أخبار

News1- حصار - siege - التزمت في عقر داره بقلم: عدلي صادق

كانت لنا - ours - في فلسطين العديد من الطقوس رآها فقهاء العُسر مروقا على الدين. أحدها كان يتعلق بالمآتم، إذ يؤتى بمقرئ قرآن يتقن التجويد، لك...

معلومات الكاتب




كانت لنا - ours - في فلسطين العديد من الطقوس رآها فقهاء العُسر مروقا على الدين. أحدها كان يتعلق بالمآتم، إذ يؤتى بمقرئ قرآن يتقن التجويد، لكي يتلو آيات من الذِكر الحكيم.




نيوز وان عدلي صادق [نُشر في 2018/02/18، العدد: 10904، .)]


سُمح في #السعودية بتحرير العباءة السوداء التي تخرج بها المرأة وبات مباحا للألوان أن تغشاها لكي تزدان بالنقوش لمن تبتغي ذلك من النساء. وكانت المفاجأة هي إباحة "عيد الحُب" الذي لا يزال عند معظم الأمم محض - sheer - ترف - luxury - - luxury - احتفالي خاص تقتصر طقوسه على تبادل - exchange - التهاني بين المُحبّين الذين ارتضوه يوما فارقا.

فلم يتأخر أحمد قاسم الغامدي، المدير السابق لهيئة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في مكة، عن إجازة الاحتفاء بـ'عيد الحب" باعتباره مناسبة اجتماعية لا حرج - embarr - شرعيا فيها، وقد زاد الرجل فأباح الاستماع للموسيقى والتمتع بالفنون.

كأنما هي هجمة فقهية مضادة - counter - للفقه المتزمّت في الأحكام المتعلقة بالشؤون التفصيلية في الحياة، أي الفقه الذي هجم واحتل مساحة معتبرة من مشهد - spectacle - الحياة العربية، رافضا معظم إنجازات العلوم الاجتماعية في التراث الإنساني. فإباحة التهاني بـ”عيد الحب” في #السعودية تمثل حصارا للتزمّت في عقر داره الأولى وعلى ملعبه، على نحو أشد بكثير من المرتجى.

هذا “العيد” يرمز إلى شجاعة الكنيسة المسيحية التي تَحَّدتْ حظر ديانتها في الإمبراطورية الرومانية، وتولى القديس “فالنتاين” في القرن - horn - الثالث الميلادي تزويج العشاق المسيحيين، فضبطته السلطات وأعدمته، ليصبح الرجل في وصف - portray - الأجيال المسيحية له، شهيد حُب.

اليوم، يؤخذ الأمر باعتباره طقسا اجتماعيا - socially - عندنا – حسب - depending - منطوق الإباحة #السعودية – دونما شيخ شهيد، ودون إمبراطورية غالبة.

كانت لنا - ours - في فلسطين العديد من الطقوس رآها فقهاء العُسر مروقا على الدين. أحدها كان يتعلق بالمآتم، إذ يؤتى بمقرئ قرآن يتقن التجويد، لكي يتلو آيات من الذِكر الحكيم. ثم تمكنت فكرة الكراهية لهذا الطقس، وكان أشد مقاتلي التعليل تأثيرا، هو القول إن كلام الله نزل للأحياء وليس للأموات وللعمل وليس للتأسي، ومن يضعه في منزلة التأسي على الأموات يأثم.

تفرّعت الهجمة الفقهية على مألوف حياة الناس ونجحت، حتى طالت خاتم الخطوبة الذهبي الرقيق، استنادا إلى نص يمنع الرجال من التحلي بالذهب، بينما الأمر محض - sheer - خاتم رقيق يسمونه “المحبس” أو “الدِبلة”، ترميزا لوثاق الزوجية، وهذا طقس منقول عن قدماء المصريين الذين وضعوا “الدبلة” في بنصر اليد اليسرى، حيث موضع الشريان الممتد من الإصبع إلى القلب. تفشى تحريم معدن الذهب Gold، واعتُمدت الفضة. كانت مقبرة بلدتي تضاء بألوف القناديل ليلتيْ الفطر والأضحى. فالناس تزور أحبابها الراقدين، وأرزقيو التلاوة يقرأون القرآن ويُثابون أرغفة خبز أو تينا مجففا. بعدئذ انتهت الزيارات وأطفئت القناديل في أمسيات العيد.

عدلي صادق











مواضيع ذات صلة

news1 3207888858807762632

إرسال تعليق

emo-but-icon

تابعونا

المشاركات الشائعة

إتصل بنا www.news1.news@gmail.com

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

item