أخبار

News1- شوقي شمعون يمعن في المادة ليؤرخ لزمن الإسمنت بقلم: ميموزا العراوي

لم يمر زمن طويل قبل أن يقدم الفنان التشكيلي اللبناني شوقي شمعون أعمالا فنية جديدة يعرضها بأحجامها الكبيرة في صالة “مارك هاشم” في العاصمة الل...

معلومات الكاتب




  • لم يمر زمن طويل قبل أن يقدم الفنان التشكيلي اللبناني شوقي شمعون أعمالا فنية جديدة يعرضها بأحجامها الكبيرة في صالة “مارك هاشم” في العاصمة اللبنانية #بيروت تحت - underneath - عنوان - heading - “تحولات”، حتى جاء معرضه هذا الذي حمل - load - عنوان - heading - “ما بعد الجدار”، ليعلن عن جدار من نوع - kind - آخر، كان قابعا خلف - back - مشاهده المسرحية الأخيرة المُضاءة بألوان وبـ”شفافيات” انسدلت على شخوصه العمودية في أسفل - bottom - اللوحات.




نيوز وان ميموزا العراوي [نُشر في 2018/02/09، العدد: 10895، .)]



الخلاء في اللوحة لا يعني الخلو من المادة


#بيروت – في كل مرة يقدم فيها الفنان التشكيلي اللبناني شوقي شمعون أعمالا جديدة، إلاّ ونعثر على إمعان جديد في استنطاق أي مادة - material - تقع تحت - underneath - يده أو تلفت نظره فسر توظيفها في لوحته التي بالرغم من أنها تشابهت في منطقها منذ - since - تاريخ تسعينات القرن - horn - الفائت، إلا أنها ظلت تحمل - incur - الجديد، الجديد والباهر في أحيان كثيرة.

وربما يُمكن اعتبار الفنان من أهم الفنانين الذين يجعلونك تنسى المادة المُستعملة وأنت في عزّ تأملك فيها، فهي إن لم تكن مُختارة بدقة - accurately - لتتماهى تماما - thoroughly - مع المعنى أو الأجواء التي يريدها شمعون، فهو لا يستعملها لمجرد استعمالها كما يفعل العديد من الفنانين الآخرين.

ويُذكر أن شوقي شمعون انتسب إلى “المعهد العالي للفنون الجميلة” في الجامعة اللبنانية ليدرس الفن، ثم سافر بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية متابعا دراسته هناك، ليحصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة “سيراكيوز” في نيويورك.

وفي معرضه الأخير المقام حاليا - presently - بقاعة “مارك هاشم” البيروتية والمعنون بـ”ما بعد الجدار” يحتفل شمعون بالإسمنت كمادة أساسية تشكلت بها ومنها لوحاته، إسمنت يشبه في الكثير من اللوحات عجين السكر المُتماسك بألوان مُختلفة أضافها الفنان إليها، لتخفّف من وطأة فكرة الإسمنت منغير أن تجعله خفيفا “غير إسمنتي”.

بعض الأعمال تجعلك تبتسم أمامها، لأنها تصوّر لك الفنان كصانع شغوف “انسجم” كطفل في صناعة قوالب حلوى مُسطحة تحوّل فيها الإسمنت إلى “كريمة” سميكة مازالت تحتفظ بشحطات سكينه الحسية/الواثقة والمُنحدرة إلى أسفل - bottom - اللوحات، حيث تتأنّى ثم تتوق - eager -ّف عن الاقتراب من شخوصه المُنتصبة في أسفل - bottom - اللوحات.

وأضاف - added - شمعون على بعض اللوحات صفائح مُفرغة من الشبك المعدني الرفيع، يُذكر كثيرا بما تراه في تفاصيل - elaborate - وزوايا ورش البناء - builder -، لكنها ربما ليست من أجمل اللوحات المعروضة.

ومعظم الألوان التي استخدمها شوقي شمعون عندما تخالطت مع المادة الإسمنتية، اكتسبت نبرات “باستيلية” رقيقة، فالأحمر تحوّل إلى الوردي، والأزرق الداكن إلى زرقة سماء ناصعة، والأصفر الحاد تحوّل إلى لون أشعة الشمس في فترة العصر، أما أخضر العشب فصار بلون الفستق الحلبي المُخفف ببياض الحليب، ألوان بمعظمها أرخت جوا من الطمأنينة، يكاد المُشاهد أن يتذوّقها نزعت عن الإسمنت صفته الضاغطة.

معظم الألوان التي استخدمها شوقي شمعون عندما تخالطت مع المادة الإسمنتية، اكتسبت نبرات (باستيلية) رقيقة

ورغم أن كل لوحاته مُثقلة “فيزيائيا” بمادة الإسمنت والألوان الأكريليكية، إلا أنها مازالت تستطيع أن تعبر عن “الخلاء” الذي طالما سكن لوحات شمعون وعبر من خلاله عن سلسلة من الأفكار، أهمها الانتظار والسكون والإحساس بالفقد، وكون الإنسان المُختصر بالقامات البشرية التي لا ملامح خاصة تفرّق ما بينها، هو بالرغم من صغر حجمه كثير وعميق الاتصال مع الطبيعة بشكل خاص والكون والأمور الغيبية بشكل عام.

ومعلوم أن شوقي شمعون ايقاف عن مزاولة الفن عام 1978، بعد اختطاف شقيقه في بداية - outset - الحرب اللبنانية، لتبدأ مرحلة انتظار - waiting - طويلة - prolonged - ترتّبت عنها وعن الإحساس بعبثيتها تداعيات نفسية ووجودية كان لها ظهور واسع وعميق في أعماله الفنية، حينما عاد إلى الممارسة الفنية.

وتذكر أحد المصادر أن الفنان عاد إلى الفن “حين قدّمت له زوجته ليلى علبة - packet - من ألوان ‘الباستيل’ وطلبت منه أن يرسم - draw - من جديد، هكذا، أنجز معرضا فرديا في #لبنان تمحور حول موضوعة المرأة”.

وبعد هذا المعرض/الانطلاق، بدأت شخصيته الفنية تتشكل بعمق وأسفرت عن تراكم - accumulate - شخوصه التي اشتهر بها منذ - since - تاريخ فترة التسعينات، في أسفل - bottom - لوحاته أو اصطفت بذهول في طبقات من مبان تجريدية لونية ضاعف شمعون بنيانها تارة، وجعلها شفافة حينا آخر، وصوّرها متصدّعة أو غارقة في الثلوج.

ولم يتوقف شوقي شمعون في معرضه هذا عن اختبار - testing - طروحات جديدة لغياب وانتظار واحد، حتى بات هذا الانتظار تجريديا أكثر من تجريدية التشكيل - configuration - لا سيما في لوحاته الجديدة، لوحات ذات “تحوّلات” ليس فقط في أسلوب تنفيذها، بل في مضمونها، وربما لأول مرة يبدو الفنان وكأنه تصالح مع فكرة الغياب المُتصل اتصالا قدريا بالانتظار.

إن فك - jaw -ّر مُشاهد لوحاته الجديدة أن يسأل شخوصه ماذا ينتظرون، فلن يحصل على أي جواب منهم، ليس لأنهم أرادوا تجاهله، بل لأنهم باتوا مع مرور الزمن لا ينتظرون أحدا، أو أمرا ما، هكذا تقول أشكالهم التي ازدادت تجريدية وانسجاما مع محيطهم المُباشر، باتوا لأول مرة في لوحات الفنان ينسجمون مع هذه الجدران الوهمية/المادية التي تصفح فضاءهم، جدران لن تنهال عليهم معلنة نهاية تراجيدية لفعل الانتظار، ولا هي بصدد التلاشي في نسخة - copy - ميلودرامية بلون الورد.

لوحاته المعروضة لا تهجس إلاّ بالمادة التي صُنعت - adjective - بها، وهي في سياق آخر مادة - material - لم تعد مجرد - bare - مادة - material -/وسيطة يُعبّر من خلالها عن أي شعور - sentiment - أو فكرة، إنها المادة المسكونة والمعجونة بحضور بشري استطاع أن يكون لباسها الشامل وحافظها من أي تحلّل قد يصيبها مع مرور السنوات.

ولعل أجمل لوحات المعرض، هي هذه غير الملوّنة - forth - والتي لم يُدخل إليها شوقي شمعون الشرائط المعدنية الدقيقة، هي اللوحات التي احتفظت بلون الإسمنت الأصلي وأحيانا بخشونته التي لم يلجأ الفنان إلى صقلها، فبدلا من أن ينظر المُشاهد إلى الإسمنت وكأنه مادة - material - صناعية باردة وصلبة دخلت إلى اللوحات، نظر إليه وكأنه طبيعة ثانية لا تُريد أي مُتغيرات تهدّد ساكنيها، فيحلو لهم - theirs - العيش بين ذراتها.











مواضيع ذات صلة

news1 7122743170622102247

إرسال تعليق

emo-but-icon

تابعونا

المشاركات الشائعة

إتصل بنا www.news1.news@gmail.com

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

item