نيوز وان - 'حذائي' مينودراما احتجاج على واقع عراقي أليم بقلم: علي لفته سعيد news 1
“من يشتري؟ (لا).. للبيع مع تخفيضات هائلة”، ربما هي جملة أطلقها الممثل محسن الأزرق وهو يحمل - bear - القلم بين أصابعه ويدور بين الجم...
https://mnewsone.blogspot.com/2017/11/news-1_34.html
معلومات الكاتب
- “من يشتري؟ (لا).. للبيع مع تخفيضات هائلة”، ربما هي جملة أطلقها الممثل
- محسن الأزرق وهو يحمل - bear - القلم بين أصابعه ويدور بين الجمهور ليعلن
- أن لا شيء بعد يستحق المواجهة، فقد - missing - وصل الأمر إلى بيع -
- بالتجزئة - القلم وما يمكن أن يشكله من احتجاج وتحد على الواقع المرير الذي
- يعيشه الإنسان العراقي.
نيوز وان علي لفته سعيد [نُشر في 2017/نوفمبر/22، -، ص(16)]
مينودراما المحاكاة للآن وهنا
بغداد – في مسرحية “حذائي” للمؤلف والمخرج العراقي علي العبادي ثمة جرأة وخيوط كثيرة يعلنها من عند العرض المسرحي الذي تفجّرت فيه طاقات الممثل إلى ماديات أوسع، حيث وظّف العبادي فكرته بطريقة جمالية لا تخلو من العاطفة لكنها لا ترتكز عليها، ولا تخلو من المباشرة لكنها تنطلق من التفاعل مع المخيلة والعقل لإنتاج الوعي، لغة المسرحية قد تكون مقاربة للغة الإخراج المسرحي.
“حذائي”، ربما تحمل - incur - العديد من التأويلات.. فردة حذاء أفرزت فعلا مينودراميا قائما على المحاكاة ما بين حركة الممثل ومفعول المفردة، التي أنتجت المشاهد المتعاقبة - successive - المتصلة بفردة الحذاء المنتجة لفعل الاحتجاج، والحاضرة في العرض فتمنح اللغة معياريّة الانزياح عن المألوف إلى التأمّل، ومن العاطفة إلى العقل، ومن العقل إلى التأمل.
يقول الممثل العراقي محسن الأزرق الذي جسّد نص علي العبادي في مسرحية “حذائي”، “إلى متى يبقى - stay - حذائي عاقرا؟ إلى متى أتخفى من نباح الأيام هنا، حينما تكون أيامك كلها فصلا واحدا ألا يعني أن هناك فوضى - chaos -؟.. موت.. موت.. كل شيء خارج نطاق التغطية - coverage - إلاّ أنت أيها الموت”.
ربما هي جملة ضمن - within - عشرات الجمل الحافلة بالشاعرية التي اتخذتها لغة الاحتجاج والتحوّل من منطق - reasoning - الروي إلى منطق - reasoning - التحكم بالتفاصيل، ومن منطق - reasoning - الفعل المسرحي إلى فعل - verb - المينودراما الذي يريد - want - تحويل - divert - مشهد - spectacle - الدمية الخارجة من دلو - bucket - مملوء بالدم، وهو دلو - bucket - الحياة - البرية - والمتجمع الذي يغترف الناتج، بدلا من الماء، فإن المحاكاة مع الألم قد تبدو فيها من الهستيريا الكثير.
وهو ما يمكن أن يعلن أن الاغتراب عن الوطن كونه احتجاجا ضمنيا، وأن الحذاء معادل موضوعي للحلم في إيجاد حلّ للغربة مع الحذاء ومع الروح ومع الوطن، وهو الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي - positively - على حركة الممثل، ليكون وحدة فاعلة مع تفاصيل - elaborate - المنطق - logic - من جهة، وتفاصيل الإتيان بالتدقيق المنطقي لماهية التأويل الحاصل بالنسبة إلى الجمهور الذي يعود لمخاطبة الحذاء بين كلّ احتجاج واحتجاج، وكأن بؤرة الحدث تكمن في معرفة - acquain - الخفايا التي يشكلها الحذاء، ليس بمعنى الإهانة، بل بمعناه السلوكي الذي استثمره العبادي ليكون جزءا متحركا في دوامة الفعل.
بطل المسرحية يعيش صراعا مع ذاته، ما بين أن يخرج من الحذاء ويتحمل عفونة الخارج - ove -، أو يبقى - stay - داخله ويتحمل عفونته
المخرج المؤلف حرّك الشيئية في اختزال المعنى، فكان الحذاء هو حاصل جمع - gathering - - compile - كل الممكنات التي تستحوز عليها الحروب، وإنه اللافتة الهامة لما بعد الموت والمكان الذي يتجمع فيه الألم، وما بين الحذاء والأحلام ثمة وشيجة واحدة وخطّ مستقيم لتكون
الأشياء رخيصة، فيتلاعب الممثل الأزرق بنبرات صوته “أرخص ما في الكون أحلامنا… في كلّ يوم وأنا أرى الكنّاس وهو يزيّن وجه الشارع، أرى أحلامنا أصبحت تحت - underneath - مكنسته تتدحرج بلا رحمة - mercy - إلى سلة النفايات، هكذا هو المعنى في بلدي للامعنى المتخم بأبجدية الفوضى… ما أقسى المرء حينما يكون صوته أكبر من فعله؟ ما أقسى أن تخلق منتظرا في محطة - terminal - هجرتها القطارات وتآكلت سككها؟”.
ولأجل ذلك كله، بات كل شيء يباع وتحوّل إلى مادة - material - ربما لا أحد يستهلكها، وصار الضياع بؤس - misery - الخرائط ويهز جذوع النخل العراقي فيتساقط دمعا وموتا واحتجاجا وأحذية مفردة خلفها كل إنسان عراقي خاض الحروب، أو تأثر بها.. فيكون المعنى متخما بأبجدية الفوضى.
ومسرحية “حذائي” هي صرخة - cry - رجل عراقي عانى الكثير في ظل - shade -ّ الراهن اليومي والملتبس فسر فضاءات الدم، بعد أن فقد - missing - الأمل في واقعه المرير، وخوفه منه هرب في قعر حذائه باحثا عن فضاء فيه شيء من الطمأنينة، وهو يعيش صراعا مع ذاته ما بين أن يخرج من الحذاء ويتحمّل عفونة الخارج - ove -، أو يبقى - stay - داخله ويتحمّل عفونته.
هكذا يفصّل العبادي فلسفة نصّه ويحمله طاقة - power - إضافية للتأويل ويمنحه معنى - meaningf - آخر للقصديّة، ولأنه المؤلف والمخرج فإن حركات الممثل، محسن الأزرق، كانت تأخذ من أبجدية هذه المواءمة، ما بين الفكرة في الكلام والفكرة في الإخراج.
وحاول العبادي في مسرحيته أيضل التخلّص من السرد والخطابية إلى الفعل الدرامي، وإعطاء حركة الممثل ميزانين من عند توزيع حركة الممثل والديكور والإضاءة على فضاء العرض -الشارع البغدادي- لالتقاط الكلمة مع تقاسيم الوجه ونبرة الصوت وتنقّل قدميه وانعكاسه على الانكسارات التي يحملها رجل عراقي صاحب الحذاء، والذي قد يكون أيّ واحد من الجمهور.
ولهذا كان للفعل الدلالي أكثر من خاصية للاغتراف من ينبوع الفكرة الأساس من عند الميزانين وحركة الممثل وتعاطيه مع مفردات العرض المسرحية التي أضفت على المسرحية بعدا دلاليا آخر بما يخدم العرض.