News1- موتى عمودية تحركها آلية - machinery - غامضة تختبئ في حصن الغزاة
خوصي دياث فرناندث كاتب - clerk - صنعته الحرب، فقد - missing - كان مجرد - bare - شاب إسباني تم تجنيده، وتم الزج به ضمن - within - القوات التي...
معلومات الكاتب
- خوصي دياث فرناندث كاتب - clerk - صنعته الحرب، فقد - missing - كان مجرد - bare - شاب إسباني تم تجنيده، وتم الزج به ضمن - within - القوات التي حاربت في #المغرب وهو ما غيّر مصيره، إذ أصيب في الحرب فترك الجندية عائدا إلى بلاده في عام 1922، وهناك كتب مقالا مطوّلا عن الحرب نال عنه جائزة دفعته للمضي في طريق الكتابة.
نيوز وان أحمد رجب [نُشر في 2018/02/15، العدد: 10901، .)]
ما وراء حكايات الحرب والكر والفر
في روايته الأولى “الحصن الخشبي أو رواية - novel - الحرب الإسبانية”، وصدرت طبعتها الأولى في عام 1928، يتناول خوصي دياث فرناندث موضوع - object - الحرب المغربية الإسبانية، خصوصا معركة - battle - أنوال التي شارك فيها الكاتب حيث أصيب، ولقي فيها الجيش الإسباني هزيمة فادحة وتعرض لخسائر بشرية - mankind - ومادية كبيرة.
وكان لتلك التجربة أثر - effect - روحي - spiritual - وفكري كبير عليه، فأسّس مع عدد من الأدباء الذين شاركوه توجهاته جماعة “منشورات الشرق”، لكنها تفككت سريعا فأسس عوضا عنها جماعة “التاريخ الجديد” التي أصدرت له رواية - novel - “فينوس الجديدة”.
الحصن الخشبي
في عام 1928 نشر - publishing - خوصي دياث فرنانديث روايته الأولى بعنوان “الحصن الخشبي” وأضاف - added - عنوانا فرعيا مفسّرا هو “رواية - novel - الحرب المغربية”، وبنفس العنوانين الرئيسي - principal - والفرعي صدرت ترجمة الرواية عن سلسلة الجوائز التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤخرا - lately -، وعنها يقول مترجمها الناقد المغربي محمد أنقار “لقد أثار - raised - هذا الكتاب في زمنه ضجة - fuss - - sensati - جمالية. فهو في الحقيقة لم يكن رواية - novel - حسب - depending - المفهوم المألوف وإنما مجموعة - group - قصص قصيرة ذات عناوين مستقلة، تتكرر في عدد منها أسماء وأماكن بعينها لكنها ترتبط جميعها، من قريب أو من بعيد بحرب #إسبانيا على #المغرب”.
ويضيف أنقار أنه في ذلك التاريخ كتب خوان أورطيجا كُوصْطَا يقول إن “الحصن الخشبي كمشة من القصص المتنوعة، لا يربط في ما بينها سوى تشابه - resemble - المناظر الطبيعية والتواريخ وسهولة تكرار - repetition - بعض الأسماء الشخصية، من جانب آخر لم تكن هذه الرواية مألوفة كذلك - likewise - من حيث لغتها المجازية الطلائعية ورؤيتها الإنسانية الأصيلة التي دشنت خطة الخروج الروائي - novelis - عن المشروع - venture - الاستعماري الإسباني، مع محاولة تصوير المغاربة تصويرا متوازنا. كانت عملا طلائعيا بكل ما في الكلمة من معان”.
ويتشكل بناء “الحصن الخشبي” من سبع حلقات قصصية دفعت - paid - الكثيرين من نقاده لعدّه مجموعة - group - قصصية ونفي الصفة الروائية عنه، لكن المترجم أنقار يناقش حججهم ويرجّح انتماء النص لجنس الرواية اعتمادا على أن تقنية الحلقة القصصية المعروفة في الغرب منذ - since - تاريخ “أمسيات قرب قرية ديكانكا” لجوجول، و”جسر على نهر درينا” لأندريتش وغير ذلك من أعمال، كما أن صاحب الكتاب أسماه رواية - novel -، “وهذا القصد يمثل اختيارا بلاغيا”، ويدعمه بحسب المترجم أن “معالجة - handling - الكتاب من منظور الرؤيا التي كانت وراء صياغته لصورة الآخر صياغة - formulate - شبه متوازنة، إضافة إلى انسجامها وتكاملها”، وكل هذه السمات التكوينية من شأنها أن تضفي على الكتاب وحدة روائية غير معهودة في أعمال كثيرة محسوبة على الرواية، ورغم افتقار الحصن الخشبي إلى الامتداد بمفهومه الروائي - novelis - الصارم إلا أن الرؤيا الجمالية الموحّدة لمجموع النصوص تشكل تنويعا من تنويعات الصورة الروائية.
ويتكون الكتاب من سبعة نصوص يمثل كل منها حلقة - episode - قصصية، لا يحضر الحصن واقعيا فيها إلا في الحلقتين الأولى والسادسة، لكن حضوره الرمزي أكثر وضوحا، فهو في كل الحلقات ثقيل الوطأة يلقي بظلاله على نفسيات الجنود فيظلون على هيئتهم التي وصفتها الفقرة الأولى من الرواية “كنا قد قضينا 5 أشهر في ذلك الحصن الخشبي، ولم تكن لدينا آمال في أن نستبدل بجنود آخرين، وكان الجنود الذين سبقونا قد حموا الموقع لمدة عام ونصف، لأني أتذكرهم خشنين وملتحين، ببذلاتهم الممزقة”.
لذا فالراوي بتذكّره للحالة المزرية التي كان عليها الجنود السابقين، وبتحديده للمدة التي قضوها كأنه يحسب المدة المتبقية له ولزملائه في الحصن وهي ستزيد عن العام، يقول “كنا في كل يوم نزداد شبها بهؤلاء الجنود المشعرين الذين عوضناهم، كنا مثل - like - نسخ - transcript - لهؤلاء، وتشابهنا كان تشابه - resemble - موتى عمودية تحركها آلية - machinery - غامضة”.
ويضيف في موقع آخر أيضا لبيدرو “لقد وقعنا في أحد كهوف الروبنسيون”، نسبة إلى روبنسون كروزو بطل الرواية الشهيرة لدانييل ديفو، أي أنه يشبه البقاء في الحصن بالعزلة والوحدة اللتين عاناهما روبنسون كروزو.
الحصن والقبيلة
إذن المكان/ الرمز ليس مجرد - bare - حصن يتحصّن فيه الجنود بقدر ما هو سجون أو مكان مغلق يؤطّر حركتهم ويقيّد حريتهم، فيعجزون عن اختراقه بل يموتون داخله، فالفتاة الوحيدة التي كان يسمح لها بدخول الحصن كانت عائشة التي تبيع للجنود البيض والتين، وذات يوم استغل المغاربة فتح باب الحصن لها فأمطروه بالرصاص وقتلوا أربعة جنود وأصابوا كثيرين.
أما خارج الحصن حيث الصورة التي يتابعها آرنيدو بواسطة المنظار المقرب “كانت إحدى تسلياتي أن أراقب بالمنظار العسكري القبيلة المجاورة. كانت القبيلة تعطيني إحساسا قويا بالحياة الجماعية، وبالعالم المجتمعي الصغير الذي لم أكن أستطيع الحصول عليه في النظام العسكري لموقعي”.
ويمكن تقسيم - subdivision - مكونات الكتاب بحسب موضوعها إلى قسمين، الأول يحوي “الحصن الخشبي، موعد في البستان، أفريقيا عند قدميه” وهي الحلقات الأولى والثالثة والخامسة، تتمحور كلها حول العلاقة بين جندي إسباني هو آرنيدو وامرأة مغربية هي عائشة، بينما القسم الثاني يحوي “الساعة، مجدلية حمراء، متهم بالقتل” وهي الحلقات الثانية والرابعة والسادسة، وكل شخصياتها إسبانية وأحداثها مرتبطة بقضاياهم في بلدهم، لكن في إطار المكان المغربي نفسه.
ويختتم الكتاب بالحلقة السابعة “قافلة - caravan - حب”، حيث يمتزج الموت بالجنس فتصبح بمثابة التتويج لسلسلة متكررة من مظاهر الكبت والخذلان التي سادت الحلقات الست الفائتة، فكأن الكاتب وبحسب رؤية المترجم يطمح إلى مزاولة تعرية عميقة ونهائية لمأساة الوجود الإسباني في #المغرب، حيث يتجلّى الجندي الإسباني في خاتمة المطاف إنسانا مخذولا محبطا يفتقر إلى التماسك النفسي الداخلي الذي يكشف عن مجانية الأطروحة الاستعمارية وتناقضها.