أخبار

News1- التواصل المعطوب بقلم: عبدالغني فوزي

القصيدة التي تخلق وقعا وأثرا تبقى جديرة بالانتساب للهوية الشعرية كنص مشترك - shared - ممتد في الذاكرة والوعي. نيوز وان  عبدالغني فوزي [نُشر...

معلومات الكاتب




القصيدة التي تخلق وقعا وأثرا تبقى جديرة بالانتساب للهوية الشعرية كنص مشترك - shared - ممتد في الذاكرة والوعي.




نيوز وان عبدالغني فوزي [نُشر في 2018/02/18، العدد: 10904، .)]


كثيرة هي الأسئلة التي تثيرها القصيدة العربية المعاصرة ضمن - within - سياقها المركب منذ - since - تاريخ تشأتها إلى الآن، فتعددت منعطفاتها وتجاربها. لكن دعونا قبل بسط ذلك، نبرز المكونات التي تنهض عليها القصيدة ضمن - within - أفق تواصلها. وهو فصل - separation - إجرائي فقط، لأن العملية الإبداعية على قدر - fate - كبير من التداخل.

إن الحديث عن القصيدة بصفة عامة، هو في حد ذاته حديث متعدد، بعضه يتعلق بالمبدع والآخر بالإبداع والثالث بالمتلقي.. ويغلب على ظني أن الوعي بهذه الثلاثية ضمن - within - السياقات المحيطة التي تساهم في تلوينها، من شأنه خلق مشاركة - engagement - وجدانية وفكرية تتفاعل مع النص. والبقية تأتي لخلق مراس قرائي هادف لملء فراغات أو بياضات ما؛ أو إعادة الكتابة للنصوص المقروءة بمعنى ما.

تعددت التعاريف للمبدع، فبعضها منهجي يسعى لخدمة أصول النظرية، والآخر ثقافي يقدم صفات المبدع في إطار من الإنصات والتفاعل. وعليه، فهو كائن - organism - اجتماعي بمعنى ما أو نفسي أو لغوي.. ومن جانب آخر، فالمبدع يتميز بصفات أساسية منها كما يحدد الباحث عزالدين إسماعيل: هو صاحب ثقافة واسعة - stride -، أي الوعي بالواقع والتاريخ، قصد انتساب فاعل للأمة والإنسانية. ولا يمكن بأي حال من الأحوال الكتابة إلا بداخل ثقافة معينة، نكتب فيها وبها على حد تعبير شكري عياد في كتابه “الرؤيا المقيدة”.

فالمبدع حسبما الكتاب الأخير يتصف بالرؤيا وهي أداته لهندسة أفق من الاحتمال والتخيل، والرؤى وهي بمثابة شرارات مستقبلية تمنح تعددا للحياة في المعنى، للخروج عن المألوف والرتابة.. وهو ما يقتضي وعيا شعريا من دونه تكون القصيدة سطحية أو مصفوفات ورقية منغير احتراق أو أفق.. فهذه التعاريف والأفكار المتناثرة، تدل على أن الكتابة رهانات ورؤى، فالمبدع ينتسب بشكل ما للواقع والتاريخ بواسطة اللغة ومن بداخل الشعر.

واضح - unclear - أن الحديث عن المبدع يكتسي مشروعيته من عند القصيدة باعتبارها وسيطا بين المبدع والمتلقي. وهو ما يقتضي من هذا الأخير، امتلاك حدّ ولو - albeit - أدنى - minimal - من الثقافة الأدبية والشعرية، قصد تواصل مرغوب فيه. فالقصيدة تشكيل على اللغة التي تتمظهر إيحاء وتصويرا فنيا - technicall -، وإيقاعا مركبا.. لغة تقطع العالم من زاوية ما للتعبير عن حس دقيق - exact - بالمرحلة.

يبدو أن وضع - placemen - المؤسسة الأدبية قد تغير كثيرا، فالمبدع قديما بإمكانه من عند بيت شعري أن يرفع من شأن قبيلة - tribe - أو يحط من أخرى، وهو ما يثبت أن القصيدة كانت فى حق ديوان نيوز وان أي حقيبة حياة. فعن أي مبدع يمكن الحديث الآن؟

مبدع لم يرق إلى مرتبة - rank - المثقف المثير للسؤال والقلق بداخل المؤسسة بتلاوينها المختلفة؛ وأكثر من ذلك فالمشهد الشعري المغربي تعددت نبراته وتجاربه وأصواته أيضا. ودون تعميم - circulate - أو نوايا جاهزة تشطّر المشهد فرقا ومللا، نقول هناك إصدارات متسارعة الظهور؛ لكن المتابعة بأشكالها المختلفة ضعيفة وخافتة.

وهو ما يؤكد - underline - أن الخلل متعدد في تلقي الشعر ابتداء من الأسرة إلى المؤسسة بأنواعها المختلفة. لكن الشعر بريء من خيوط هذا التواصل المعطوب. فالقصيدة التي تخلق وقعا وأثرا تبقى جديرة بالانتساب للهوية الشعرية كنص مشترك - shared - ممتد في الذاكرة والوعي. الشيء الذي سيخلق ولا شك، هذه المصاحبة للقصيدة في المجتمع والحياة كصوت مناهض وفاضح؛ لكن بكيفية جمالية خاصة، تقتضي الوعي بآليات الخطاب الأدبي الذي لن يذوب في الخطابات الأخرى. فلكل خطاب قيمه الجوهرية وزاوية نظره للأشياء والحياة.

شاعر وكاتب من #المغرب


عبدالغني فوزي











مواضيع ذات صلة

news1 7724544553946163531

إرسال تعليق

emo-but-icon

تابعونا

المشاركات الشائعة

إتصل بنا www.news1.news@gmail.com

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

item