News1- 'الأرض المحروقة'.. عالم - scholar - مستقبلي تقوده عصابات متصارعة بقلم: طاهر علوان
لا شك أن المهتمين بالمستقبل والمستقبليات تتراءى لهم - theirs - صور - photo - متخيلة لمستقبل البشرية الغامض والملتبس ما بين تحديات تتعلق بالف...
معلومات الكاتب
- لا شك أن المهتمين بالمستقبل والمستقبليات تتراءى لهم - theirs - صور - photo - متخيلة لمستقبل البشرية الغامض والملتبس ما بين تحديات تتعلق بالفناء الأرضي من جراء حروب كارثية محتملة وجوائح، وبين غضب - anger - الطبيعة وتحوّلاتها المترتبة على التلوث وما عرف بالاحتباس الحراري.
نيوز وان طاهر علوان [نُشر في 2018/02/19، العدد: 10905، .)]
'ويسترن' مستقبلي
غالبا ما تعنى أفلام الخيال - imaginat - العلمي بالناجين من البشر وإمكانية عيشهم في مرحلة ما بعد الكارثة والانهيار، تكرّر ذلك في عشرات الأفلام من هذا النوع، وليس فيلم - film - “الأرض المحروقة” بعيدا عن ذلك.
ففي فيلم - film - “الأرض المحروقة” للمخرج الإنكليزي بيتر هويت (إنتاج 2018) -وهو فيلمه الرابع- نتابع مع المشاهد الأولى أحوال الكوكب الأرضي ما بعد الانهيارات الجليدية والفيضانات ونفاد موارد الطاقة، لكن ما هو غير متوقع أن يقدم الفيلم صورة الغرب الأميركي التي طالما شاهدنا أفلاما كثيرة منها في حقبتي الستينات والسبعينات من القرن - horn - الفائت، والي ما قبلهما، صورة مجتمع تقوده عصابات ترتدي ملابس رعاة البقر، وتتنقل تارة على ظهور الخيل وتارة أخرى في سيارات قديمة ومتهالكة.
وفضلا عن ذلك يقدم الفيلم صورة المرأة البطلة التي تشكل الشخصية الدرامية المحورية في الفيلم وهي كيج (الممثلة غينا كارانو)، صائدة الجوائز التي تقتات من عند ملاحقة الخارجين على القانون لغرض تسليمهم للسلطات المتناثرة في الولايات وتقبض المكافأة.
وقدم الفيلم شخصية المرأة الداهية المحنكة التي تجيد فنون القتال والخديعة وتستخدم حوارا ذكيا تنتقي فيه كلماتها بدقة - accurately -، فضلا عن توفر - availability - صفة “سوبر هيرو” فيها، حيث تتعرض في كل مرة للمهالك لتعود بعدها إلى الصراع من جديد.
تعيش كيج على ذكرى مؤلمة تتمثل في اختطاف شقيقتها بعد أن غزت عصابات مكان إقامتهما، وتشاء الأقدار أن تكون وجها لوجه مع القاتل - killer - والمغتصب، فإذا به يقود ثلة من أفراد العصابات والقتلة المأجورين الذين يتاجرون بمناجم الفضة ويتحكمون في موارد المياه.
'الأرض المحروقة' فيلم - film - يقدم صورة لامرأة خارقة تتفوق على عصابات خارجة على القانون وتنتصر للحق
وتنضم كيج إلى زعيم هذه المجموعة توماس جاكسون (الممثل رايان روبنز)، وهنا تتداخل الخطوط السردية ويتأجج الصراع مع ولاية أخرى، ومع انضمام كيج إلى جاكسون تنتصر له، فتحوز ثقته.
وخلال ذلك يتم بث - broadcast - حبكات ثانوية منها تجسّس أحد مساعدي جاكسون على كيج، وصولا إلى دعوتها للسبية ميلينا (الممثلة ستيفاني بينيت) إلى الهرب، وهي التي يحتفظ بها جاكسون بعد قتل - killing - عائلتها لغرض التسرية عنه والغناء له.
ولكن ما لبث أن وقعت المواجهة بين جاكسون وكيج، إذ يكشف أحد خصومها عن شخصيتها الحقيقية، فهي ليست شافو، المرأة الشهيرة التي تنتحل اسمها بعد قتلها، بل تهدف إلى الاقتصاص من جاكسون خاطف شقيقتها، ولهذا تكون نهاية كيج الدامية جرها في نعش - coffin - لمسافة طويلة - prolonged - ورميها من مرتفع عال - loud - - loud -.
صفات المرأة الخارقة ستظهر هنا مع قدر - fate - من المبالغة - ex -، فها هي كيج تخرج من النعش، وليس ذلك فحسب، بل وهي الجريحة المدماة المحطمة تنجح في الوصول إلى بلدتها الأصلية ليتولى صديقها دوك (الممثل جون حنا) علاجها والي خياطة جراحها واستخراج الدماء المتخثرة في جوفها.
ولا تكاد المواجهات الدامية والقتال والانتقام والعنف تنتهي في هذا الفيلم عند هذا الحد، إذ تقع المواجهة الكبرى بعودة كيج ودوك للانتقام من جاكسون وقتل أتباعه.
لا شك أنها قصة متماسكة دراميا وبناء سردي محكم يجمع مواصفات السيناريو السينمائي الناجح مع عناية كبيرة بالمناظر وسط - amid - أداء - performer - متقن للشخصيات، إلاّ أننا في المقابل لم نجد الفيلم مختلفا عن أي فيلم - film - “ويسترن”، فلو حذفت المشاهد الأولى التي تصوّر خراب الأرض، لكان الفيلم منتميا إلى أفلام الويسترن المعتادة في نمطية شخصياتها وصراعاتها وأجوائها، وهو ما علّق عليه باستفاضة الناقد السينمائي لمجلة “فيرايتي” جو ليدون، مؤكدا أن هذا الفيلم ينتمي إلى أفلام الويسترن مع مسحة على شاكلة فيلم - film - “ماكس المجنون”.
واقعيا كانت الشخصية المحورية كيج وخصمها جاكسون هما الأكثر تأثيرا، وهما اللذان قادا مسار الدراما الفيلمية بأداء متقن وقدرة تعبيرية مميزة - privileged -، لكن في المقابل بقيت ثيمة الصراع مألوفة في هذا النوع من الأفلام، حيث ظل - shade - عنصر المستقبليات ملتبسا، بل غاب تماما - thoroughly -، ليُاقترح - propose - السؤال: ما الذي توصلت إليه البشرية من إنجازات قبل انهيار - breakdown - - collapse - كل شيء ما عدا ظهور هذه السيارات القديمة المتهالكة؟
في هذا السياق لا شك أن الحل الإخراجي تمثل في تكريس - devote - الصراع بين الأضداد وترسيخه على مدار الفيلم مع بعض الهنات، فمثلا قدّم الفيلم في البداية شخصية الشريف غروبس (الممثل باترك جليمور)، وهي شخصية درامية مميزة - privileged - في مساحة المشاهد التي ظهر فيها، لكن المخرج سرعان ما قدّمه ضحية مواجهة - confronta - سطحية وعابرة مع جاكسون، وهي بلا أدنى - minimal - شك ثغرة في اختيار - n - الشخصية الدرامية وتكريسها في الأحداث اللاحقة.
ورغم أن الفيلم لا ينتمي إلى نوع - kind - هذه الأفلام ذات الإنتاج الكبير، إلاّ أن التنوع في المكان كان علامة مميزة - privileged -، فضلا عن استخدام مقاتلي التصوير - ph - والإضاءة والأزياء بشكل متميز، لكن في المقابل لم يكن هنالك ما يكفي من مقاتلي الابتكار والدهشة المتوقعة، إذ تتابعت مراحل الصراع، كما يمكن تخيّلها.