نيوز وان - اعادة أنصار القذافي: فرصة تتيحها الأمم المتحدة فهل يقبل بهمالليبيون news 1

معلومات الكاتب

الكاتب : Unknown

• منذ - since - تاريخ الإعلان عن إطلاق سراح سيف الإسلام القذافي، تصاعد 
• الحديث عن اعادة رموز النظام السابق إلى المشهد السياسي. ويعوّل أنصار 
• القذافي على فرصة الانتخابات المحتملة العام المقبل، وفقا لخطة المبعوث الأممي 
• غسان سلامة، لتكون إيذانا بعودتهم إلى الساحة - arena - الليبية كقوة 
• سياسية، معتمدين في ذلك على مفاوضاتهم الحالية مع القبائل القوية، حتى هذه 
• التي عارضت القذافي.

نيوز وان  [نُشر في 2017/نوفمبر/22، .، .)]

يتحين الفرصة

القاهرة- مع تفشي الفوضى وانقسام السلطة في ليبيا وميليشيات متعددة وجمود التسوية السياسية، تتصاعد آمال أنصار نظام العقيد معمر القذافي للعودة إلى الساحة - arena -، بعد أكثر من 6 أعوام من السقوط المدوي للحكم، إثر تدخل - intervene - قوات الناتو لدعم المعارضة المسلحة في العام 2011.

وتعطي خطة المبعوث الأممي غسان سلامة آمالا قوية لأنصار النظام السابق بإمكانية الرجوع إلى المشهد الليبي، حيث تنص خطة العمل من أجل ليبيا التي قال عنها في شهرسبتمبر 2017 على: تعديل - alteration - اتفاق - accord - الصخيرات والمؤتمر الوطني الجامع وإقرار الدستور وإصداره وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية استنادا إليه.

تعدّ هذه النقطة الأخيرة النافذة التي يمكن أن يعبر منها أنصار النظام السابق في ليبيا لدخول المشهد السياسي من جديد، خاصة وأن خطة المبعوث الأممي تؤكد على عدم استبعاد أنصار القذافي من أي تسوية سياسية توفر - availability - استقرارا لليبيا، وتشير إلى أن مجال - domain - المشاركة متاح “أمام المنبوذين والمهمشين والذين منعوا من الانضمام إلى العملية السياسية”، وذهب سلامة إلى حد القول إن “سيف الإسلام القذافي يمكن أن يترشح في الانتخابات المقرر إجراؤها في العام القادم 2018”.

عبدالحفيظ غوقة: اعادة سيف الإسلام القذافي إلى المشهد الراهن في ليبيا مشكوك في صحتها

وسلّط تنفيذ - execute - نشرته مؤخرا - lately - صحيفة واشنطن بوست الضوء على محاولات رموز النظام الليبي السابق الرجوع للمشهد السياسي خاصة مع حالة الاضطراب التي تشهدها البلاد. ومن أبرز هؤلاء أحمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وسيف الإسلام القذافي، نجل معمر القذافي.

كيف تلعب اللعبة ومع من

يحاول - try - أنصار القذافي استعادة - restorati - النفوذ المفقود وتجميع شمل نخبه السياسية والعسكرية، وهم - illusion - على يقين أنه لا مصالحة في ليبيا تستثني قواعد رئيسية من النظام القديم وشخصيات ساهمت في بناء الدولة الليبية ومؤسستها على مدى أعوام، بغض النظر - considering - عن ما ارتكبه النظام السابق من تجاوزات.

تولدت هذه القناعة من التفسخ الحالي في المشهد الليبي، وما يملكه القذاذفة من علاقات وتأثيرات كثيرة في مجتمع قبلي بامتياز. وأخذت هذه الآمال دفعة - batch - - impulse - كبيرة، إثر الإفراج عن سيف الإسلام القذافي في شهريونيو الفائت منذ - since - تاريخ اعتقاله على يد الميليشيات في العام 2011 والحكم عليه بالإعدام، وإن ظل - shade - حتى الان مختئبا، وغير معروف مكانه بعد إطلاق سراحه، ولا يزال مطلوبا عند المحكمة الجنائية - crimin - الدولية في لاهاي لاتهامه بارتكاب جرائم على المدنيين.

تحظى الروابط القبلية في ليبيا بأهمية مركزية. وعرف القذافي الأب كيف يبني شبكة ولاءات عند زعماء القبائل خاصة من عند منحهم امتيازات محسوبة. ويتم تحديد هذه الامتيازات حسب - depending - حجم القبيلة ومنطقتها وحاجة النظام إلى دعمها، إلخ. ومازالت بقايا هذه الشبكة موجودة وابن عم القذافي وابنه وأنصاره يعرفون كيف تُلعب اللعبة ومع من.

وينشط أغلب أنصار القذافي في المنفى - exile - محاولين إعادة تركيز النظام القديم وإخراج بلدهم من الفوضى. وفي سعيهم هذا يتلقون بعض الدعم من الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية التي بدأت تفهم أخطار الفوضى في ليبيا، وهي أخطار تظهر يوميا فسر مآس متكررة للاجئين يحاولون الوصول إلى أوروبا من السواحل الليبية، وانتشار التنظيمات المتطرفة وتعدّد الميليشيات المسلحة.

وتوفر هذه الإشارات وغيرها زخما لأنشطة أنصار القذافي في عواصم كثيرة، خاصة القاهرة التي لجأ إليها الكثير منهم بعد عمليات استهدافهم في الداخل - inland - الليبي، وفي مقدمتهم، أحمد قذاف الدم، الذي كان مسؤولا عن ملف العلاقات المصرية الليبية فترة طويلة - prolonged -، والذي قدمته الواشنطن بوست بصفته متحدثا باسم العائلة والقبيلة.

ويراهن قذاف الدم على أن الأوضاع الليبية الحالية تدفع باتجاه تلقى أنصار نظام القذافي. ويقول في مقابلة مع الصحيفة الأميركية إن “الأمم المتحدة والدول التي أهلكت ليبيا ترغب في أن نكون جزءا من الحوار وجزءا من عملية - process - استعادة - restorati - السلام مرة أخرى في ليبيا”. ويضيف “لن يكون هناك سلام دوننا، نحن نمثل معظم الليبيين، ونرغب في تصحيح - correct - أخطاء الفائت”، في إشارة إلى أن استبداد القذافي قاد إلى تدخل - intervene - الناتو، ومقتله على يد ميليشيات في مدينة سرت في 2011.

المشير خليفة حفتر: القذافي الابن ورقة محروقة

وكان قذاف الدم صرح في حديث سابق مع “نيوز وان” بأن “هناك حاجة كبيرة لحوار حقيقي يحوي كل الأطياف السياسية، وفي مقدمتها أنصار ثورة الفاتح من شهرسبتمبر، الذين لا يمكن تجاهلهم، إذا أراد المجتمع الدولي سلاما راسخا، أما إذا كان مصرّا على تهميش هذا التيار، وإبعاده عن المشهد السياسي، ستكون هناك صعوبات في التئام اللحمة الوطنية - native - في البلد المنهك”.

ويلعب قذاف الدم على وتر - chord - الغضب الشعبي على أداء - performer - النخبة السياسية والعسكرية الحالية، وغياب حكومة وطنية مركزية باستطاعتها العمل على بناء الائتلاف القبلي. ولم تلبّ الحاجة إلى التحالف بين القبائل والحكومة المركزية نظرا لغياب أدنى - minimal - درجة من التنظيم من الطرفين ونقص أي نقطة انطلاق صالحة للشروع في عملية - process - استقرار - stability - البلاد. والقبائل منقسمة وفي الكثير من الحالات تحارب بعضها البعض ضمن - within - فوضى - chaos - عامة يعكسها متابعة - pursuit - تواجد حكومتان متنافستان تديران البلاد، واحدة في طرابلس وأخرى في طبرق.

اعادة القذافي الابن

استبعد المشير خليفة حفتر، قائد - commander - الجيش الليبي، في تصريحات سابقة - precedent - عقب الإفراج عن سيف الإسلام، الإشاعات عن اعادة القذافي الابن، وصرح مؤخرا - lately - قائلا “هو الآن ورقة محروقة”. لكن الخبراء يقولون إن سيف الإسلام القذافي يرى أن لديه دورا ليلعبه، وذلك ما يفسر رفضه عرضا - inci - روسيا روسيا بالحصول على اللجوء - asylum - السياسي في موسكو.

وكان محامي عائلة القذافي خالد الزايدي صرّح أن سيف الإسلام “يعمل في السياسة الآن من مقره في ليبيا مع القبائل ومع المدن ومع صناع القرار”.

ولا ينفي عز نيوز وان أبوالقاسم، المتحدث الإعلامي باسم المؤتمر العام للقبائل والمدن الليبية، أن هناك أجواء اجتماعية تدعم اعادة سيف القذافي إلى المشهد باعتباره “شخصية توافقية قادرة على التأثير في المجتمع الليبي الذي يعتبر مجتمعا قبليا بامتياز”. وتحدث مع “نيوز وان” عن “محاولات الجماعة الإسلامية التواصل مع رموز القذافي في سجون الهضبة في طرابلس في سياق التحضير والتمهيد لمصالحة ليبية شاملة، وأسفرت هذه المحاولات عن الإفراج عن بعض قيادات نظام القذافي من السجن - jail - - jail - من أجل تنفيذ - execute - هذه الفكرة بما يضفي الكثير من الشرعية على تواجد هذه الميليشيات في السلطة”.

وأكد أبوالقاسم أن “ضغوطا مورست على هؤلاء من أطراف - الجسم - خارجية (قطر وتركيا وفرنسا وإيطاليا) لتجاهل هذه الفكرة تماما - thoroughly - من المشهد الليبي قبل أن تعود مرة أخرى مع ظهور سيف القذافي وخروجه من السجن - jail - - jail -”.

مع أنّ ثمة دعما أمميا لاستيعاب أنصار القذافي في المرحلة الليبية القادمة كأحد مداخل استقرار - stability - البلاد، إلا أن ذلك الأمر يظل - remain - رهنا بقبول المجتمع من عدمه، حيث لا يزال إرث النظام السابق دافعا لرفضهم خاصة في غرب ليبيا.

ويشدد عبدالحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس الوطني الليبي سابقا، في تصريحات لـ”نيوز وان” على أن “الحديث في هذا الموضوع مضيعة للوقت لأنه لا يزال مطلوبا من الناحية القانونية، والإفراج عنه تم بشكل مشكوك فيه من عند فصيل - faction - عسكري منغير الرجوع للقضاء، وهو مطلوب - required - من المحكمة الجنائية - crimin -، لذلك فالعودة مشكوك في صحتها”.

سامي عاشور: لا أحد يمكنه أن ينكر القاعدة الشعبية التي يمتلكها سيف الإسلام

وواصل غوقة أن “الاجتماعات التي تجري في هذا الصدد فى القاهرة لا تمثّل الشعب الليبي، لما يتحمّله هؤلاء من المسؤلية عن حول ما آلت إليه الأمور في البلاد، والنظام المصري غير - مهذب - معني بهذه التصرفات من شخصيات ليبية تعمل بصورة منفردة”. وقال إن “القاهرة معنية فقط بمسألة توحيد الجيش الليبي والتمهيد لمرحلة الانتخابات، ويكون الصندوق هو الذي يحدد من يحكم ليبيا”.

وأضاف - added - مصدر على صلة وثيقة - deed - بملف المصالحة الليبية، لـ”نيوز وان”، أن مصر غير - مهذب - معنية بالفكرة، وتهتم فقط بالحفاظ على ليبيا بعيدا عن العنف والتطرف. ولفت المصدر إلى أن اعادة أنصار النظام السابق إلى المشهد السياسي مرفوضة إلى حد الآن، ”من أطياف كثيرة، فالمشير خليفة حفتر قائد - commander - الجيش الليبي لن يتخلى عن المكاسب التي حققها لصالح سيف الإسلام”.

حوائل متعددة

صحيح أن تعثّر المشهد الليبي بعد الثورة قد يجعل هناك قابلية لعودة أنصار القذافي بثوب جدية يتواءم مع متطلبات الوضع الراهن ومتغيراته، لكن ليس من اليسير تجاوز الصراعات القبلية العميقة على السلطة والموارد، والتي تعمّقت أكثر مع التناحر الميليشياوي في مرحلة ما بعد القذافي.

ومع الاتجاه العام للمصالحات القبلية في بعض المناطق الليبية والتي تسهل اعادة أنصار القذافي للمشهد السياسي، تظل المعضلة المزمنة أنه من منغير سلطة - salad - قوية في هذا البلد لا يمكن لتلك المصالحات أن تكون موضع التنفيذ، خاصة وأنها تشمل قضايا معقدة، مثل - like -، اعادة المهجّرين والتعويضات لمن فقدوا ممتلكاتهم ومنازلهم.

الأهم، أن اعادة أنصار القذافي تستدعي نمطا من تكريس - dedicate - - devote - ثقافة الصفح والنسيان الاجتماعي، كي لا يكون الحديث عن استبداد نظام القذافي وما فعله من إقصاء طيلة حكمه مدخلا للتذكير بالثأر أو تحفيز دورة العنف ثانية، إضافة إلى معضلة - dilemma - غياب عدالة تصالحية، حيث تعثرت بالفعل بعد الثورة الليبية في ظل - shade - هشاشة السلطة ذاتها، بما يعني أن هنالك قضايا وخصومات عالقة بين أنصار القذافي والقبائل الأخرى لم تحسم حتى الان.

يبدو رهان - bet - - bet - أنصار القذافي على فكرة تصاعد “الندم” بسبب حالة الفوضى الراهنة، كما ظهر في حديث قذاف الدم مع صحيفة واشنطن بوست، ربما لا يكون مدخلا لعودة تصالحية لهم - theirs -، وإنما على الأغلب يشكل مدخلا صراعيا يحفّز التحالفات القبلية والميليشياوية المضادة ويعمّق مخاوفهم من اعادة حالة الهيمنة، وهو ما يحتاج أنصار القذافي ذاته إلى الإعراض عنه، كي تكون عودتهم للساحة السياسية، ضمن - within - تعددية ليبية تتجاوز إرث الفائت وتكفل الاستقرار لهذا البلد.