News1- قطار الزواج في #سوريا يتوقف عند محطة - terminal - الحرب

معلومات الكاتب

الكاتب : Aya Hassan

• الحرب لعنة تحلّ بالجميع، لا تستثني أحدا نساء ورجالا وشبابا وشيوخا وأطفالا، تحرمهم من أبسط حقوقهم وأمنياتهم، فلا يعيشون يومهم في أمان، ولاينظرون للمستقبل بتفاؤل، فشباب #سوريا غادروا ومات من ظل - shade - منهم في البلاد ولكنهم أصبحوا عاجزين عن الزواج بسبب غلاء المعيشة وتفشي البطالة، حتى أصبحت الفتيات يخفن أن يفوتهن قطار الزواج في مجتمع محافظ كانت الشابة فيه تتزوج قبل ان تصل إلى سن العشرين.

نيوز وان  [نُشر في 2018/02/20، العدد: 10906، .)]

الحرب تفسد الفرح

#دمشق – منذ - since - تاريخ أعوام، تحلم نور بوضع خاتم الزواج في إصبعها، لكن الارتباط بفارس الأحلام بات مهمة - assignment - صعبة في ظل - shade - وضع - placemen - اقتصادي متردّ، وبعدما أجبرت الحرب شباناً كثيرين على الهجرة أو الانضمام إلى القتال أو حتى أودت بحياتهم.

في كلية - faculty - الآداب في جامعة #دمشق، تتفحص نور، الشابة البالغة من العمر 30 عاما، أيادي صديقاتها لترى من منهنّ ارتبطت حديثا.

وتقول الشابة التي فضّلت استخدام اسم مستعار، “أتمنّى أن يزيّن خاتم الزواج إصبعي، لكن لم يبق شبان هنا، أعدادهم تتراجع عام بعد عام”.

تعتني نور كثيرا بمظهرها، ودائما ما تصبغ شعرها باللون الأشقر، تقول “أخاف من أن أرى شعرة بيضاء واحدة في رأسي - vertical - وأنا لم أتزوج بعد.. حينها سأفقد الأمل بكلّ تأكيد - assert -”.

أنهت نور دراستها في الاقتصاد منذ - since - تاريخ أعوام، لكنها عادت للتسجيل في قسم اللغة الإنجليزية لتخطّي “الفراغ، فلا صديق - pal - - boyfriend - ولا حبيب - darling - ولا زوج”.

قبل تخرّجها المرة الأولى، تروي نور أنها كانت تتلقى “عروضا شبه أسبوعية للزواج من المعارف والأقارب”، لكنها رفضتها حينها.

انتشار - prevalen - ظاهرة الزواج عن بعد، حيث يطلب أهل الشاب الفتاة ويعقد القران منغير أن ترى - deem - العروس عريسها

وتوضح، وقد ارتدت معطفا صوفيّا أسود - black - اللون - colour -، “أما اليوم، وقد بلغت الثلاثين، فقد - missing - انعدمت هذه العروض تقريبا، أو اقتصرت على هذه التي أراها غير ملائمة لزواج سليم - sound -، فهي إما من رجال متزوجين أساسا - fundamentally - وإما من كبار في السنّ”.

ويعدّ المجتمع السوري محافظا إلى حدّ ما، ويُتوقّع عموما من الفتيات الزواج في العشرينات من العمر، وإن كان ذلك يختلف بشكل أو بآخر بين المدن التي تعدّ أكثر انفتاحا والمناطق الريفية الأكثر محافظة، لكن الضغوط الاجتماعية بشأن الزواج باكرا تكاد تكون هي ذاتها.

وتقول أستاذة علم النفس سلام قاسم، إنه جرّاء الأزمة وبخلاف ما كان الوضع عليه قبل الحرب، “قد يصل - reach - سن الزواج إلى 32 عاما منغير اعتبار أن المرأة قد تأخّرت في زواجها”.

وتوضح أنه في السابق كان الموضوع أسهل، “فأهل الحي كانوا يعرفون بعضهم البعض ما يسهّل التعارف، أما اليوم فالعائلات صارت مشتتة”.

تلحّ والدة يسرى (31 عاما)، المترجمة في إحدى الدوائر الحكومية في #دمشق، عليها لإيجاد “العريس المناسب”، حتى أنها تكرّر على مسامعها “لا أريدك ان تصبحي عانسا” وهو مصطلح تُُعارض منظمات نسائية استخدامه لغير المتزوجات.

برغم إصرار - insistence - والدتها، تقول يسرى، “لا يشكّل تأخر سنّ الزواج هاجسا بالنسبة لي، لكنه يرتبط بشكل كبير بالمفهوم الاجتماعي الشائع، وبقلق الأهل من أن يفوتني قطار الزواج”، ما ينعكس “عبئا نفسيا وخوفا مضاعفا من المستقبل”.

في الإدارة الرسمية حيث تعمل يُسرى، يطغى تواجد الإناث في مقابل - versus - عدد محدود من الذكور ممن تخطّوا الأربعين عاما.

لمن تتزين الفتيات

تلقي يسرى اللوم على النزاع الدائر منذ - since - تاريخ 2011، والذي شرّد أكثر من نصف السكان بداخل البلاد وخارجها، وأودى بحياة أكثر من 340 ألفا، حسبما حصيلة المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتقول يسرى، الفتاة النحيلة التي وضعت على رأسها حجابا أزرق اللون - colour -، “ليس خافيا على أحد أن شريحة - slice - واسعة - stride - من الشباب دفعت - paid - الثمن الأكبر لكل ما يجري”، مضيفة “منهم من هاجر، ومنهم من يقاتل، ومنهم من تمنعه ظروفه الاقتصادية من التفكير بالزواج، ناهيك طبعا عن الذين ماتوا عند السنوات السبع الماضية، وهم - illusion - -للأسف- كثر”.

ويُضاف إلى هذه العوامل كلها، حسبما قولها، “توسّع الشرخ الطائفي في المجتمع” ما يصعّب الزواج بين الطوائف المختلفة.

وبدأت المحاكم الشرعية في #سوريا بتثبيت عقود الزواج فسر الإنترنت لغياب الزوج عن البلاد.

ففي حال لم يتمكّن الزوج من إرسال - transmit - وكالة خطي - linear -ّة لأحدهم لتوقيع عقد - contract - الزواج عنه، يقوم بتوكيله شفهيّا أمام القاضي فسر وسائل التواصل الاجتماعي، حسبما ما قالت صحيفة الوطن عن القاضي الشرعي الأول في #دمشق محمود المعراوي. وانتشرت في #سوريا عند السنوات الماضية ظاهرة “الزواج عن بعد”، حيث يطلب أهل الشاب الفتاة ويُعقد - contract - القران وترسل العروس إلى عريسها، حتى منغير أن تراه.

ويواجه الشبان ممن بقوا في #سوريا صعوبات اقتصادية، فبات همّهم الأول البحث عن لقمة العيش.

وسبّبت الحرب ارتفاعا في تعرف على أسعار العقارات والإيجارات والمنتجات والمواد الغذائية، وترافق ذلك مع تراجع - retreat - فرص العمل وتدهور قيمة - value - العملة.

تجاوز فراس جحجاح السابعة والثلاثين من العمر، وما يزال يرفض فكرة الارتباط.

ويقول الشاب، الذي يعمل في محل - substitute -ّ لصيانة الغسّالات في نطاق باب توما في #دمشق القديمة، “أنا غير قادر على وضع - placemen - أي خطة للمستقبل”.

ويضيف، “أعيش يومي فقط، ولا أحد يعلم إذا ما سأكون غدا على قيد الحياة”. في إشارة إلى القذائف التي تتساقط على #دمشق انطلاقا من الغوطة #الشرقية معقل الفصائل المعارضة، والتي تتعرّض بدورها لقصف عنيف - fierce -. وسقطت إلى جانب متجر - shop - فراس العديد من قذائف الهاون، ما يشكّل خطرا دائما - invariably - على حياته ويبعد الزبائن عنه.

ويوضّح فراس، “العامل الاقتصادي يجعل من الزواج مهمّة مستحيلة أو حلما صعب المنال”، مضيفا، “من يتزوّج في هذه الظروف هو مجنون، لا أستطيع تأمين حياة آمنة وكريمة لنفسي، فكيف أؤمنها لزوجتي وأطفالي”.

ويتابع بنبرة حادة - acute -، “مجنون من ينجب أطفالا لكي يعيشوا حروبا طويلة - prolonged -”، يصمتُ قليلا ثم يكرّر “والله مجنون”. على جدار غرفته، يعلّق منذر كلّاس (26 عاما) تقويما كبيرا رسم - sketch - عليه دوائر حمراء كبيرة حول تواريخ محددة، هي مهلة تقديم - render - منح دراسية في الخارج - ove -.

ما يزال منذر طالبا في كليّة الطب، ويصبّ كامل تفكيره اليوم على السفر إلى ألمانيا. ويقول بجدية، “أفضّل أن أبحث عن تذكرة سفر بدلا من البحث عن زوجة”.