News1- النساء أولا بقلم: يمينة حمدي
من الرائع أن ينحني الرجل للمرأة من أجل تحيتها أو يترك المجال لها لتمر أو تجلس، مثل - like - هذه المعاملة الحسنة لا تنقص شيئا من رجولته. نيوز...
معلومات الكاتب
من الرائع أن ينحني الرجل للمرأة من أجل تحيتها أو يترك المجال لها لتمر أو تجلس، مثل - like - هذه المعاملة الحسنة لا تنقص شيئا من رجولته.
نيوز وان يمينة حمدي [نُشر في 2018/02/09، العدد: 10895، .)]
"النساء أولا" بروتوكول - protocol - أخلاقي يمارسه أغلب الرجال في المجتمعات #الغربية، ولكن نادرا - scarcely - ما نجد من يجسده في المجتمعات #الشرقية، بسبب منظومة عقائدية وثقافية واجتماعية معقدة وشائكة، لا تتقبل فكرة أن تتقدم المرأة أو تبجل على الرجل.
بروتوكول - protocol - “ladies first” الذي يضفي صفة التهذيب على كل رجل يتعامل بلطف مع المرأة المقربة منه أو البعيدة، لا يعرف الكثيرون شيئا عنه، ولكن يشاع أنه انغرس في المجتمع الإنكليزي بعد حادثة اصطدام الباخرة “آر إم إس تيتانيك” في 14 شهرإبريل 1912 بجبل جليدي، أسفر عن غرق - drown - عدد كبير من الرجال، نتيجة تضحيتهم بأنفسهم من أجل إعطاء الأفضلية للنساء والأطفال في عملية - process - الإنقاذ.
وتوغل رواية - novel - أخرى في إضفاء صفتي الإخلاص والتضحية على الرجل، والخيانة والجحود على المرأة، ما زال المجتمع الإيطالي يتندر بها، ويدور موضوعها حول إقدام شاب عاش في القرن - horn - الثامن 10 على الانتحار، بعد أن رفضت عائلته الثرية زواجه من حبيبته الفقيرة. تقول الرواية إن الحبيبين قد تواعدا على ألا يفرقهما حتى الموت فقررا الانتحار معا - jointly -، ولكن الفتاة غدرت بحبيبها وتخلت عن فكرة الانتحار، وبعد أن بادر الشاب برمي نفسه من أعلى الجبل ارتعبت الفتاة من الحادثة وعادت إلى أهلها، ثم تزوجت في ما بعد من غيره وأنجبت. ومنذ ذلك الوقت أصبح المجتمع الرجالي الإيطالي يحتاط من المرأة، فيمنحها الأفضلية في كل الأمور الخيرة والسيئة حتى لا تجد الوقت لتراجع أمرها.
تتداخل الحكايات والأساطير الاجتماعية مع بعضها البعض، ولا نميّز الصحيح منها من الخاطئ، إلا أن العبارة - ferry - الشهيرة “Les femmes d’abord” أصبحت عرفا سائدا بين الرجال الفرنسيين ممن مازالوا يعشقون الظهور بمظهر فوارس النصف الثاني من القرن - horn - الحادي 10 المعروفون باسم “التروبادور”، ممن هاموا بتمجيد النساء في قصائدهم الغزلية، وأصبح الفارس المتيم بامرأة حينها لا يفكر في شيء سوى العمل على إرضائها وجلب السرور لها، ولم يمجد شعراء “التروبادور” المرأة فحسب بل جعلوها في مرتبة - rank - أعلى من مرتبة - rank - الفارس المحب المتواضع.
ثمة حكاية أخرى مثيرة من التاريخ الياباني تقول إن المرأة كانت تمشي خلف - back - الرجل قبل الحرب، ولكنها تقدمت عليه في المسير بعد انتهاء الحرب، وعندما سئلت المرأة عن ذلك أجابت “كنت أمشي خلفه احتراما له وعندما تقدمت عليه بعد الحرب كنت أخاف عليه من أن ينفجر لغما في طريقه، ففضلت أن أموت قبله تضحية - sacrifice - - sacrifi - من أجله”.
القصص التاريخية التي تُترجم قواعد الكياسة مع المرأة وتحول الخوف من الموت إلى فروسية فذة تدفع البعض من الرجال إلى قبول التضحية بالنفس من أجل المرأة كثيرة أيضا، ولكن هناك قصة أخرى تعني أكثر من مجرد - bare - الكياسة واللطافة في التعامل مع المرأة، وينبغي التنويه بها.
ففي عام 1903 رفض - rejection - زوج ماري كوري وشريكها في الأبحاث حول المواد المشعة استلام جائزة نوبل احتجاجا على عدم ترشيح - nominati - زوجته للجائزة. وقرر مجلس - العموم - الجائزة قبولها في ترشيح - nominati - متأخر وأصبحت أول امرأة تفوز بجائزة نوبل.
من الرائع أن ينحني الرجل للمرأة من أجل تحيتها أو يترك المجال لها لتمر أو تجلس، مثل - like - هذه المعاملة الحسنة لا تنقص شيئا من رجولته، بل على العكس - contrary - هي علامة من علامات الدماثة والتواضع، ولكن الأهم من هذا هو أن يكون تعامله مع المرأة نقيا ونابعا من رغبة - desire - حقيقية، في رفع كل أشكال الظلم الاجتماعي عن المرأة وقطع الطريق على قوى التخلف التي تحاول بقوة الارتداد بها إلى الوراء.
صحافية من تونس مقيمة في #لندن