرياضية مع زملائه، إذ باتوا يشعرون بتحسن أجسادهم وبالقدرة على التحرك أكثر.
ويقول “بعد التدريب شعرت بأن جسمي صار أقوى وأصبحت قادرا على القيام - doing - بأمور كثيرة بداخل البيت وخارجه (…) لم أكن أقوى على فعلها من كحمل قارورة الغاز”.
ويضيف الشاب الذي يعمل حاليا - presently - سائقا عند إحدى الجمعيات الخيرية، “الحياة لم تتوقف عند الإصابة (…) يجب أن نمتلك الثقة بالنفس”.
ورغم تكيفهم مع واقعهم الجديد لم تتوقف معاناة - sufferi - لاعبي الفريق، إذ قتل - killing - أحد رفاقهم السبت جراء تفجير عبوة ناسفة عند عمله بائعاً على عربة - wagon - متوقفة وسط - amid - ساحة عامة في مدينة إدلب.