News1- تجربة - experiment - حب تصرح عن الوجه الوحشي للاحتلال
الكاتب حسين حلمي شاكر يكشف من عند أحداث نصّه السردي 'للقضبان رواية - novel - أيضا' حجمَ التضييق الذي يمارسه الكيان المُعتدِي على الن...
معلومات الكاتب
الكاتب حسين حلمي شاكر يكشف من عند أحداث نصّه السردي 'للقضبان رواية - novel - أيضا' حجمَ التضييق الذي يمارسه الكيان المُعتدِي على الناس أصحاب الحق والأرض.
نيوز وان [نُشر في 2018/02/17، العدد: 10903، .)]
سرد - narrative - يلقي الضوء على طفولة البطل
عمّان- في عمله الأدبي الجديد بعنوان “للقضبان رواية - novel - أيضًا”، ينتقل الكاتب الفلسطيني حسين حلمي شاكر من عالم - scholar - القصة القصيرة جد - grandfather -ًا إلى عالم - scholar - الرواية القصيرة، في مسلك منه لمواكبة مقتضيات العصر الذي يتسم بالسرعة، فارضًا أشكالًا وأنماطًا جديدة في الكتابة الإبداعية، تتجه في الغالب الأعمّ نحو التكثيف.
تبدأ الرواية التي صدرت عن “الآن ناشرون وموزعون” بعمّان في 70 صفحة، بمشهد ميلاد البطل/ السارد بضمير الأنا، وهي بداية - outset -ٌ تنطوي على أمر - warrant -َين مهمَّين ستدور الأحداث اللاحقة في نطاقهما؛ الأول هو خروج - exit - الطفل من رحم أمه مبكرًا وقبل موعد ولادته، والثاني أن الولادة تمّت في الحقل الذي يشير إلى فضاء مفتوح على الحرية؛ هذا المفتتح يؤكد - underline - فكرة أن الإنسان يولَد طليقا ومفطورًا على الحرية، ولهذا تظل حريته أغلى ما لديه، وتصبح -إنْ فقد - missing -َها- أثمن ما يطلبه.
يظل - remain - السرد الذي يلقي الضوء على طفولة البطل في الفصول الأولى للنص، مع عنايةٍ واضحةٍ بوعي السارد الذي يتجه إلى البساطة في اقترح - propose - الأفكار، حيث يختلف إدراك الطفل ووعيه لما يجري حوله من أحداث كبرى عن إدراك الكبيرِ ووعيه، ومثال ذلك فرحة الطفل بتجمُّع الناس في بيت عمّه عند حرب 1967 والتفافهم حول المذياع ليستمعوا إلى “صوت نيوز وان” وخطابات الزعيم جمال عبدالناصر.
فالبطل لم يكن يعي ما يَحدث، لكنه سعيد بوجود الآخرين الذين تفيض ملامحهم بالحماسة، وهذا ما يتكرر في الأحداث التي صاغها الكاتب برؤيةٍ ناضجة ترسم لوعي الطفل حدود - frontier -َه المنطقية، وذلك قبل أن يتغيّر هذا الوعي عندما يكبر الطفل ويختبر الحياة ويخوض تجاربها، ولا سيما الوقوع في الحب.
ولأنّ الحب من أسمى المشاعر الإنسانية وأكثرها صدقًا وتعبيرًا عن الحياة، فإنّ نار الحرب والعدوان تستهدفه وتحاول القضاء - eliminate - عليه، حيث تُستشهَد “نور” التي أحبَّها البطل بينما كان يقضي فترة الاعتقال في السجون الإسرائيلية، وتبقى ذكراها الموجعة رفيقته الأبدية، فالعاطفة التي ظل - shade -ّلت علاقتهما بدأت قبل أن يجتازا عتبات الطفولة.
يعيش البطل تجربة - experiment -َ المعتقل وهو يقاسي عذاباتٍ لا تُحتمَل، ويرزح تحت - underneath - وطأة المعاناة اليومية، وبالتوازي كان وعيُه يتبلور في السجن - jail - أكثر فأكثر، فيدرك حقيقة جلّاده وادعاءه القوة والبطولة الزائفة، كما يدرك أن معاناة - sufferi - الاعتقال لن تنتهي حتى بعد خروجه من السجن - jail -؛ إذ لا يمكن للمعتقل أن يعود حرًا كما يشتهي، أو أن يواصل ممارسة حياته العادية منغير عقبات.
ويكشف الكاتب، من عند أحداث نصّه السردي هذا، حجمَ التضييق الذي يمارسه الكيان المُعتدِي على الناس أصحاب الحق والأرض، ومطاردته لهم - theirs -، لا لأنه يمتلك القوة وإن زعمَ ذلك وتبجّح به، بل لأنه يحاول - try - التغطية - coverage - على ما يسيطر عليه من جبن وخوف وعجز وضعف.
يقول الكاتب جعفر العقيلي في تقديمه للرواية إن نص حسين حلمي شاكر يتميّز بصدق - genuinely - التجربة التي ترتبط على نحوٍ ما بما اختبره الكاتب نفسه؛ لذا جاء السرد سلِسًا وعفويًا وبسيط التركيب، فيما مالت الصور إلى الإيحائية والرمز، بمعنى أن التركيز الأكبر كان على الأفكار لكشف الممارسات اللاإنسانية للكيان الصهيوني، الذي يتبنى سياسات الترهيب والحصار والتفريغ الثقافي، وفي سبيل ذلك يزجّ بالعشرات من المثقفين والمفكرين والأحرار في سجونه ومعتقلاته، أو يفرض عليهم الإقامة الجبرية.
ويضيف أن الرواية رغم كونها تتناول تجربة - experiment -ً خاصة بالبطل السارد، إلا أن هذه التجربة الذاتية يسهل أن تتحول إلى تجربة - experiment - عامة، حيث يُطارَد كلّ فلسطيني حر وملتزم ومدافع عن وطنه وعن حقّه فيه، بهدف القضاء - eliminate - عليه، أو على أقل تقدير كسْر قلمه وتكميم صوته.
ويبدو أن العقيلي وقف - halt - حائرًا أمام تصنيف - classification - العمل وتجنيسه، فقد - missing - راح يتحدث عنه بوصفه نصًا سرديًا منغير أن يحسم أمر - warrant - تصنيفه، يقول “يمكن وصف - portray - هذا العمل بأنه نَصّ أفكار ومواقف أكثر منه نَصّ أحداث”، لكن مهما اختُلف في تصنيف - classification - العمل، إلا أنه يبقى - stay - نصًا أدبيًا يعكس تجربة - experiment - حياتية ذات قيمة - value -، وبالتالي يستحق القراءة.
يُذكر أن الكاتب من مواليد عام 1963، في بلدة عرابة بفلسطين، حصل على شهادة - testament - البكالوريوس في الخدمة - service - الاجتماعية من جامعة القدس المفتوحة، وعمل مدير - administrator -ًا لدائرة التفتيش وحماية العمل في وزارة العمل الفلسطينية. اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1983، وحُكِم عليه بالسجن حيث أمضى سبع أعوام في سجون الاحتلال.وخلال ذلك بدأ كتابة القصة والخاطرة والمقال، وأشرف على مجلات وكراريس كانت تصدر في المعتقل بخط اليد.