News1- زمن الذكاء الصناعي الذي يلاحق الدعاية - propaganda - الإرهابية بقلم: طاهر علوان

معلومات الكاتب

الكاتب : Aya Hassan

الحاجة إلى ذكاء صناعي متطور بهذا المستوى - level - تصبح يوما بعد يوم حاجة عربية بسبب الفوضى التي نشاهدها على شبكة الإنترنت من عند العشرات من المواقع العربية التي تتسلل إليها دعاية إرهابية.

نيوز وان طاهر علوان [نُشر في 2018/02/20، العدد: 10906، .)]

لا شك أن السنوات القليلة الماضية شهدت واقعا إعلاميا شكل - format - فيه خطاب الدعاية - propaganda - الإرهابي شغلا شاغلا.

لن ينسى جمهور وسائل الإعلام الضخ شبه اليومي الذي كان سائدا إبان صعود تنظيم - regulat - داعش الإرهابي بعد استيلائه على مساحات شاسعة من أراضي #العراق وسوريا.

في هذه الأثناء بدت الوسائل التقليدية في وضع - placemen - لا تحسد عليه لجهة التصدي للدعاية الإرهابية من خطابات تحريض وكراهية من جهة، والترويج للعمليات الإرهابية من جهة أخرى.

كان أولئك الموتورون القائمون على هذه الدعاية - propaganda - أكثر فطنة في تصيير محتويات رسائلهم إلى العشرات من المواقع على شبكة الإنترنت، بل إن دراسة للظاهرة توصلت إلى ما مجموعه 500 موقع غطت الدعاية - propaganda - الإرهابية.

ومراجعة الظاهرة تحيلنا إلى وقوع عمليات اختراق - penetrate - غير مسبوقة في وسائل التواصل الاجتماعي حتى صارت هذه المنصات واسعة - stride - الانتشار أرضا خصبة للبيانات والصور ومقاطع الفيديو التي تبثها التنظيمات الإرهابية.

فكيف تسللت هذه العاصفة - storm - المسمومة وصارت منصات يوتيوب وتويتر وفيسبوك وغيرها أرضا خصبة لتلك المضامين الخطيرة؟ وكيف أصبحت حاضنة لها؟

هذه الأسئلة وغيرها هي التي دفعت - paid - باتجاه إيجاد حلول عملية - process - أكثر فاعلية وردعا للدعاية الإرهابية وصولا إلى النجاح في إجهاضها قبل أن يتم تحميلها على شبكة الإنترنت.

وتشكل التجربة البريطانية في هذا المجال مثالا متميزا، إذ وظفت الحكومة برنامجا طموحا وواسعا للذكاء الصناعي لملاحقة المحتويات المتطرفة والإرهابية.

وكانت الداخلية - inter - البريطانية قد أعلنت مؤخرا - lately - عن قيامها بتطوير تقنية الذكاء الصناعي التي يمكن من خلالها الكشف عن هذه المواد الدعائية في الإنترنت بهدف رفض - rejection - تحميلها والحد من انتشارها بنسبة نجاح تصل إلى 94 بالمئة، وذلك من عند ما تتيحه هذه التقنية من تحليل الصوت والصور لملفات الفيديو عند عملية - process - التحميل، والعمل فورا - instan - على رفض - rejection - ذلك.

وفي السياق نفسه، قالت صحيفة الغارديان أن التدريب على استخدام التقنية الجديدة تم من عند تحليل أكثر من ألف مقطع فيديو لتنظيم داعش الإرهابي، وتم الكشف تلقائيا عن 94 بالمئة من المواد الدعائية بنسبة نجاح وصلت إلى 99.99 بالمئة. وأوضحت الصحيفة أنه إذا كانت التقنية ستعالج مليون مقطع فيديو تم اختيارها عشوائيا، فإن 50 منها فقط ستحتاج إلى مراجعة إنسانية إضافية.

لاشك أنه اختبار - testing - ميداني حاسم - decisiv - سيغير كثيرا من واقع تعقب هذه المضامين التي طالما وجدت لها مساحات على شبكة الإنترنت وربما سيقود ذلك إلى ما هو أبعد ممثلا في الاطلاع المسبق على كل المضامين التي يراد رفعها إلى الشبكة العنكبوتية أيا - whatsoever - كان نوعها.

الحاجة إلى ذكاء صناعي متطور بهذا المستوى - level - تصبح يوما بعد يوم حاجة عربية بسبب الفوضى التي نشاهدها على شبكة الإنترنت من عند العشرات من المواقع العربية التي تتسلل إليها دعاية إرهابية تارة في شكل - format - تعليقات وتارة في شكل - format - صور - photo - أو غيرهما.

لكن ذلك لا بد أن ترافقه تشريعات جادة تحد من الفوضى السائدة وتلاحق قانونيا - legally - خطابات الكراهية والترويج للإرهاب أو الدفاع عنه.

ومع هذا التطور فإن هنالك من المراقبين من يعبر عن القلق من سطوة الذكاء الصناعي وتحوله إلى أداة رقابة من نوع - kind - جديد مبتكر وغير مسبوق، وهو تحد لا بد منه للانتقال إلى المنطقة الآمنة على شبكة الإنترنت البعيدة عن الدعاية - propaganda - المضادة.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه تحذيرات تتعلق باستحواذ الذكاء الصناعي على المهمات البشرية ومحاكاة العقل البشري في القيام - doing - بالعديد من المهام جاء النجاح في توفير قدرات الذكاء الصناعي في مجالات الإعلام والتصدي للدعاية الإرهابية بمثابة علامة إيجابية تستبق تدفق ذلك النوع الخطير من الرسائل والمواد الخبيثة.

كاتب - clerk - عراقي

طاهر علوان