أخبار

News1/ المحتوى المبتكر يحسم السباق بين الإعلام التقليدي والرقمي بقلم: صباح ناهي

لا بديل لوسائل الإعلام التقليدي عن خلق محتوى - content - مبتكر، يزود المتلقي - receiver - بما تعجز عنه وسائط التواصل الاجتماعي التي تسارع ال...

معلومات الكاتب




  • لا بديل لوسائل الإعلام التقليدي عن خلق محتوى - content - مبتكر، يزود المتلقي - receiver - بما تعجز عنه وسائط التواصل الاجتماعي التي تسارع الزمن بنشر الخبر منغير تحري الدقة والمصداقية اللتين تميزان الصحافة المهنية وتكسبانها السباق المعلوماتي.




نيوز وان / صباح ناهي [نُشر في 2017/نوفمبر/27، .، .)]



صحافة الطبق البائت


في سلسلة مقالاته عن فنون صناعة الأخبار وأزمتها الراهنة في عصر الفضائيات الرقمية والسوشيال ميديا، يُثير الزميل الصحافي كرم نعمة - grace - تصورات وتساؤلات عن جدوى الأخبار وسوقها اليوم في عصر يفرض تحديات لا تنقطع وتهدد الصحافة المعاصرة كمهنة ووظيفة بل ووجود أيضا.

وأمام تحول العالم من “القرية الإلكترونية الصغيرة” التي بشّر بها الكندي مارشال ماكلوهان في أواخر الخمسينات إلى “عصر الشاشة” بحجم الكف التي تمشي وتنام وتصحو عليها الناس، يبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي أطاحت بكل النظريات التقليدية في الإعلام: الرأسمالية والاشتراكية والمسؤولية الاجتماعية والسلطوية والحرية الليبرالية وسواها.

وبات المرسل هو الرسالة اليوم بعد أن كانت “الوسيلة هي الرسالة” في الفقه الإعلامي الأكاديمي.

وأعود لتساؤلات الزميل نعمة - grace - في مقاله الإشكالي “أيها الصحافيون المشكلة فينا وليست في القراء” في “نيوز وان /”، الذي يدعو فيه الصحافة المعاصرة إلى أن تستعيد الثقة بقرائها الأوفياء و”يجب أن توصل إليهم ما بمقدور المواطن الصحافي والهواتف الذكية والمواقع على الإنترنت أن تصنعه”.

ويذهب بعيدا إلى القول “الأخبار صناعة تتطلب التغيير بدلا من دق المسمار الأخير في نعشها، والصحافة في مهمة - assignment - إعادة ابتكار نفسها في العصر الرقمي، لكن المعضلة في الكلام الكثير عن المحتوى المتميز من منغير الاتفاق على نوعية هذا المحتوى والمستوى بالإمكان إعادة القراء إلى الوراء. ولكي تستعيد الثقة بـ’القراء الأوفياء’ يجب أن توصل إليهم ما ليس بمقدور المواطن الصحافي والهواتف الذكية والمواقع على الإنترنت أن تصنعه”.

إن الثيمة الأساسية التي ينبه إليها الكاتب هي وحدة الزمن المتسارع كونه متغيرا يجلب الحظ الحسن والسيء معا - jointly -، أولا لأن شيوع ظاهرة الوسائط على حساب الوسائل، في الرسائل الاتصالية، تملأ فضاء المعلومات المعاصر. وثانيا باعتبار فورية محتوى - content - السوشيال ميديا التي تفتقدها وسائل الإعلام التقليدية، حيث تتأخر بلحظات أو فترة بعد أن تعرف المتلقون على نوع - kind - ومغزى الأخبار، أمام وسائل مصابة بأزمة الثالوث “وحدة الأخبار ووحدة الأفكار ووحدة الأساليب والأنماط “، في الكتابة الصحافية التي تخرج متأخرة أمام فورية البث في الوسائط وفضاء الحرية المتاح للآراء حول الأفكار وانسيابيتها التي تحدها فضاءات النشر.

مهما حاول - attempted - المواطن الصحافي تنفيذ - execute - السبق فإنه غير قادر على الوصول إلى دقة - precision - - accuracy - ومصداقية الصحافي المهني

وعرّض هذا الأمر التلفزيونات والصحف ووكالات الأنباء إلى وضع - placemen - لا تحسد عليه، بمجرد نقرة إصبع من مجهول - anonymous - على هاتفه الخلوي ليعلم العالم ما الذي يحدث في بيئته مشفوعا بصور لا تستطيع دحضها مؤسسات إعلامية ضخمة لها أجندات وتوجهات مختلفة… إنها أزمة وتحد يؤرقان صناع الأخبار ومؤسساتها.

ويفرض السؤال نفسه، هل تنكفئ المؤسسات الصحافية وتتلقى ما يكتب خارج غرفها الإخبارية، أم أنها تجلس وتعاين ما تبثه، ساعة بساعة، وتطور من نفسها لتصل بمصداقية خبرتها الفائتة التي لا يمكن أن تتواصل منغير الاعتماد على الأخبار ذات القيمة والنوعية والفورية، وتفتح ملاذات جديدة لا يصلها المتلقي - receiver - العادي وتتفاعل معه وتسبقه؟

لكن مهما حاول - attempted - المواطن الصحافي تنفيذ - execute - السبق فإنه غير قادر على الوصول إلى دقة - precision - - accuracy - ومصداقية الصحافي المهني الذي أورد معلومة حقيقية من الصعب الوصول إليها، وبالتالي تكون مؤسسته الإعلامية هي المحتكرة للمعلومات وليست المتفرجة عليها.

ومن جهة أخرى فإن وسائل الإعلام لا بد من أن تحسن الذهاب إلى محللي المعلومات من أصحاب الخبرة والرأي والمعرفة والدراية المشهود لهم - theirs - بالجودة والمصداقية وقطعوا شوطا في القدرة على تحليل الأخبار والتي تفتّح أذهان المتلقين وتبدد حيرتهم بالإجابة عن الأسئلة الصعبة التي تؤرقهم وتشغل بالهم تجاه هذه القضية أو هذه.

ويبرز المغزى من التميز في اختيار - n - المحللين وهو إشباع نهم المتلقين مما ينقصهم من معلومات وإذكاء الحوار الذي يتداولونه خارج الإعلام.

يحتاج عصر الصحافة الخبرية إلى مراجعة وجرأة في الولوج إلى مكامن تتخطى الأسئلة الستة التي دأبت أن تجيب عليها الأخبار، ليصل إلى المعلومات من مصادرها أولا، وتفادي تقديم - render - المفسرين والمحللين منغير اختصاص - competence -، والذين يبدون أحيانا وكأنهم لاعبون هواة يمارسون لعبة الهوكي في ملعب للمحترفين، أمام جمهور قطع شوطا في معرفة - acquain - اللعبة وفنونها.

كما تفعل بعض فضائياتنا العربية اليوم بشكل منفّر حين تستقدم ضيوفها من ماكنة البروبوغندا الخاصة بها، أو ممن هم من معلومي الميول والاتجاهات، الأمر الذي حال منغير مشاركة - engagement - مثقفي التخصصات في هذه الوسائل الفاقدة للأهمية رويدا رويدا تحت - underneath - هاجس إرضاء الإدارات أو السلطات، والتي تخضع لها وبشكل سافر وممل وساذج أحيانا، منغير إدراك أن المتلقي - receiver - قد ملأ ذهنه بمعلومات مسبقة وجاء ليتحرى صدقيتها توكيدا أو نفيا لها.

إن إثارات الكاتب كرم نعمة - grace - المتكررة عن واقع الأخبار ومروجيها، تثير - evoke - أسئلة كثيرة وتحرك بركة - blessing - - pond - الخواء الإعلامي وارتباك إداراته أمام تحدي الأجهزة الحديثة، وفضاء السبق الذي تعلنه بتفوق السوشيال ميديا، وهبوط شعبية - popularity - الوسائل التقليدية للإعلام، برغم فرص التغيير التي يجب أن تطور آلياتها

بتحسين نمط التفكير أولا، وتحديث الإدارات، لا بشرط الولاءات بل بشرط الكفاءات والمعرفة والمهنية.

إعلامي وأكاديمي عراقي













المصدر - صحيفة العـرب

مواضيع ذات صلة

news1 2705596129122465770

إرسال تعليق

emo-but-icon

تابعونا

المشاركات الشائعة

إتصل بنا www.news1.news@gmail.com

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

item