أخبار

News1- عبدالباري طاهر: الحوثيون سرقوا حلم اليمنيين بقلم: صالح البيضاني

تحل يوم 11 فبراير 2018 الذكرى - anniversary - السابعة للثورة الشعبية على نظام علي عبدالله صالح، والتاريخ الذي أعاد أشباح ماضي الإمامة الزيدي...

معلومات الكاتب




  • تحل يوم 11 فبراير 2018 الذكرى - anniversary - السابعة للثورة الشعبية على نظام علي عبدالله صالح، والتاريخ الذي أعاد أشباح ماضي الإمامة الزيدية التي حكمت شمال #اليمن طوال ألف عام تقريبا فسر الحوثيين. الصراع الذي يعيش على وقعه #اليمن اليوم، مرتبط في ظاهره بفوضى الربيع - spring - العربي وما حدث بعد سقوط - plunge - نظام صالح، لكن، وكما يشير المفكر والباحث اليمني عبدالباري طاهر في لقاء - encounte - مع “نيوز وان”، فإن عوامل كثيرة ساهمت في تعقيد - complicatio - - complexity - المشهد اليمني من جهة وأفرزت الظاهرة الحوثية وأدت إلى تغوّل هذه الجماعة العقائدية وتحقيق حلم كان مستحيلا، وهو أن يصبحوا الحلقة الأقوى على الساحة - arena - اليمنية.




نيوز وان صالح البيضاني [نُشر في 2018/01/26، .، .)]



تهميش المناطق الزيدية حجة يبني عليها الحوثيون مظلوميتهم


#صنعاء – يرجع المفكر والباحث اليمني عبدالباري طاهر جذور الأزمة التي تعصف باليمن إلى رواسب - sediment - ثقافية وسياسية واجتماعية قديمة ساهمت في تكرار - repetition - سيناريو - scenario - الحروب اليمنية على مدار التاريخ اليمني الحديث والمعاصر.

ويقدم طاهر في حديث مع “نيوز وان”، تفسيره لما يمكن أن نطلق عليه اليوم الظاهرة الحوثية التي انساقت وراءها فئة من اليمنيين بدواع مذهبية وأخرى سلالية وثالثة دينية. ويسلّط الضوء على 6 مناطق غائرة في الثقافة اليمنية يتّكئ عليها الحوثيون اليوم إشعال حربهم على خصومهم السياسيين والعقائديين، كما يقدم سيناريوهاته للمشهد اليمني.

من هم الحوثيون

الحوثيون مجموعة - group - مسلحة وظاهرة تتداخل فيها عوامل طائفية وقبلية وسياسية وتاريخية. بدأوا في 2014 حملة توسعية في #اليمن، قادمين من جبال صعدة، وضعوا أيديهم خلالها على معظم معاقل النفوذ للقوى التقليدية في شمال #اليمن، خاصة آل الأحمر زعماء قبائل حاشد.

وسيطروا على #صنعاء في 21 شهرسبتمبر مستفيدين من عدم مقاومة الجيش لهم - theirs - ومن تحالف ضمني أو التقاء مصالح، في أقل تقدير، مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي عادوا وانقلبوا عليه وقاموا بتصفيته في نهاية عام 2017.

ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي، الذي ينتشر - spread - في #اليمن، والقريب فقهيا من السنة. لكن، على خلاف بقية - remainder - الجماعات الزيدية، يقترب الحوثيون عقائديا من المذهب الشيعي الإثني عشري، الذي ينتشر - spread - في إيران.

يعود التقارب بين الحوثيين والمذهب الشيعي الإثني عشري إلى تأثر الحوثيين بأطروحات زعيمهم بدر الدين الحوثي.

بدأت القصة في محافظة صعدة في عام 1986 تم إنشاء اتحاد - federation - الشباب، وهي هيئة تهدف إلى تدريس المذهب الزيدي لمعتنقيه وكان بدر الدين الحوثي من ضمن - within - المدرِّسين في هذه الهيئة. وفي عام 1990 جاءت الوحدة اليمنية وتحول اتحاد - federation - الشباب إلى حزب الحق، وظهر حسين بدر الدين الحوثي كأحد أبرز القياديين السياسيين فيه، ودخل مجلس - العموم - النواب في عام 1993، وكذلك في عام 1997.

معظم مناطق شمال الشمال ظلت معزولة محرومة وظل الشيخ هو الواسطة بين القبيلة والدولة، فالشيخ يبتز القبيلة بالدولة ويبتز الدولة بالقبيلة

بالتزامن مع هذه الأحداث نشب خلاف كبير بين بدر الدين الحوثي وبين بقية - remainder - علماء الزيدية حول فتوى تاريخية وافق عليها علماء الزيدية في #اليمن، وعلى رأسهم المرجع مجد - glory - الدين المؤيدي. وتقضي الفتوى، محل - substitute - الخلاف، بأن شرط النسب الهاشميّ للإمامة صار غير مقبول، وأن هذا كان لظروف تاريخية، وأن الشعب يمكن له أن يختار من هو جدير - worthy - لحكمه منغير شرط أن يكون من آل البيت.

اعترض بدر الدين الحوثي على هذه الفتوى بشدّة. وتطوَّر الأمر أكثر مع بدر الدين الحوثي، حيث بدأ يدافع بصراحة - frankly - - honest - عن المذهب الإثني عشري، بل إنه أصدر كتابا بعنوان “الزيدية في #اليمن”، يشرح فيه أوجه التقارب بين الزيدية والإثني عشرية؛ ونظرا إلى المقاومة الشديدة لفكره المنحرف عن الزيدية هاجر إلى #طهران، حيث عاش هناك بضع أعوام وتأثر بثورة الخميني واعتقد في إمكانية تطبيق - enforce - النموذج الإيراني على #اليمن، الذي عاد إليه بعد أن توسَّط عدد من علماء #اليمن عند الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

على الرغم من ترك بدر الدين الحوثي للساحة اليمنية إلا أن أفكاره الإثني عشرية بدأت في الانتشار، خاصة في نطاق صعدة والمناطق المحيطة.

خلفيات جغرافية - geograph - ومذهبية

يؤكد - underline - عبدالباري طاهر أن العامل الجغرافي - geographical - والثقافي في المنطقة التي ويعتبرّها البعض الحاضن الاجتماعي للحوثيين جاء في مقدمة الأسباب التي مازالت تمد الميليشيا الحوثية بالقوة، ويقول في ذلك “نحن أمام بيئة مغلقة - closed - تركيبتها القبلية شديدة العصبية والتخلف، لم تعرف المدنية، ولا التحضر. حُرمت هذه المنطقة – شمال الشمال- من أبسط الخدمات: التعليم الحديث، التطبيب، وسائل الاتصال الحديثة، حضور الدولة بأجهزتها، ولم تُفرض هيبة - prestige - النظام والقانون. والمنطقة موئل الإمامة المتوكلية، يسود - prevail - فيها الاعتقاد بقدسية الإمام، والولاء والطاعة للتراتب الموروث: السيد - maste -، القاضي، شيخ القبيلة، والبقية رعية للشيخ، وأتباع للسيد”.

ويلفت طاهر إلى ما يعتبره العامل الثاني في سياق تفكيك الخلفية الثقافية والفكرية للجماعة الحوثية والذي يخفي في الاعتقاد المذهبي القائم على موالاة آل البيت، مضيفا أن مذهب آل البيت ينص على وجوب الخروج على الإمام الظالم. وفي حال أزمنة القحط، وما أكثرها في #اليمن يستنفر الإمام الداعي أبناء القبيلة إلى غزو - invasion - المدن والمناطق الزراعية. فنصرة الإمام المجاهد، كأحد أهم شروط الإمام المنتسب للبطنين: الحسن والحسين، واجبة.

وتاريخ الإمامة الهادوية في #اليمن تاريخ جهاد خروجا على الإمام الظالم أو (إصلاح الانحرافات عن الدين). فالبداوة والقبائل الأمية المدججة بالسلاح هي حامية حمى - fever - الدين، وهي التي تقوم بنهب المدن ومصادرة المحصول الزراعي في المناطق الزراعية.

يعرّج طاهر على العامل الثالث المتمثل في استخدام القبيلة، بالقول “كانت القبائل الجائعة والفقيرة هي جيش الإمامة فسر مراحل تاريخها الطويل”.

ويضيف “أليس العوام هم قوة المستبد وقوته؛ عليهم يصول، يأسرهم؛ فيهللون لشوكته، ويغصب أموالهم؛ فيحمدونه على إبقاء حياتهم، ويهينهم؛ فيثنون على رفعته، ويغري بعضهم على بعض؛ فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريم، وإذا قتل - killing - منهم ولم يمثل يعتبرونه رحيما”، كما يقول الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد.

عبدالباري طاهر: نحن أمام بيئة مغلقة - closed - تركيبتها القبلية شديدة العصبية والتخلف، لم تعرف المدنية ولا مظاهر التحضر

ويقف على مقربة من كل ذلك دور شيخ القبيلة والعلاقة التقليدية التي نظمت صلاته بالدولة أو من يسيطر عليها، وهو رابع العوامل التي يقول طاهر إنها يمكن أن تقدم تفسيرا لواقع الأزمة اليمنية الراهنة، ويستطرد حول ذلك بالقول إن معظم مناطق شمال الشمال ظل - shade -ّت معزولة محرومة، وظل الشيخ هو واسطة العقد بين القبيلة والدولة. فالشيخ يبتزّ القبيلة بالدولة ويبتزّ الدولة بالقبيلة.

وجرى توافق بين الدولة والشيخ على فرض الأميّة والعزلة والتخلف لتظل القبيلة قوة احتياط لإعاقة بناء الدولة وتحديثها وفرض هيبة - prestige - النظام والقانون على هذه المناطق، ومن ثم الاستناد إليها في قمع - suppress - المعارضة السياسية، أو أي دعوات للحداثة والتجديد، وذلك في عهد - era - ما بعد ثورة السادس والعشرين من شهرسبتمبر 1962.

ويتطرق طاهر إلى عامل - labourer - آخر حاسم - decisiv - ساهم في نشوء - emergence - الشكل الميليشياوي الذي نشاهده اليوم في #اليمن، وهو عدم تطور العملية التعليمية التي ظلت أسيرة النمط التقليدي واستمرار الأعراف القبلية على حالها.

الظاهرة الحوثية نموذج - model - فكري - intellectual - راديكالي يستقي تعليماته من جذور عقائدية غائرة وقائمة على تبرير كل أعمال العنف ومحاول استئصال وإلغاء الآخر، وهي في هذا تلتقي مع معظم التيارات الأصولية، ويقول طاهر عن ذلك إن الجهاد عند السنة والشيعة على حد سواء فرض كفاية، يتحول إلى فرض عين - appointed - في حال تعرضت أراضي المسلمين للغزو. وطن المسلم عقيدته، والجهاد هو الفريضة الغائبة -كما يسميها الجهادي عبدالسلام فرج-، وهو الوسيلة الأساس لحماية بيضة الإسلام. والاستشهاد موت في سبيل الله. كما أن الجهاد دفاعي - defensive - وطلبي. وغالبا ما يتحول الدفاعي إلى طلبي.

إذن الإسلام السياسي -بتياراته المختلفة- يمتح من بئر هذا الموروث، بل يطوّره بالتسييس والأدلجة، ويجعله منهج عقيدة وأداة سياسة وسبيل استشهاد، والباحث فرهارد خسروخافار في كتابه “الأصوليون والعمليات الاستشهادية”، يرى أن الإسلام حَوَّلَ الحروب القبلية إلى أيديولوجيا، عكس - reverse - المسيحية، رغم الابتزازات التي مورست باسم الحروب الصليبية.

وفي الفقه التقليدي الجهاد قاسم أعظم ومشترك بين كل طوائف المسلمين ومذاهبهم الفقهية. الإسلاميون الجدد، أو بالأحرى الدعاة السياسيون، حولوا الجهاد الدفاعي إلى طلبي، وهم - illusion - يرون أن الطقوس الإسلامية: الصوم، الصلاة، الحج مقيدة كلها بالجهاد، ويكاد يجمع علي شريعتي، وهو تقدمي يساري من أهم منظري الثورة الإيرانية، على هذا الأمر مع أبي الأعلى المودودي وسيد قطب. فالهدف السياسي واحد، ولكلٍّ غايته. فأبوالأعلى المودودي وقطب يهدفان إلى سلطة - salad - دينية متزمتة تمثل ظل - shade - الله في الأرض، وتحتكر الحاكمية للإسلام السياسي السني باسم الله، بينما يخلط شريعتي -كما يرى فرهارد- بين مستويين: دعوة - invitation - الفرد مباشرة - direct -، ودعوة الشخص المسؤول (إنشاء الذات الانقلابية أو التوعية)؛ حيث يربط بين الفرد الذي عهدت إليه مهمة - assignment - قيادة - command - الثورة، وإسلام يسمّيه العقيدة - creed -، والذي يتميز بضرورة التضحية بالذات؛ للوصول إلى كمال تفوق مكانته في الحياة”.

وأيضا نجد أن التضحية بالنفس -أي الشهادة- ضرورة - necessity - لا بد منها عند قطب وشريعتي معا - jointly -، كما أنهما يشتركان في ثنائية الإيمان والكفر، وإن كان شريعتي يتناول قضية الاستكبار الإمبريالية بأفق ورؤية تقدمية - progressiv -، بينما ينظر إليها سيد قطب من منظور ديني وأخلاقي شديد التعصّب على كل ما ما هو علماني - secular -.

لا يمكن محاربة الحوثيين مع متابعة - pursuit - قوتهم

إضافة إلى ما سبق من تأصيل للحرب التي تجتاح #اليمن، يرى طاهر أن المشهد اليمني يمتلك أسبابا خاصة به ترجع في قسم كبيرة منها إلى طريقة - recipe - إدارة - administer - البلاد، فسر استقواء مراكز النفوذ والسعي للاستئثار وإقصاء الخصوم، إلى جانب أسباب أخرى يتحدث عنها، مشيرا إلى أنه في الواقع اليمني فإن للأمر علاقة بفساد الحكم - referee - وهشاشته وضعفه وارتهانه لسطوة شيوخ القبائل على الحياة المدنية وضد بناء دولة نظام وقانون، كدعوة وأنموذج الشهيد إبراهيم الحمدي، ومخرجات الحوار الوطني الشامل. والأهم غياب العدالة والمساواة وغياب التعليم الحديث، ووجود بنية قبلية تقليدية بإرثها وقيمها وأعرافها البالية، ثم، وهذا هو الأخطر، تحويل - divert - نطاق “صعدة” إلى ميدان - square - - sphere - صراع - conflict - بين السلفيين والمذهب الزيدي، وامتداد الصراع إلى الجوار السعودي، والثورة الإيرانية وحزب الله، وهو جذر الخلاف الذي تطور إلى الحالة التي نعيشها اليوم.

وحقا فإن شباب هذه المنطقة العاطل عن العمل نشأ في بيئة شديدة التخلف والأمية، والسلاح متوفر فيها إلى جانب عوامل أخرى هيّأت لنشأة الشباب المؤمن أولا، وهي حركة إحياء - revival - زيدي في مواجهة - confronta - دماج المدعوم من #صنعاء والرياض.

سيناريوهات وحلول

يعتقد عبدالباري طاهر أن ثمة سيناريوهين لمآلات الجماعة الحوثية ومشروعها في #اليمن. يخفي الأول في أن تتوسع لتضم أعدادا من مختلف المناطق، ويتوقع -وفقا لهذا السيناريو- أنه بعد تصفية - clearing - الرئيس السابق علي عبدالله صالح أن يزداد نفوذهم، وتضعف جبهة المعارضة في مناطق معينة، وتحديدا الواقعة تحت - underneath - سلطة - salad - الأمر الواقع.

أما السيناريو الثاني وفقا لطاهر، فهو أن يزداد الغضب، ليس من قتل - killing - صالح فحسب، وإنما، وهذا هو الأهم، بسبب العجز - deficit - عن حل قضايا كوارث الحرب الذين هم طرف رئيس فيها واشتداد وطأة الجوع - hunger - والأوبئة الفتاكة وانفلات الأمن وغياب السلام والاستقرار واشتداد الانتهاكات والقتل والاختطاف والاعتقالات وتهديم المنازل ومصادرة الحريات العامة والديمقراطية والتضييق على حرية - liberty - الرأي والتعبير؛ مما قد يدفع إلى احتجاجات سلمية ومدنية تتطور - evolve - إلى خروج - exit - شعبي عام لفرض حل سلمي - peaceful - تقبل به معظم اليمنيين، وهم - illusion - في أشد الاحتياج والظمأ إليه. مع العلم - flag - أن التكتل ذا البعد الطائفي والعائلي مصدره الأساس وسببه الوحيد - sole - إهمال - neglect - الريف وغياب التنمية الحقيقية وإبقاء التركيبة القبيلة في هذه المناطق كما كانت في عهد - era - الإمامة المتوكلية.

أما عن الحل الأمثل للخروج من دائرة الحرب والصراع في #اليمن فيكمن، بحسب عبدالباري طاهر، في إقرار الأمن والسلام والاستقرار والخلاص من الحروب وويلاتها والبدء في إشاعة - rumour - ثقافة السلام والتآخي والتسامح، وفي بناء الدولة الاتحادية الديمقراطية، كما أقرته مخرجات الحوار الشامل، ومشروع دستور دولة الوحدة الديمقراطي وتحديث البنية الاجتماعية، والاهتمام بتحديث التعليم وعقلنته والخلاص من التعليم الطوائفي ومخلفات عصور الظلام، ووجود توافق إقليمي.











مواضيع ذات صلة

news1 7267744973945021975

إرسال تعليق

emo-but-icon

تابعونا

المشاركات الشائعة

إتصل بنا www.news1.news@gmail.com

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

item