News1- السلام وسياسة التنمر الأميركية بقلم: كافي علي
يحتاج نيوز وان إلى التعامل مع الأحداث التي تتعلق بالقضية الفلسطينية سياسيا لا انفعاليا. لا فائدة - utility - من غضب - anger - يعزز مفهوم - u...
معلومات الكاتب
يحتاج نيوز وان إلى التعامل مع الأحداث التي تتعلق بالقضية الفلسطينية سياسيا لا انفعاليا. لا فائدة - utility - من غضب - anger - يعزز مفهوم - understandable - المؤامرة ومحاولات إعلام أحزاب الإسلام السياسي لشل العقل العربي في متاهاتها.
نيوز وان كافي علي [نُشر في 2018/02/17، العدد: 10903، .)]
ما هي مصلحة إسرائيل من السلام مع الفلسطينيين، وكيف يخدم مشروع السلام بنيامين نتنياهو وأحزاب اليمين الإسرائيلي؟ كيف يخدم الاستقرار إسماعيل هنية وأحزاب الإسلام السياسي في فلسطين؟ وكيف يخدم هذه العلاقة بين الأحزاب الصهيونية وأحزاب الإسلام السياسي القائمة على فلسفة الصراع بين الأضداد، حيث يؤكد - underline - كل منهما كينونة الآخر، كيف لها أن تنتهي بسلام؟
إبادة الصهاينة للفلسطينيين تحتاج مقاومة تبررها دوليا، والمقاومة الإسلامية تحتاج حربا ترفعها جماهيريا، وما قتل - killing - الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات برصاصة إخواني سلفي ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين برصاصة يميني متطرف إلا إعلان صهيوني إسلاموي على عملية - process - السلام؟
لم تكن عملية - process - السلام إلا عونا وعزاء قدمته الأحزاب الليبرالية في إسرائيل للشعب الفلسطيني مقابل - versus - التعايش على الأرض بسلام، لكنها عمليا - practica -، ضربة - blow - موجعة لتجار الأوهام المقدسة وأحزابهم من اليهود والمسلمين على حد سواء. الأحزاب التي أسست كياناتها على معاداة الآخر لإحراز الانتصارات المقدسة، وحققت شعبيتها بالحرب وإبادة الآخر من أجل البقاء.
لا شك بأن سياسة التنمر التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الفلسطينيين، وفي مقدمتها توقيعه على قرار نقل - carriage - سفارة - embassy - بلاده إلى القدس، تعتبر تقويضا لعملية السلام، ومدعاة لغضب الجماهير العربية والإسلامية، لكن الغضب ردة الفعل السهلة للعاجزين عن إيجاد الحلول، وهو حاجة الصائدين في الماء العكر لتعزيز مصالحهم. ماذا فعلت موجات غضب - anger - الجماهير العربية للعدوان الأميركي على #العراق أكثر من استهلاك الحناجر للصراخ؟
من هذا المنطلق يحتاج نيوز وان إلى التهدئة والتعامل مع الأحداث التي تتعلق بالقضية الفلسطينية سياسيا لا انفعاليا. لا فائدة - utility - من غضب - anger - يعزز مفهوم - understandable - المؤامرة ومحاولات إعلام أحزاب الإسلام السياسي لشل العقل العربي في متاهاتها. قدرة الإنسان لا تكمن في تنفيذ - execute - الإنجاز أو الغاية، بل قدرته تكمن في فهم الأسباب وتسخيرها للوصول إلى الغاية. والأسباب التي دفعت - paid - الرئيس الأميركي إلى سياسة البلطجة تتعلق بالشأن الداخلي الأميركي، حيث اختار رئيس البيت الأبيض تعذيب الطرف الضعيف لضمان دعم - backing - القوي.
أميركا في محنة داخلية أمنية واقتصادية، يحتاج نيوز وان ركوب - ride - موجتها واستثمارها للتوصل إلى سلام يتكفل للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة - legitim -. بإمكان الرئيس الأميركي أن يعقد صفقة - package - تجارية مربحة، أو صفقة - package - زواج من عارضة إباحية هاجرت إلى أميركا بحثا عن المال والشهرة، لكنه لا يقدر عقد - contract - صفقة - package - سياسية ناجحة. العقل والحكمة شرطان ضروريان للسياسي الناجح، وتاريخ ترامب الشخصي يؤكد - underline - افتقاره لهذين الشرطين، التاجر أو رجل المال مهمته الإنتاج لا الحكم - referee -، هكذا حكم أفلاطون في جمهوريته على ترامب تاجر - trader - العقارات. ترامب يشغله المنجز أكثر من الأسباب التي تؤدي إلى تحقيقه، وهذا أسلوب جديد في إدارة - administer - البيت الأبيض سيؤدي حتما إلى فوضى - chaos - وانقسامات تسبق - precede - الرجوع إلى الاستقرار، أو الانهيار المفاجئ للدولة العظمى. قد يبدو الأمر غير واقعي، لكنه يحدث الآن.
ترامب يشغله المنجز أكثر من الأسباب التي تؤدي إلى تحقيقه، وهذا أسلوب جديد في إدارة - administer - البيت الأبيض سيؤدي حتما إلى فوضى - chaos - وانقسامات تسبق - precede - الرجوع إلى الاستقرار، أو الانهيار المفاجئ للدولة العظمى
قرار دونالد ترامب حول القدس جاء نتيجة حاجته الملحّة لدعم اللوبي الصهيوني الأميركي في مواجهة - confronta - الحرب التي يشنها خصمه السياسي والرأي العام الأميركي ضده. قضية التحقيق في الصفقات التي مهدت الطريق أمامه للرئاسة، وفي مقدمتها التدخل الروسي في انتخابات عام 2016، واتهامات السود له بالتمييز العنصري، وإجراءاته التعسفية تجاه المهاجرين، وتعالي أصوات البيض المشككين بقدراته العقلية، الحفر الإعلامي في تاريخه الشخصي بكل ما يحتويه من فضائح، ونقد أصحاب النّفوذ لسلوكياته وأخلاقياته في التعامل مع الأزمات، بالإضافة إلى عجزه عن إيجاد حلول حقيقية وملموسة للأزمة الاقتصادية التي تعصف ببلاده، جميعها أسباب دفعت - paid - الرئيس التاجر إلى التشبث بوعوده الانتخابية للوبي الصهيوني، ومحاولات تنفيذ - execute - ما يمكن أن يتكفل دعمه وانتشاله من محنة الإطاحة به.
وبالفعل كان انتقاله بقرار الكونغرس الأميركي حول نقل - carriage - السفارة الأميركية إلى القدس من مرحلة التأجيل إلى مكان التنفيذ خطوة ضمنت له دعم - backing - الصهاينة والمتصهينين في أميركا، وانتقلت به من دائرة الاتهامات إلى عبقرية تنفيذ - execute - الإنجازات، وهذا ما بدا واضحا في كلمته الأولى أمام الكونغرس الأميركي، حيث رافق تصفيق الحضور - attendance - كل فقرة استعرض من خلالها إنجازاته الوهمية لأجل لترسيخها.
تحدث ترامب في كلمته أمام الكونغرس عن 2.4 مليون وظيفة جديدة، منغير أن يذكر بأن تراجع - retreat - معدل البطالة في الولايات المتحدة ليس نتاج عبقريته السياسية، وإنما نتاج خطة اقتصادية وضعتها الإدارة الفائتة منذ - since - تاريخ الأزمة الاقتصادية عام 2008، حيث وصلت البطالة في أميركا إلى أعلى مستوياتها، ثم بدأت بالانخفاض التدريجي حتى وصلت إلى ما وصلت إليه عند خطابه. أما قرار خفض الضرائب فليس في حقيقته غير إجراء ترقيعي لإلغاء أهم إنجاز حققته الإدارة الفائتة، وهو قرار التأمين - insure - الصحي الذي أقره الكونغرس في فترة الرئيس السابق باراك أوباما.
معدل المشردين في أميركا يتراوح بين 2.3 و3.5 مليون، وهي نسبة يتصدرها العاطلون عن العمل، أما نسبة أصحاب الدخل المحدود فيها فقد - missing - ارتفع حسب - depending - الإحصائيات الرسمية من 10.2 مليون في عام 2010 إلى 10.4 مليون عام 2011 ضمن - within - معدل قابل للارتفاع، حسبما هذه الإحصائيات ويعتبر قرار إلغاء قرار التأمين - insure - الصحي مقابل - versus - خفض ضريبي بمعدل 2000 دولار لعائلة تتكون من أربعة أفراد، إنجازا وهميا لا يستوعبه إلا عقل ترامب ومؤيديه، إذا أخذنا بنظر الاعتبار المبلغ الذي تدفعه العائلة الأميركية من دخلها الشهري لشركات التأمين - insure - الصحي.
انتهاء الحرب الباردة وضع - placemen - أميركا في مواجهة - confronta - مباشرة - direct - مع مشاكلها الاقتصادية، لم تخدمها سياسة العسكرة واختلاق الحرب على الإرهاب لإيجاد الحلول، ولكن فجرت دوافع الإرهاب فيها. عند العام 2017 وبداية العام 2018، شهدت أميركا 18 حادثا إرهابيا، آخرها كان إطلاق النار في مدرسة ثانوية في فلوريدا أدى إلى غضب - anger - رسمي وشعبي على فشل الإجراءات الأمنية في رفض - rejection - الحوادث الإرهابية.
على صعيد السياسة الخارجية لم تتمكن سياسة الاقتصاد والتجارة الترامبية من استعادة - restorati - رؤوس الأموال الهاربة من أميركا إلى #الصين بحثا عن بيئة مستقرة وأيدي عاملة رخيصة. الضغوط الاقتصادية والأمنية التي يمارسها ترامب على #اليابان لم تحقق نتائج إيجابية للاقتصاد الأميركي بقدر زعزعتها لثقة #اليابان بالسياسة الأميركية الجديدة. رفض - rejection - الكونغرس الأميركي المقترح الذي قدمه ترامب لرفع الضرائب على شركة بومباردييه سيريز الكندية لم ينقذ شركة بوينغ الأميركية من أزمتها، حتى #كوريا الجنوبية استغنت عن خدمات ترامب ودخلت لأول مرة في حديث مباشر مع جارتها الشمالية، بعد الرد العبثي واللامسؤول لدونالد ترامب على تصريحات زعيم #كوريا الشمالية التي قال فيها إن زر إطلاق الأسلحة النووية دائما - invariably -ً على مكتبه، بالقول بأن الزر الذي لديه أكبر وأقوى بكثير. أما الحرب في #سوريا فقد - missing - عززت دور روسيا في الشرق الأوسط، ورفعت معدل صفقات السلاح بينها وبين دول المنطقة. ماذا ظل - shade - لأميركا غير مطاعم الماكدونالدز، وتنمر ترامب على الشعوب الفقيرة؟
كاتبة عراقية