أخبار

News1- مظاهرات إيران: ماذا تبقى من قوة النظام وأيديولوجيته بقلم: علي الأمين

مشكلة - trouble - النظام الإيراني اليوم تكمن في مصدر قوته الوحيدة إزاء المشكلات التي تواجهه في الداخل - inland -، الدكتاتورية والقبضة الأمني...

معلومات الكاتب




مشكلة - trouble - النظام الإيراني اليوم تكمن في مصدر قوته الوحيدة إزاء المشكلات التي تواجهه في الداخل - inland -، الدكتاتورية والقبضة الأمنية وبراعته في القمع، هذه هي مصادر لم تذكر اسمها قوة النظام الإسلامي وهي مقتله في آن.




نيوز وان علي الأمين [نُشر في 2018/01/02، .، .)]


التطورات التي تشهدها إيران اليوم، هي أكثر من مجرد - bare - احتجاجات على أحوال مالية واقتصادية متردية في هذا البلد الغني بالثروات الطبيعية والنفطية. الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ليست أمرا جديدا في إيران، فلقد عانى الشعب الإيراني في العقود الأربعة الماضية أزمات شبيهة، إما بسبب الحرب التي استنزفت إيران مع #العراق بين العامين 1980 و1988، وإما بسبب العقوبات التي نتجت عن الحصار الأميركي والغربي عند السنوات الماضية، وكان ذلك يجري في ظل - shade - صراع - conflict - بين تياريْن واحد إصلاحي وآخر محافظ، والأخير هو المسيطر على السلطة والمتحكم بمفاصل الثروة والاقتصاد، إما فسر الحرس الثوري وإما من عند المرشد علي خامنئي، الذي يشكل عمليا - practica - صاحب السلطة المطلقة الذي لا يمكن أن يرد له قرار فيما هو قادر على إلغاء أي قرار لا يرى فيه مصلحة لإيران.

الإصلاحيون تلقوا ضربة - blow - قوية بعد قمع - suppress - الثورة الخضراء عام 2009 ووضع رؤساء هذا التيار وهذه الثورة في الإقامة الجبرية أو في السجون. وبعد رحيل هاشمي رفسنجاني المشوب بتساؤلات حول وفاته الغامضة، تلقى التيار الإصلاحي، والنظام ذاته، ضربة - blow - قوية انطلاقا من أنّ رفسنجاني كان حكيم - wise - الدولة والنظام وعنصر التوازن الذي يحتاجه النظام كما يستند إليه الإصلاحيون.

مظاهرات اليوم التي انطلقت من مدينة مشهد - spectacle - وعمّت معظم المدن الإيرانية، هي تحركات تفتقد لقيادة كما كان الحال في الثورة الخضراء، إذ خرج المحتجون هذه المرة بشعارات طالت كل أركان النظام، حتى الرئيس حسن روحاني الذي كان يُنظر إليه بأنه يحظى بتأييد التيار الإصلاحي الذي جيّر أصوات مناصريه له في الانتخابات الرئاسية في ولايته الأولى والحالية، كما أنّ الاحتجاجات طالت المرشد الذي أُحرقت صوره ورفعت شعارات غير مسبوقة بهذه العلنية التي دعت إلى إسقاطه.

ما يمكن الإشارة إليه في سياق البحث عن التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع الإيراني، هو أنّ الثورة الإيرانية الإسلامية أو النظام الإسلامي الذي يحكم إيران منذ - since - تاريخ أربعة عقود، فقد - missing - ثقة فئات واسعة - stride - من الشعب الإيراني، فالتظاهرات والاحتجاجات هذه المرة انطلقت من كل الجغرافيا الإيرانية وديموغرافيتها، أي أن لا بعد إثنيا أو قوميا لها، ولا بعد مذهبيا أو إيديولوجيا، وكما أشرنا إلى أن الأزمة الاقتصادية والي البطالة وتراجع فرص العمل وانخفاض تعرف علي سعر - rate - العملة الإيرانية ليس هو الجديد رغم أنه شكل - format - السبب المباشر في خروج - exit - المحتجين إلى الشارع، لكن الجانب المتصل بفقدان الثقة بالسلطة الحاكمة - ruling - - ruling - وبالنظام بدا بارزا، فهذه الاحتجاجات لا تذكر السلطة الحاكمة - ruling - - ruling - بشعارات رؤساء الثورة الأوائل كقائدها الخميني، ولا تستعيد أيا - whatsoever - من شعاراتها في مواجهة - confronta - السلطة الحاكمة - ruling - - ruling -، بما يوحي أن المنتفضين يعلنون القطيعة مع الثورة وقادتها وشعاراتها، وهذا أخطر ما يواجه النظام الإيراني، فالشعب لم ويعتبر يطالب باستبدال زعيم بآخر أو مسؤول بآخر، بل يحمّل النظام المسؤلية عن ما آلت إليه الأوضاع في البلاد.

بعد أربعة عقود نجحت القيادة الإيرانية في إنجاز الاتفاق النووي، وحققت اختراقات استراتيجية في المنطقة العربية وعلى حسابها من #العراق إلى #سوريا ولبنان واليمن، لكن هذه الإنجازات للحكومة الإيرانية، لم تنعكس إيجابا في الداخل - inland - الإيراني، بل توصل واقع الشعب الإيراني اليوم، أن التمدد الخارجي تضمن محاولة تغطية على الفشل الداخلي، مثل - like - فشل التنمية وتمدد الفساد في الدولة وانتشار ظاهرة الوفاء والاستزلام على حساب الكفاءة، وهروب الكفاءات الإيرانية نحو الخارج - ove -، وعدم قدرة النظام على إقناع الشعب الإيراني بضرورة متابعة - pursuit - القطيعة مع الغرب، ولا سيما بعدما فشل النظام الإيراني في إيجاد موارد اقتصادية ومالية من خارج الثروة النفطية، فيما القمع الأيديولوجي والدكتاتورية، باتا العنصر الوحيد - sole - المميز للسلطة التي سقطت كل شعاراتها تجاه تقديم - render - النموذج السياسي والاقتصادي والاجتماعي البديل - variant - عن العولمة أو النظم الاشتراكية التي سادت عند عقود سابقة - precedent -.

من هنا لم يكن مفاجئا إطلاق شعارات تدعو الحكومة الإيرانية إلى الرجوع إلى الداخل - inland -، وعدم الغرق أو استنزاف - drain - - drain - طاقات الدولة في وحول #سوريا والعراق ولبنان وغزة، ذلك أن ثمة اعتقادا في بداخل إيران بأن الثروات الإيرانية استنزفت في حروب خارجية، وهذا إن كان يتضمن شيئا من الصحة، إلا أن عملية - process - نهب #العراق التي تمت في مرحلة حكم نوري المالكي، تمت بإشراف إيراني، إذ يؤكد - underline - أكثر من مصدر عراقي رسمي، أن عملية - process - دعم - backing - نظام الأسد وحزب الله في #لبنان في السنوات الماضية تمت من عند #العراق، الذي أفرغت خزينته بالنهب المنظم، وبالفساد في السلطة الحاكمة - ruling - - ruling - الذي شكل - format - غطاء - cap - لعملية نقل - carriage - عشرات المليارات من الخزينة العراقية ومن آبار نفط البصرة إلى المجهود الحربي الإيراني سواء في #سوريا أو #لبنان أو غزة واليمن.

التجربة الإيرانية بنموذجها الإسلامي الحاكم، هي التي تهوي اليوم في الشارع الإيراني، بسبب عجز - inability - النظام عن تقديم - render - إجابات على أسئلة الداخل - inland -. الشعب الإيراني تحمل - incur - الكثير اقتصاديا - economi - وماليا في سبيل إنجاز الاتفاق النووي، والشعب الإيراني بخلاف الشعوب العربية ليس متحسساً من العلاقة مع الغرب، بل يتطلع إلى بناء علاقة وثيقة - deed - مع الغرب ثقافيا وسياسيا واقتصاديا، لذا كان إنجاز الاتفاق النووي الإيراني مصدر فرح للإيرانيين باعتباره عنوان - heading - الانفتاح على الغرب وتحديدا أميركا، وليس باعتباره عنصر تحد ومواجهة معها، لكن النظام الإيراني خيب آمال الشعب على هذا الصعيد، فتفاقمت الأزمات الداخلية - inter - مع الكثير من المبالغة - ex - الأيديولوجي الذي ترافق مع هدر للثروات الوطنية - native -، وذلك يجري من منغير وعود بتغيير لصالح الشعب، وفي ظل - shade - غياب أي أفق للتغيير من بداخل السلطة وضمن استحواذ آليات النظام التي تستخدم الديمقراطية ونتائجها كرسالة للخارج، فيما لا تعني في الداخل - inland - إلا انتخاب الشيء نفسه بوجوه جديدة لكن المضمون واحد مفاده أن لا تغيير - changing - إلا ما يشاؤه المرشد وذراعه الحرس الثوري.

مشكلة - trouble - النظام الإيراني اليوم تكمن في مصدر قوته الوحيدة إزاء المشكلات التي تواجهه في الداخل - inland -، الدكتاتورية والقبضة الأمنية وبراعته في القمع، هذه هي مصادر لم تذكر اسمها قوة النظام الإسلامي وهي مقتله في آن. فهذا النظام اعتمد على الأيديولوجيا المتمثلة بولاية الفقيه، التي فقدت بريقها عند الشعب وهي عاجزة عن تقديم - render - أي حلول جدية لأزمات الدولة والشعب، والشعب الإيراني الذي أعطى النظام فرصا كثيرة من أجل إنجاز مشروعه الإنمائي في الداخل - inland -، وصل إلى قناعة على ما تظهر الوقائع الميدانية أنّه أمام دولة فاشلة اقتصاديا - economi - وإنمائيا، ينهش شعبها الفقر والبطالة فيما تتوفر على الثروات الدفينة والظاهرة ما لا ويعتبر ولا يحصى، وهذا ربما ما يفسر نزعة أيديولوجية السلطة الحاكمة - ruling - - ruling - التي ترفض توسعة دائرة المشاركة الفعلية في السلطة التي تشكل عنصرا أساسيا لإحداث التنمية وبالتالي الانفتاح الاقتصادي على الشركات الكبرى ورأس المال الوطني والخارجي، لذلك هي تدرك أن الدخول في هذا المضمار سيعني بالضرورة تغييرا سياسيا لا تريده.

إزاء فشل أيديولوجيا السلطة أو ولاية الفقيه في تقديم - render - نموذج - model - تنموي يلبّي حاجات الشعب ويحد من الفساد والبطالة، وإزاء رفضها اعتماد - re - - dependence - البديل - variant - بالانفتاح على الدول الخارجية بما يخرجها من عزلة نسبية تعيشها، يبدو أننا أمام انتفاضة شعبية - popularity - ليس عند النظام أي إجابة موضوعية تبدأ من التسليم بضرورة الإصلاح الجذري للنظام، قوة النظام شبه الوحيدة هي القمع وهذا يمكن أن يكبت صرخات الشعب لكن بكلفة عالية ستجعل من تغيير - changing - النظام الإسلامي جذريا قرارا شعبيا لا اعادة عنه وإن بعد حين.

كاتب - clerk - لبناني


علي الأمين











إرسال تعليق

emo-but-icon

تابعونا

المشاركات الشائعة

إتصل بنا www.news1.news@gmail.com

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

item