News1- زوجات الأدباء.. الظل المختفي بين الكتب بقلم: وارد بدر السالم

معلومات الكاتب

الكاتب : Aya Hassan

نماذج نسوية كثيرة على مدار التاريخ الإنساني تركن حضورهنّ البارع في حياة أزواجهنّ المؤلفين وكنّ الظل المخفي لهم - theirs - وهو ظل - shade - فيه من الإيثار والوفاء.

نيوز وان وارد بدر السالم [نُشر في 2018/02/15، العدد: 10901، .)]

في مقولة “كل عظيم - mighty - وراءه امرأة” إشكالية اجتماعية على الأغلب ليست ثابتة بشكل نهائي، فإن كان القصد إبراز - highlight - دور المرأة كطاقة خلاقة تدفع الرجل إلى العطاء والاستثناء في مسارات الحياة؛ فهذا وارد في نشاطات الحياة عند الكثيرين، لا سيما زوجات الأدباء اللواتي يعشنَ غالبا خلف - back - قناع - mask - الأديب ووراء حائطه. فمثل هؤلاء النساء لهنّ خصوصية - privacy - كما يبدو في الأثر الإبداعي الذي يتركه معظم المبدعين، وهي خصوصية - privacy - محكومة بظرفها الاجتماعي وربما السياسي العام، كما في حالة سولجنستين الذي لم تتلكأ زوجته في تهريب أعماله لأنها تعرف “حالة المنشق” التي كان يعيشها زوجها.

وهكذا نجد مع الاستعراض السريع أن بعض الزوجات برزن بأدوارهنّ المخفية والجمالية والاجتماعية والأخلاقية كرديفات للمؤلف – الزوج ومغذّيات لنشاطه الأدبي، حينما صار البعض منهنّ القلم واليد معا - jointly - وبعضهنّ العين التي يُرى بها، ومنهنّ مَن تحولن إلى مضخّات عقلية ناشطة في سبيل تبوُّء أزواجهنَ المراكز الإبداعية والاجتماعية المرموقة، كما في أنموذج الفرنسية سوزان زوجة طه حسين التي عاشت معه خمسين عام تقريبا بحب وإخلاص وإيثار والتي وصفها بأنها “ملاك” وبفضلها تعلّم اللغتين الفرنسية واللاتينية. أو ما يكتبه الأدباء المصريون عن زوجة نجيب محفوظ السيدة عطية الله بوصفها امرأة نادرة في محيط هذا الروائي - novelis - الدؤوب على الكتابة والعزلة الزمنية التي يجيد توقيتاتها، فوفّرت له جوّا مثاليا غاية في الدقة والسكينة، وهو ما يحتاجه أي كاتب - clerk - مبدع.

وفي حالة نادرة بين زوجات الأدباء العراقيين يبرز دور السيدة “قدامة” التي ما تزال ملازِمة للروائي عبدالخالق الركابي وتنسخ له كل رواياته الطويلة من منغير تعب أو ملل على مدار أعوام طويلة - prolonged -، والركابي تعرض - exposure - في مطلع الثمانينات إلى حادثة أورثته بعض الشلل في أطرافه فتعسّرت الكتابة بين أصابعه إلى حد ما، لذلك كانت هذه الزوجة المثابرة هي البديل - variant - عن أصابعه والعقل الآخر الذي سار بمحاذاة مؤلفاته الروائية باستنساخ شاق وبصبر عجيب.

نماذج نسوية كثيرة على مدار التاريخ الإنساني تركن حضورهنّ البارع في حياة أزواجهنّ المؤلفين وكنّ الظل المخفي لهم - theirs - وهو ظل - shade - فيه من الإيثار والوفاء ما يطغى على تفاصيل - elaborate - حياتية كثيرة في العلاقات الزوجية لا سيما الطويلة منها؛ فـ آنّا زوجة دوستويفسكي رهنت ثيابها ذات مرة لتوفير بعض الزاد لبيتها، وزوجة تولستوي نسخت له ملحمة “الحرب والسلام”، وكان نابوكوف يقول عن زوجته فيرا “من دونها لم يكن ممكنا أن أكتب كتابا واحدا”، وكانت فيرا مترجمة أعماله إلى اللغات الأخرى.

هناك شهرة - fame - فائقة للسيدة ميرسيديس زوجة ماركيز في مواقف كثيرة قالها ماركيز عنها، منها حينما رهنت السخانة الكهربائية - electric - ومجفف الشعر لتسديد المستحقات البريدية لإرسال رواية - novel - “100 عام من العزلة - isolation -” إلى الناشر ولم يتبق في منزلهما أي شيء سوى الآلة الكاتبة التي كانت مصدر الكتابة والرزق.

هناك ما يعاكس هذا الإطراء اللامحدود لبعض الحالات الزوجية من كلا الفريقين – الزوج والزوجة- وهذا التعاكس له أسباب نفسية واجتماعية في غياب الثقة والتفاهم وربما الغرور في مناخات كثيرة، فعارضة الأزياء لاكاشمي طليقة الروائي - novelis - سلمان رشدي عرّت حياة رشدي الشخصية بشكل فظيع وكشفت الوجه الآخر لهذا المبدع العالمي وفضحت ذكوريته وقالت إنه “لا يشبع جنسيا - sexual -” في محاولة لتقبيح سلوكيته الشخصية وتبديد الاهتمام العالمي لآثاره الروائية كونه دائم - standing - التطلع لجائزة نوبل؛ أما نورمان ميلر فقد - missing - قتل - killing - زوجته الثانية بطعنات سكين في حالة شذوذية غير سليمة - intact -، ومثله الأميركي وليم بوروز الذي أقدم على قتل - killing - زوجته خطأ بينما كان يلاعبها بلعبة “وليم تل” والأمثلة كثيرة في الحالات كلها.

لا نعرف هل أن كل عظيم - mighty - وراءه امرأة؟ أم قدر - fate -؟ أم حظ؟

كاتب - clerk - عراقي

وارد بدر السالم