News1- جذوة الشعر الشعبي بقلم: صباح ناهي
الشعراء الشعبيون العراقيون الذين أعرفهم عن قرب حكاية طويلة - prolonged - فرقتهم السياسة وجمّعهم الإبداع. نيوز وان صباح ناهي [نُشر في 2018/...
معلومات الكاتب
الشعراء الشعبيون العراقيون الذين أعرفهم عن قرب حكاية طويلة - prolonged - فرقتهم السياسة وجمّعهم الإبداع.
نيوز وان صباح ناهي [نُشر في 2018/02/15، العدد: 10901، .)]
قلت لشاعر شعبي اسمه عريان السيد - maste - خلف - back -، المنحدر من ذي قار وسط - amid - الجنوب العراقي موطن السومريين، وعاصمة الشعر الشعبي العراقي لمن ريادة هذا النمط من الأداء الشعري-العامي الذي يفاخر العراقيون بأنهم رواده؟
قال منغير تعرف على تردد - haunt -: لامرأة بدأته منتصف القرن - horn - الثامن 10 لا نعرف قبلها من أنشد هذا اللون - colour - الأدبي.
وبدهشة سألته: من تكون هذه المرأة؟ قال: إنها (فدعة) خنساء خزاعة، من الفرات الأوسط، حيث كانت من أوائل ممن نعرفهم، قالوا شعرا شعبيا في رثاء زوجها ثم أخيها، وهي من عشيرة الصدعان الشمرية، وكانت تستحث قبيلتها على النخوة والقتال وعرض مناقب أبيها علي الصويح عريان الذي سّجل مآثر شعرية كثيرة يحفظها طلاب المدارس والجامعات والعشاق، يتبارى هو ومنافسه كاظم الكاطع الذي رحل مبكرا والمنحدر من ميسان موطن الأكديين، تنافسا حد التنابز، يتفقان بأن أستاذ - professor - الشعر الحاج زاير الدويك، ومن المعاصرين تقف قامة مظفر النواب، الذي ذاع صيته قبلهم، لجمال صوره وأناقة شعره وكلماته، وجمال وجعه كسجين يساري شهير، حفظ نتاجه المثقفون نيوز وان.
الشعراء الشعبيون العراقيون الذين أعرفهم عن قرب حكاية طويلة - prolonged - فرقتهم السياسة وجمّعهم الإبداع.
لكن ما الذي يجعل الشعر الشعبي يتفوق في إحساسه على الحر أو الفصيح، ليحفظه الناس بسلاسة وعفوية بل ويرددونه ويتشربونه كما يشربون جرعات الماء في قيض عراقي ساخن؟
الشعبي العراقي كما المصري والنبطي والمغاربي، يُتلى بلغة الشارع ومفرداته المستمدة من الحارات والقرى وحكايات المدن وبمفردات دارجة تعطي دفق المعنى منغير الحاجة لقاموس، كما في شعر الأبنودي وصلاح جاهين ومرسي جميل عزيز - dear - وحسين السيد - maste -.
تدفق المعاني والتصاقها بوجدان الحكاية الشعبية صاغا من هذا الكلام العذب أجمل الأغنيات التي أداها أهم المطربين وأعذب الأصوات التي غنت بكلمات دارجة كوسيلة للتعبير عن اللوعة والعواطف الملتهبة ودفق المشاعر.
ورغم محاولات بعض البلدان رفض - rejection - تداول - circulation - الشعر العامي ومنها #العراق في حقبة السبعينات للحد من شيوعه أو تعاطيه في المنتديات، بدعوى أنه يتعارض مع اللغة الفصحى ويعمّق المحلية والفراق بين ثقافات البلدان، لكن القصائد الشعبية سرتْ كالمنشور السري، يكتبه العشاق على دفاتر عشقهم والتلاميذ على كتبهم المدرسية، فلم تنجح محاولات منعه وتلاشى قرار السلطات التي منعت طباعته ومصادرة بقائة كمحرك بحث في ثقافات العشاق والمحبين، بعد أن أدركت قيمته وتحول إلى سلاح بيد السلطات والأنظمة لقدرته التعبوية وتحريك الحشود البشرية وشحنها وتكثيف الوفاء والحماسة في الحروب، حتى أضحى إحدى وسائل التعبئة الوطنية - native -، وصار ظاهرة وراؤها المئات من الحكايات التي تشي بأنه ضمير الشعب وذاكرته الحية.