News1- كيف نتعامل مع 'الإرهابي التائب'؟ بقلم: سعيد ناشيد
التعامل مع من كانوا قد سلكوا طريق الارهاب والإرهاب ثم تراجعوا أو عادوا عن أفعالهم لسبب أو لآخر، هو أمر - warrant - شديد التعقيد ويتطلب كمّا ...
معلومات الكاتب
- التعامل مع من كانوا قد سلكوا طريق الارهاب والإرهاب ثم تراجعوا أو عادوا عن أفعالهم لسبب أو لآخر، هو أمر - warrant - شديد التعقيد ويتطلب كمّا هائلا من الحذر - wary - - caution - في الاحتضان وأسلوب الرعاية - carer - خصوصا من النواحي النفسية، ذلك أن هذا النوع من البشر شديد الهشاشة والحساسية والي فكرة دفعه نحو ما يعرف بالاعتدال لن تجدي نفعا فالمؤكد أن لا تواجد لشيء اسمه المشروع - venture - الإسلامي خارج دائرة الجهاديين المتطرفين، هذا بالإضافة إلى ضرورة - necessity - الأخذ في الحسبان بأن الثقافة السائدة والسارية على الجميع هي ثقافة الدعوة - advo - - advocat - إلى العنف.
نيوز وان سعيد ناشيد [نُشر في 2018/02/02، .، .)]
طريق ملغومة لكنها سالكة
قد لا يكون التعبير دقيقا ومناسبا دوما حين نستعمل عبارة “الإرهابي التائب”، لكن للضرورة أحكامها، والحق يقال أيضا، فإن “التوبة” درجات، أوّلها شعور - sentiment - بالشك في جدوى العنف عمليا - practica -، أو بوادر الشك في ضمانات الثواب الأخروي، ومنتهاها قد يبلغ درجات الشك في كل الثوابت والمسلمات الموصوفة بـ”معلوم الدين بالضرورة”.
في مسار الشك هذا، قد لا يستقرّ “الإرهابي التائب” عند مستوى معين؛ فقد - missing - يتأرجح حينا من الدهر في مواقفه ومزاجه، ما قد يثير الريبة في أمره، ويجعل التصنيف ملتبسا أحيانا، لكن يجب أن ندرك في آخر المطاف بأن تحوله من التكفير إلى التنوير صيرورة شاقة وعسيرة، قد تأخذ قسطا من الزمن، وقد تتعثر عند حدود - frontier - معينة، وقد تنتكس في بعض الأحيان، لكن نتائجها حين تتحقق تكون مثمرة وحاسمة بكل المقاييس.
فمن باب المفارقات التي يجب استحضارها في هذا المقام أن الصادق في تطرفه سيكون صادقا في تراجعه أيضا حين يقرر امتلاك الشجاعة - courage - الكافية للتراجع، لا سيما عندما يتعلق الأمر بأحد “المريدين”، وهذا بخلاف الإسلامي الموصوف بالوسطية والاعتدال، والذي لا ينتهي الحوار معه في العادة إلى أي نتيجة مؤكدة طالما “كل يوم هو في شأن”، يُسمعك الكلام الذي تريد سماعه، يمنحك الوجه الذي تود أن تراه، وفي آخر المطاف لا تدري مع أي الأقنعة تتعامل؟ والمؤكد أن لا تواجد لشيء اسمه المشروع - venture - الإسلامي خارج دائرة الجهاديين المتطرفين. لذلك، في مواجهة - confronta - هؤلاء لا يملك الإسلاميون المعتدلون من أطروحة مضادة - counter - غير الهمس “بعدم الاستعجال”.
ثقافتنا بالكامل مذنبة وذات نزوع عدائي لأنها هي التي دفعت - paid - بالإرهابي وبأمثاله إلى أن يتصرفوا بالنحو الذي تصرفوا به
بكل تأكيد - assert - –أو هذا هو الأهم- ليس دورنا أن نتفرّج على الحال وننتظر المآل ثم نصدر الأحكام، أو نزعم بأننا كنا نمتلك توقعات - forecas - صادقة، أو كنا نعلم ما لا يُعلم، لكن دورنا الحقيقي أن نساهم في ترجيح المآلات الإيجابية مهما بدت ضئيلة. وللتذكير أيضا فإن البشائر الواعدة لا تبدو في البدء وفي العادة إلا كفرص ضئيلة.
أولى منطلقات التعامل مع “الإرهابيين التائبين” أن ندرك أن للتراجع درجات متفاوتة في المستوى - level - النفسي والثقافي، يصعب أن نؤطرها بواسطة معايير قانونية أو أخلاقية نهائية. لذلك يبدو العالم بأكمله حائرا في إيجاد الوصفة - prescr - المناسبة للتعامل مع “الإرهابيين التائبين”، سواء من هؤلاء من تورط في جرائم قتل - killing -، أو من رجع من ساحات القتال، أو من كان على وشك تنفيذ - execute - عمليات إجرامية، أو من انتهى - finished - عقوبته السجنية.
عموما، لكل جريمة عقوبة مناسبة. وعدم الإفلات من العقاب قاعدة أساسية من قواعد العدالة، لكن في ما وراء العقاب يبقى - stay - السؤال مقلقا ومعلقا: كيف نتعامل مع الإرهابي عند وبعد انتهاء مدة - duration - العقوبة؟ لن تكون الإجابة بسيطة طالما “التوبة” صيرورة تستغرق زمنا وتتميز بوضعية نفسية ووجدانية بالغة الدقة والتعقيد.
رأس الخيط الأساسي الذي يجب الإمساك به أن ندرك بأن “الإرهابي التائب” يعاني من حالة عاطفية بالغة الهشاشة، تلازمه وقتا قد يطول وقد يقصر، وذلك بسبب أزمة ذنب مركبة، مزدوجة، وذات اتجاهين متضاربين:
ثمة من جهة أولى اتجاه يدفع به نحو الشعور بالذنب - guilt - إزاء الجرائم التي قد يكون اقترفها أو كان ينوي اقترافها، يقابله من جهة ثانية اتجاه يدفعه نحو الشعور بالذنب - guilt - بسبب خوفه من فقدان إيمانه الديني جراء الخطوات التنويرية التي يكون قد بدأها.
عند تراجعه لا يعرف أين يجب عليه أن يتوقف؟ هنا مكمن الخوف لديه. عادة - typically - ما يقال له: ايقاف عند الوسطية والاعتدال، لكنه أعلم الناس بأن الوسطية والاعتدال مجرد - bare - نطاق منزوعة المواقف، أقرب إلى النفاق الديني منها إلى التدين الصادق، في حين أنه أحوج ما يكون إلى مواقف تعيد إليه توازنه الروحي بوضوح - articulate - وصدق وانسجام. إن مطلب الانسجام لهو مطلب روحي - spiritual - بالأساس. لذلك تظل مواقفه متسمة بنوع من الهشاشة التي تجعله معلقا بين نوعين من المخاوف: الخوف من أن يقوده التراجع إلى فقدان دينه، والخوف من أن يعود مرة أخرى إلى فقدان ذاته. هناك ثلاث مراحل أساسية يمر بها الإرهابي:
أولا
يجب أن ندرك في آخر المطاف بأن تحوله من التكفير إلى التنوير صيرورة شاقة وعسيرة، قد تأخذ قسطا من الزمن، وقد تتعثر عند حدود - frontier - معينة، وقد تنتكس في بعض الأحيان، لكن نتائجها حين تتحقق تكون مثمرة وحاسمة بكل المقاييس
ثانيا
المرحلة الثالثة
أفلاطون نفسه من أكد بأن التفكير لا يكون ممكنا إلا في الأشياء التي تثير - evoke - في العقل انطباعين متناقضين. هذا ما يحدث بالضبط حين تثير - evoke - صورة الذات عند الإرهابي انطباعين متناقضين: مجرم أم مجاهد؟ غالبا ما تبدأ هذه المرحلة في فترات السجن - jail - الانفرادي حين تختلي الذات بذاتها، بمعزل عن غرائز الجموع و”القطيع” ، لكنها أيضا مرحلة انتقالية قد تمتد إلى ما بعد العقوبة السجنية زمنا طويلا، وتحتاج إلى مقاربة إصلاحية متكاملة. في كل الأحوال، ثمة ثلاث حاجيات يحتاجها الإرهابي التائب:
أولا
ثانيا
ثالثا