أقراص "بلوكاتنس" لعلاج ارتفاع ضغط الدم تسبب السرطان article
قامت سهير الخمسينية بتفريغ محتويات عدة شرائط للأدوية معبأة بالحبوب المتنوعة لتتناولها قبل طعام الإفطار، صباح يوم الثلاثاء الماضي، من بين تلك...
معلومات الكاتب
قامت سهير الخمسينية بتفريغ محتويات عدة شرائط للأدوية معبأة بالحبوب المتنوعة لتتناولها قبل طعام الإفطار، صباح يوم الثلاثاء الماضي، من بين تلك الأدوية كانت أقراص "بلوكاتنس" التي تتناولها لعلاج ارتفاع ضغط الدم. وقبل أن تبتلع السيدة أقراصها دق جرس الهاتف، فأجابت ليُخبرها ابنها بألا تتناول ذلك الدواء.
وبهدوءٍ شديد أخذ الشاب يشرح لوالدته أن زميله في العمل كان يحدثه للتو عما قرأه بشأن ذلك الدواء الذي كانت تتناوله زوجته، ما دفع الأخير للقلق فتوجّه رفقة الزوجة للطبيب الذي أمرها بالتوقف عن الدواء على الفور لاحتوائه على مادة "الفالسارتان"، وكتب لها بديلًا له بعدما أوصاها أن تُحدث كُل مرضى الضغط في مُحيطها بعدم تناوله إن أمكن، ومراجعة طبيبهم ليكتب لهم بديلًا عنه.
ومُنتصف الشهر الحالي (يوليو) كان موعد المصريين مع الصدمة التي أصابت الكثيرين، بينما غفل عنها الأكثر، وذلك بعد أن أصدرت وزارة الصحة، ممثلة في الإدارة المركزية لشؤون الصيدلة، قرارًا بضبط وتحريز ما يوجد بالأسواق المحلية من الأصناف الدوائية المحتوية على مادة فالسارتان، بسبب تلوث تلك المادة، الموردة من إحدى الشركات الصينية، بشائب غير متوقع ولا يفترض وجوده مع المادة الفعالة، مما يشكل خطرا محتملا بمرض السرطان.
ويستخدم الـ"فالسارتان" لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم، والحد من المضاعفات مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية، كما يستخدم مع المرضى الذين لديهم قصور في القلب أو نوبة قلبية حديثة. وبرغم أن منشور إدارة الصيدلة رقم 51 لسنة 2018، طالب بسحب 14 عقارًا يدخل "الفالسارتان" في تركيبها. وذلك بعدما أوضحت الإدارة أنه تم إرسال هذا المنشور إلى الشركات المنتجة، لتجميد الأرصدة الموجودة لديهم من هذه التشغيلات، وارتجاع ما تم بيعه للصيدليات لمخازن الشركة لجميع المحافظات، فضلاً عن إبلاغ إدارة الصيدلة بمديريات المحافظات بالأرصدة والمرتجعات.
إلا أن ذلك لم يكن كفيلًا لإنهاء الأزمة، فأرض الواقع بدت مختلفة عن تلك المنشورات والقوانين. لم يُسحب "الفالسارتان" من الأسواق، بينما كان لبيزنس الدواء كلمةٌ أخرى للتحكم في مصائر المرضي. ودق هاتف "سارة" العشرينية، ليخبرها مديرها بضرورة حضورها على الفور للشركة لاجتماعٍ عاجل بشأن أزمة "الفالسارتان". لدى وصول الفتاة لمقر شركة الأدوية التي تعمل كإحدى مندوباتها كانت الأجواء مُلتهبة، الجميع في حالة توتر شديدة، بانتظار الاجتماع الذي سيعقده مدير الشركة التي توزع أكثر من عقارًا يعالج ارتفاع الضغط، ويحتوى على مادة الفالسارتان.
"فوجئت بالقرار اننا مش هنسحب كل كميات أدوية الفالسارتان، لكن هنبلغ الشركة بأي صيدليات أو مخازن عاوزة تعمل مرتجع".. قالتها سارة مؤكدة أن هناك العديد من الشركات التي قررت عدم سحب الأدوية من المخازن أو الصيدليات إلا في حالة رغبتهم بذلك، مشيرة إلى أن عملية إعدام تلك الأدوية في حال استرجاعها ستُكبد أي شركة مبالغ باهظة وخسارات كبيرة، وهو ما جعل العديد من الشركات تفضل وقف الاستيراد من الشركة الصينية على ألا تسحب أدويتها من الأسواق أملًا في نفادها سريعًا لتفادي الخسارة.
وبرغم أن منشور إدارة الصيدلة رقم 51 لسنة 2018، طالب بسحب 14 عقارًا يدخل "الفالسارتان" في تركيبها. وذلك بعدما أوضحت الإدارة أنه تم إرسال هذا المنشور إلى الشركات المنتجة، لتجميد الأرصدة الموجودة لديهم من هذه التشغيلات، وارتجاع ما تم بيعه للصيدليات لمخازن الشركة لجميع المحافظات، فضلاً عن إبلاغ إدارة الصيدلة بمديريات المحافظات بالأرصدة والمرتجعات. إلا أن ذلك لم يكن كفيلًا لإنهاء الأزمة، فأرض الواقع بدت مختلفة عن تلك المنشورات والقوانين. لم يُسحب "الفالسارتان" من الأسواق، بينما كان لبيزنس الدواء كلمةٌ أخرى للتحكم في مصائر المرضي.
قبل نحو أسبوع، دق هاتف "سارة" العشرينية، ليخبرها مديرها بضرورة حضورها على الفور للشركة لاجتماعٍ عاجل بشأن أزمة "الفالسارتان". لدى وصول الفتاة لمقر شركة الأدوية التي تعمل كإحدى مندوباتها كانت الأجواء مُلتهبة، الجميع في حالة توتر شديدة، بانتظار الاجتماع الذي سيعقده مدير الشركة التي توزع أكثر من عقارًا يعالج ارتفاع الضغط، ويحتوى على مادة الفالسارتان.
"فوجئت بالقرار اننا مش هنسحب كل كميات أدوية الفالسارتان، لكن هنبلغ الشركة بأي صيدليات أو مخازن عاوزة تعمل مرتجع".. قالتها سارة مؤكدة أن هناك العديد من الشركات التي قررت عدم سحب الأدوية من المخازن أو الصيدليات إلا في حالة رغبتهم بذلك، مشيرة إلى أن عملية إعدام تلك الأدوية في حال استرجاعها ستُكبد أي شركة مبالغ باهظة وخسارات كبيرة، وهو ما جعل العديد من الشركات تفضل وقف الاستيراد من الشركة الصينية على ألا تسحب أدويتها من الأسواق أملًا في نفادها سريعًا لتفادي الخسارة.
وداخل إحدى الصيدليات بمنطقة "الأميرية"، وقفت سيدة ستينية تسأل عن أحد أدوية ارتفاع ضغط الدم "دايسارتان"، لينظر مدير الصيدلية إلى الصيدلي الذي يجلس جواره، ثم يطلب منها أن تمهله لإحضاره. عقب ثوانٍ معدودة أحضر الدواء، فأخذته السيدة ودفعت ثمنه، ثم همت بالانصراف.
لكنها قبل أن تفعل انطلق ورائها الصيدلي خِلسة، دون أن يراه مدير الصيدلية، وهو يحذرها "بلاش تاخديه يا أمي، في مادة فعالة مش كويسة.. ويا ريت تروحي للدكتور يكتبلك بديل عنه". وقبل أن تتفوه السيدة بسؤالها التقط الشاب طرفه وأجابها "مكنتش أقدر أقولك كده قدام الدكتور اللي جوا لأنه مرجعوش وبيبيعه عادي".
على بُعد خطواتٍ قليلة من الصيدلية الأولى، دخلنا إلى نظيرتها، وسألنا عن عقار الـ"بلوكاتنس" بعد الحديث مع الطبيب عن أزمة "الفالسارتان" ليأتينا جوابه "مش كل الأنواع فاسدة أو مسرطنة، في تشغيلات مُعينة هى اللي بايظة عشان استوردت من الصين ودي أنا اتحملت خسارتها لأن المخازن مش راضية تاخدها، لكن أنا ببيع من التشغيلات السليمة".
ورغم محاولات بعض الصيادلة توفير الأدوية البديلة، أو ذات التشغيلات السليمة إلا أن هناك العديد من المستهلكين للأدوية التي تحتوى على مادة "الفالسارتان" مازالوا يستخدمونها ويسحبونها من الصيدليات، فبحسب دكتور "محمد أحمد"، أحد المسؤولين عن صيدلية بشارع أحمد سعيد بالعباسية، فإن عملية البيع لم تتأثر ولم يقل طلب الجمهور على أدوية الضغط التي يستخدمونها برغم احتوائها على الفالسارتان، وذلك لأن البعض لا يعلم بخطورة المادة أما البعض الآخر فهو يصر على تلك الأدوية نظرًا لارتفاع أسعار البدائل بـ20 جنيها في العلبة الواحدة "الناس بعضها بيقول ما احنا بناخده بقالنا سنين ومحصلش حاجة، اعتقد إننا محتاجين نعمل حملة توعية للجماهير على التليفزيون، مش بس نسحب الأدوية من الصيدليات".
وعلى عكس بعض الشركات التي لم تسحب العقار من السوق، سعت شركات أدوية لسحبه وإعدام كل "الباتشات" التي تحتوى على تشغيلات فاسدة، ومن بين تلك الشركات كانت الشركة التي تعمل "آيه" مندوبة توزيع لها.
"وزعوا علينا منشور وطبعناه وبقينا نلف بيه على الصيدليات والمخازن نناشدهم فيه يرجعوا كل الأدوية اللي شركاتنا وزعتها وبتحتوى على فالسارتان" تقولها آية وهى تظهر المنشور الخاص بشركتها، بينما تؤكد أنها واحدة من الشركات القلائل اللاتي اتبعن تعليمات منشور وزارة الصحة رقم 51 لسنة 2018.
غير أن عمل الفتاة اليومي الذي يقتضي مرورها بصفة مستمرة على بعض الصيدليات والأطباء والتواصل مع القائمين على المخازن، كشف لها أن جميع العقارات الخاصة بشركات أخرى لا تزل متداولة في الأسواق بشكلٍ عادي. فيما لا يعلم بعض المواطنين ما هُم على وشك مواجهته إثر تناول حبوب تحتوي على "الفالسارتان" يُفترض أن تخفض من نسبة ارتفاع ضغط دمهم، ولكنها في حقيقة الأمر قد تؤدي لإصابتهم بالسرطان.
Source link