روسيا تهدد بـ'رد قاس' على العقوبات الأميركية article
واشنطن - استهدفت واشنطن الجمعة الدائرة القريبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفرضها عقوبات على سبع من أكثر الشخصيات نفوذا في روسيا، ما يسا...
معلومات الكاتب
واشنطن - استهدفت واشنطن الجمعة الدائرة القريبة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفرضها عقوبات على سبع من أكثر الشخصيات نفوذا في روسيا، ما يساهم في تأجيج أزمة دبلوماسية وصفها البعض بأنها حرب باردة جديدة.
وتوعدت وزارة الخارجية الروسية بـ"رد قاس" على العقوبات الأميركية الجديدة، قائلة في بيان "لن نترك الهجوم الحالي أو أي هجوم جديد مناهض لروسيا دون رد قاس".
وأضافت أنه نظرا إلى "عدم توصلها لأي نتيجة مع 50 مجموعة من العقوبات السابقة، تواصل واشنطن التخويف من خلال رفضها (منح) تأشيرات أميركية، وتُهدد التجارة الروسية بتجميد الأصول، لكنها نسيت أن الاستيلاء على ملكية خاصة وأموال الآخرين يسمى سرقة".
وشددت الوزارة على أن الضغوط "لن تجعل روسيا تنحرف عن الطريق الذي اختارته. بل ستثبت فقط عجز الولايات المتحدة عن تحقيق غاياتها، وتُعزز المجتمع الروسي". وتابعت "ننصح واشنطن بالتخلص سريعا من وهم أنه يمكن الحديث معنا من خلال استخدام لغة العقوبات".
واعتبرت السفارة الروسية في الولايات المتحدة أن العقوبات الأميركية الجديدة "تستهدف الشعب الروسي"، متهمة واشنطن بـ"الرغبة في تقسيم المجتمع الروسي"، فيما رأى رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فلودين أنها "تهدف إلى إضعاف روسيا واقتصادها".
غير أن مسؤولين أميركيين رفيعين لفتوا إلى أن رجال الأعمال الأثرياء الروس الذين شملتهم العقوبات هم من "دائرة بوتين المقربة"، مشيرين إلى احتمال تجميد أي أصول يمتلكونها في مناطق خاضعة لسلطة الولايات المتحدة القضائية.
ومن بين الذين شملتهم العقوبات، قطب تجارة المعادن أوليغ ديريباسكا الذي يعتقد انه يعمل لصالح الحكومة الروسية، إضافة إلى مدير شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" أليكسي ميلر.
كما تضم القائمة سليمان كريموف الذي يخضع للتحقيق في فرنسا بسبب ادعاءات بإدخاله ملايين اليورو نقدا في حقائب، وكيريل شمالوف الملياردير الذي يقال انه صهر بوتين.
وشملت العقوبات "روسوبورونكسبورت"، الشركة الروسية الحكومية المصدرة للأسلحة والتي تعد أداة رئيسية في جهود بوتين لدعم تحديث جيشه من خلال بيع المعدات العسكرية المتطورة في العالم.
في المجمل، استهدفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سبعة من أفراد الطبقة الثرية النافذة في روسيا و12 شركة يملكها أو يسيطر عليها هؤلاء إضافة إلى 17 مسؤولا روسيا رفيعا والشركة الحكومية لتصدير الأسلحة.
وقال مسؤول أميركي إن "الولايات المتحدة تتخذ هذه القرارات ردا على النهج الوقح المستمر والمتزايد للحكومة في القيام بأنشطة خبيثة حول العالم".
ومن بين تلك الأنشطة ذكر "احتلالهم المستمر لشبه جزيرة القرم وإثارة العنف في شرق أوكرانيا ودعم نظام (الرئيس بشار) الأسد في سوريا والأنشطة الخبيثة المستمرة عبر الانترنت".
وقال إن "الأهم من ذلك كله هو الرد على الهجمات الروسية المتواصلة لتقويض الديمقراطيات الغربية".
ترحيب بالخطوة الأميركية
ورحب الداعون إلى التصدي للكرملين بالخطوة الأميركية. وكتب بيل براودر، المتمول البريطاني المولود في الولايات المتحدة الذي قتل محاميه سيرغي ماغنتسكي في سجن روسي بعد احتجاجه على احتيال ضريبي، في تغريدة على تويتر أن واشنطن "تضرب أخيرا بوتين ورجاله في المكان الذي يؤلمهم".
وقال المحلل الروسي بوريس زيلبيرمان من "معهد الدفاع عن الديمقراطيات" للدراسات إن العقوبات قد تجعل حلفاء بوتين يستنتجون انه "إذا لم يحدث تغيير في سلوك الكرملين، فإنهم سيعانون، كما أن قدرتهم على الاستمتاع بغنائم فسادهم ستتعطل".
واتُخذت الإجراءات بموجب قانون أميركي تم تمريره لمعاقبة روسيا على خلفية اتهامها بالتدخل في سير الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 وشن هجمات الكترونية والتدخل في أوكرانيا وسوريا.
لكنّ إعلان الجمعة يأتي في وقت تواجه واشنطن وحلفاؤها أزمة دبلوماسية جديدة مع الكرملين على خلفية تسميم عميل سابق روسي مزدوج على الأراضي البريطانية.
ووقع ترامب على مضض "قانونَ مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات" في آب/أغسطس العام الماضي رغم إصراره على أن بنوده تتضمن "خللا كبيرا" كما انه يقوض صلاحياته في قيادة السياسة الخارجية.
التدخل في الانتخابات
لطالما نفى الرئيس الحديث عن أنّ نشاطات موسكو عبر الانترنت ودعايتها الإعلامية ساهمت في فوزه في الانتخابات، بموازاة سعيه إلى توطيد علاقاته ببوتين.
لكن الكونغرس أصر على مسألة التدخل الروسي، مستندا إلى أدلة من الاستخبارات الأميركية. وفي آذار/مارس، فرضت الإدارة عقوبات على 19 كيانا روسيا لشنهم "هجمات الكترونية خبيثة".
توازيا، وجه المدعي الخاص روبرت مولر الذي يحقق في التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية اتهامات لـ19 شخصا بينهم 13 مواطنا روسيا في وقت رجحت تقارير بأن يطلب استجواب ترامب شخصيا.
وأكد مسؤولون أميركيون أن تحركهم ضد أصحاب النفوذ الروس مرتبط جزئيا بقضية التدخل الروسي في السياسة الأميركية لكنهم أصروا على أن الأمر لا يقتصر على ذلك.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين إن "الحكومة الروسية تعمل لصالح الأوليغارشية والنخبة الحكومية".
وأوضح أن "الأثرياء النافذون وأفراد النخبة الروسية الذين استفادوا من هذه المنظومة الفاسدة لن يعود بإمكانهم النأي بأنفسهم عن عواقب أنشطة حكومتهم المزعزعة للاستقرار".
مادة سامة للأعصابوما ساهم في تدهور العلاقات إلى مستوى الحرب الباردة، هو تسميم عميل مزدوج روسي سابق على الأراضي البريطانية الشهر الماضي.
ويتعافى سيرغي سكريبال وابنته يوليا في المستشفى من هجوم بمادة سامة للأعصاب، غير أن مسؤولين في بريطانيا وحليفتها الولايات المتحدة يقولون انه تم تسميمهما بغاز "نوفيتشوك" السوفياتي الابتكار وأن الاستخبارات الروسية وحدها قادرة على استخدامه.
وردت إدارة ترامب بطرد 60 دبلوماسيا روسيا اتهمتهم بالتجسس عليها، فردّت روسيا بالمثل.
وردت شركة روسوبورونكسبورت لتصنيع الأسلحة على العقوبات بقولها "إن استهداف هذه الشركة يؤكد الهدف الحقيقي للعقوبات.. وكل هذا الحديث الكبير والاتهامات مجرد مبرر لإخراج روسيا من سوق السلاح العالمي وهذا نوع من المنافسة غير النزيهة".
Source link