News1- مبدعون أميركيون وعرب ونقاش فكري - intellectual - في مهرجان #القاهرة الأدبي بقلم: شريف الشافعي
إذا ضاق الوطن، سكن الكاتب في حروفه، وإذا اتسعت الأوطان كسماوات أبت الحروف إلا أن تصير كونا يسع ما لا تستوعبه الخرائط. الكتابة دائما - invari...
معلومات الكاتب
- إذا ضاق الوطن، سكن الكاتب في حروفه، وإذا اتسعت الأوطان كسماوات أبت الحروف إلا أن تصير كونا يسع ما لا تستوعبه الخرائط. الكتابة دائما - invariably - فعل - verb - تحرر، وبتحرير الكاتب ذاته، فإنه يخلق الوطن الذي يخصه بمعنى مغاير. ولذا كانت قضية الوطن أهم محاور مهرجان #القاهرة الأدبي المتواصل هذه الأيام.
نيوز وان شريف الشافعي [نُشر في 2018/02/20، العدد: 10906، .)]
مايكل مارش وأخيل شارما يناقشان مفهوم - understandable - الوطن
#القاهرة- حول وطن الكاتب انشغلت ندوات وقراءات مهرجان #القاهرة الأدبي في دورته الرابعة (17-22 فبراير)، بحضور مبدعين عالميين من دول بضع، وناقش المشاركون من الولايات المتحدة ومصر وسوريا “الوطن.. من بعيد”، و”صورة الوطن فسر الحدود”.
ويعد مهرجان #القاهرة الأدبي نشاطا ثقافيّا مستقلا ترعاه سنويّا مؤسسات عربية وأجنبية وتدعمه وزارة الثقافة المصرية، وتقام فعالياته في أمكنة تاريخية وغير تقليدية.
الانفتاح والوطن
في ساحة “مسرح روابط” بوسط البلد، أضاف الكاتب الأميركي ذو الأصل الهندي أخيل شارما أن انتماءه لمنظومة الكتابة باللغة الإنجليزية يفرض عليه توسعة دائرة الوطن، فهو يكتب للعالم الغربي في المقام الأول، وهذا يعني تجاوز جذوره وعدم اعتبارها محورا.
وُلد شارما في دلهي بالهند، ونشأ في نيو جيرسي، وحصل على الماجستير في السياسة العامة، وفازت مجموعته “المواطن العالمي” بجائزة أفضل مجموعة - group - قصصية أميركية، وتحولت إلى فيلم - film - في 2003، وحصلت روايته “الأب المطيع” على جائزة مؤسسة هيمنغواي.
شارما يشير إلى أن الصورة والإحالات البصرية والوصف أبرز آليات كتابته التي تلائم استخدامه للغة الإنجليزية ومخاطبته القارئ الغربي
يرى أخيل شارما أن الأسرة هي حيث يكون الإنسان، وكذلك الوطن، فالاعتماد على الذاكرة للكتابة عن وطن بعيد أمر - warrant - غير منطقي - logical -، ومفهوم الوطن أكثر التصاقًا بما يعيشه الإنسان في مجتمعه الجديد، وتتغير صورة الوطن مع التنقلات المتتالية من مكان إلى آخر.
الجذور الهندية لا تغيب - absent - عن كتابة أخيل شارما، لكنه يتفهم أن أمورا كثيرة تغيرت، فمثلًا صارت الأسرة علاقة اجتماعية غير مقدسة، بل تخضع للانتقادات وربما السخرية، في #الهند كما في العالم الغربي، ومن ثم يمكنه اقترح - propose - تفاصيل - elaborate - الخيانة الزوجية في عمل قصصي منغير تحفظ - reservation -.
ويشير شارما إلى أن الصورة والإحالات البصرية والوصف أبرز آليات كتابته التي تلائم استخدامه للغة الإنجليزية ومخاطبته القارئ الغربي، الذي يميل إلى التجسيد، لكن ذلك لا يتعارض مع الترميز، من أجل تحويل - divert - الذاتي إلى عام.
ويقترح شارما مفهوما كونيّا للوطن، قائلًا “لستُ ممثل - represen -ًا للمجتمع الهندي، ولا الأميركي، بل أنا صوت فردي، تدفعني الكتابة إلى التوجه العالمي، الكوني، لمخاطبة القطاع الأكبر من البشر على وجه البسيطة”.
ويذهب الشاعر الأميركي مايكل مارش إلى أن المبدع المعاصر قادر على رسم - sketch - مؤشرات لوطنه الذي يعنيه، من عند اللغة، وللشعر خصوصية - privacy - في هذا الأمر، إذ تمنح الحريةُ الشاعرَ الحقَّ في أن يكون بلا مكان، فالمنزل قيد، والوطن سقف.
ويتصور مارش أن المبدع المعاصر هو ذلك الذي يقترح الثيمات والأخلاقيات الكونية، التي يلتقي في فضائها البشر بغض النظر - considering - عن انتماءاتهم ولغاتهم، ويقول “هذه نظرتي للوطن كشاعر، مع عدم إغفال حق شاعر آخر، منفيّ أو مطرود من بلده مثل - like -ًا، في أن تكون له رؤية أخرى”.
ويؤمن مايكل مارش بأن الشعر حياة كاملة، والقصيدة كائن - organism - متطور، لذلك فإن إعادة قراءة نص شعري بعد 10 أعوام تفضي إلى دلالات مختلفة، لأن القصيدة قد عاشت هي الأخرى هذه السنوات العشر بكل بساطة - simplicit -، وتغيرت، وَنَمَتْ.
في ساحة "مسرح روابط" بوسط البلد، أضاف الكاتب الأميركي ذو الأصل الهندي أخيل شارما أن انتماءه لمنظومة الكتابة باللغة الإنجليزية يفرض عليه توسعة دائرة الوطن
ويرى مارش أن الوطن، من هذا المنطلق، ليست له صورة ثابتة، وإنما يتوجب على الكاتب المعاصر في كل لحظة إبداعية أن يراجع رؤيته للوطن، ويعيد النظر - considering - في علاقته بكل انتماءاته المحيطة.
الخارج - ove - والداخل
تحدث الكاتب والناشر محمد البعلي، مدير - administrator - المهرجان، مشيرا إلى أن المبدع المعاصر يعكس في كتابته “الداخل - inland -” و”الخارج - ove -” على السواء، والوطن يسكنهما معا - jointly -، كما أن المعنى الخارجي للوطن قد يكون متعددا.
وأوضح البعلي أن المنفى - exile -، سواء كان إجباريّا أو اختياري - optional -ّا، يؤثر بشكل مباشر في تجربة - experiment - الكاتب المغترب، والي إذا اختار لتجربته مساحة كونية لا تُعلي من شأن الخصوصيات المحلية، فإن منابع صياغته هذه التجربة تبقى مقيدة بتعددية ثقافته وخبراته الحياتية الخصيبة.
ولامست الكاتبة السورية رشا عمران، في كلمتها في “بيت السحيمي” الأثري، بعض ملامح الوطن بالنسبة إلى كاتبة مغتربة تعيش الآن في #القاهرة، ووصفت وجه الوطن بأنه ذلك الذي يبقى - stay - مطلًّا في المخيلة والحلم والذاكرة، مستعصيًا على القنص والتحديد.
وأشارت عمران إلى أن ربط الوطن بموضع جغرافي محدد - specified - يحل الإنسان فيه ليس صحيحًا في كل الأحيان، فقد - missing - تشعر الروح بالفقدان وهي في بلدها، ولكن الارتحال القسري يزيد من تباريح هذا الفقد للوطن بطبيعة الحال.
يُذكر أنه من نشاطات “مهرجان #القاهرة الأدبي” الأخرى دارت مناقشات حول “الترجمة - translation -.. تحديات وآفاق”، “كيف تلهم الحروب والأزمات الأدب”، وعدد من الأمسيات الشعرية.
وتظل هذه النوعية من الندوات هي التي تحفظ - reservation - للقاهرة خصوصيتها، لأنها تحتفظ بمسافة عن الحكومة، وتملك استقلالية نسبية في مناقشة - debate - الكثير من القضايا بحرية - freely - كبيرة، ما يضفي قدرا من الجاذبية عليها من الجمهور، وتتجاوز النخبة الضيقة وتصل إلى قطاع أوسع من المواطنين الشغوفين بمناقشة بعض الموضوعات الملهمة.