News1- البوليساريو تهدد بالحرب للتستر على أزماتها بقلم: إدريس الكنبوري
لهجة التهديد التي تستعملها جبهة البوليساريو في الفترة الأخيرة، ليست إلا محاولة لصرف الاهتمام الدولي عن حجم الفساد المستشري بداخل المخيمات ال...

معلومات الكاتب
لهجة التهديد التي تستعملها جبهة البوليساريو في الفترة الأخيرة، ليست إلا محاولة لصرف الاهتمام الدولي عن حجم الفساد المستشري بداخل المخيمات التي توجد في وضعية إنسانية صعبة تحت - underneath - سلطة - salad - البوليساريو.
نيوز وان
إدريس الكنبوري [نُشر في 2018/01/22، .، .)]
في تطور مثير لوحت جبهة البوليساريو الانفصالية، التي تنازع #المغرب سيادته على الصحراء المغربية منذ - since - تاريخ السبعينات من القرن - horn - الفائت، باللجوء إلى الحرب، ردا على موقف - stance - الرباط من الحشد العسكري للجبهة على الحدود قرب الجدار الأمني في الصحراء المغربية، في معبر الكركرات الذي يقضي قرار وقف - halt - إطلاق النار في العام 1991 بإبقائه نطاق منزوعة السلاح. حيث قال عبدالله البلال، وزير دفاع الجبهة، يوم يومالخميس الفائت، إن الحرب مع #المغرب “صارت وشيكة”.
وهذه هي المرة الثانية التي تحشد الجبهة قواتها المقاتلة في المعبر، منذ - since - تاريخ شهر شهرديسمبر عام 2016، حين وضعت الجبهة حاجزا لمراقبة حركة العبور بين #المغرب وموريتانيا، في تحد واضح - unclear - لقرار منظمة الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، الأمر الذي كاد يؤدي إلى نزاع - dispute - عسكري مع #المغرب، لولا تدخل - intervene - الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الذي ناشد الفريقين إلى سحب - haul - قواتهما العسكرية.
وإذا كانت الجبهة في هذه الفترة قد لجأت إلى ذلك التصعيد كمحاولة لابتزاز #المغرب بعد قرار عودته إلى الاتحاد الأفريقي الذي ظل - shade - غائبا عنه منذ - since - تاريخ بداية - outset - الثمانينات من القرن - horn - الفائت، وما تلا ذلك القرار من سحب - haul - عدد من العواصم الأفريقية اعترافها بالجبهة ومسمى “جمهورية مصر العربية الصحراوية”، فإنها، في هذه المرة، تحاول بقوة الضغط بطريقة غير مباشرة - direct - على الرئيس الجديد لبعثة المينورسو المكلفة بمراقبة قرار وقف - halt - إطلاق النار بين الطرفين، الكندي كولين ستيوارت، إذ جاء جمع - compile - الجبهة لقواتها في معبر الكركرات أياما قليلة بعد تعيينه.
غير أن هذا التصعيد الجديد المفاجئ، والتهديد بحمل السلاح الذي يعتبر بمثابة انقلاب صريح - explicit - على القرار الأممي بالتهدئة ووقف إطلاق النار، تقف وراءهما وضعية الأزمة التي تعيشها الجبهة منذ - since - تاريخ بضعة أشهر، ما يدفعها إلى التشويش على المستوى - level - الإقليمي لحرف الأنظار وفي الوقت نفسه محاولة رص الصفوف الداخلية - inter - في المخيمات وراء القيادة التي تقابل - correspond - في الوقت الراهن سيناريو - scenario - الانقسام، أو على أقل تقدير مخططا داخليا للانقلاب على قيادة - command - إبراهيم غالي، الذي تولى زعـامة الجبهة في شهريوليو من عام 2016 خلفا لمؤسسها محمد عبدالعزيز.
فقبل بضعة أسابيع أُعلن في مخيمات تندوف عن ميلاد حركة تمرد جديدة أطلقت على نفسها اسم “المبادرة من أجل التغيير”، وذلك بعد 5 10 شهرا من تولي إبراهيم غالي زعامة الجبهة وإعلانه أنه رجل الجميع.
وخلافا للتيارات الفائتة التي انشقت عن الجبهة مثل - like - حركة “خط - line - الشهيد” التي كانت قد ظهرت قبل أعوام في عهد - era - محمد عبدالعزيز، جاءت المبادرة الجديدة علنية ومن بداخل المخيمات لا من خارجها، وضمت أسماء وازنة في الجبهة، من بينها “وزيران” سابقان فيها، هما الحاج أحمد بريك الله، وأولاد موسى، اللذان وقعا على بيان التأسيس.
وينظر الكثيرون إلى هذه المبادرة على أنها صادرة عن رغبة - desire - في “تدويل” الأزمة بداخل البوليساريو، وهذا ما دفع - push - أصحابها إلى الإعلان عن أنفسهم منذ - since - تاريخ اليوم الأول، بخلاف الحركات الفائتة التي كان وراءها أشخاص مجهولون بسبب الخوف من مطاولة القمع أفراد عائلاتهم في المخيمات.
وبالرغم من كون الحركة الجديدة لا تتميز عن الخط العام في البوليساريو في ما يتعلق بالموقف من نزاع - dispute - الصحراء، أو في ما يتصل بالموقف من #المغرب، إلا أنها تمثل نوعا من الخط التصحيحي بداخل الجبهة، وهو ما يعني أيضا أنها تشكل تهديدا للقيادة الحالية.
وليست هذه هي الأزمة الوحيدة التي تتربص بالجبهة. فعلى الصعيد الدولي يواجه زعيمها إبراهيم غالي اتهامات بالجملة في قضايا جنائية يتابع فيها أمام المحاكم الإسبانية.
فقد - missing - وجهت إليه المحكمة العليا في #مدريد دعوة - invitation - للحضور من أجل الرد على الاتهامات الموجهة إليه بشأن اقترافه أعمال إبـادة واغتيالات وتعذيب بداخل المخيمات، ووقوفه خلف - back - حالات للاختفاء القسري لناشطين صحراويين معارضين، عندما كان وزيرا للدفاع في الجبهة في الفترة ما بين 1978 و1991، تاريخ دخول قرار وقف - halt - إطلاق النار مكان التنفيذ.
ومنذ العام 2016 بات ابراهيم غالي متخوفا من دخول التراب الإسباني، إذ في شهرنوفمبر من هذه السنة كان مقررا أن يزور برشلونة للمشاركة في نشاط لإحدى الجمعيات المحسوبة على الجبهة، لكن صدور أمر - warrant - من قاضي التحقيق الإسباني، خوص يدي لا ماطا، إلى السلطـات الأمنيـة للتحقيق معه في التهم الموجهة إليه صرفه عن دخول #إسبانيا.
علاوة على هذه الاتهامات الثقيلة، التي تضاف - insert - إليها اتهامات أخرى بالاغتصاب وجهت إليه منذ - since - تاريخ العام 2013، يواجه غالي اتهامات بتحويل أموال وأدوية كانت موجهة من منظمات دوليـة إلى اللاجئين الصحراويين في المخيمات.
ومنذ عام 2015، تاريخ صدور تقرير عن “المكتب - bureau - الأوروبي لمحاربة الفساد”، الذي اتهم قيادة - command - البوليساريو باستغلال المساعدات الإنسانية، أصبحت ذمة هذه الأخيرة موضع شكوك عند العديد من المنظمات الدولية، الأمر الذي من شأنه أن يقلص من حجم المسـاعدات التي تتلقاها المخيمات، وهو ما قد يؤدي بالنتيجة إلى الكثير من الاحتقان مستقبلا.
وليست لهجة التهديد التي تستعملها الجبهة في الفترة الأخيرة، وعمليات التصعيد قرب الجدار الأمني، إلا محاولة لذر الرماد في العيون وصرف الاهتمام الدولي عن حجم الفساد المستشري بداخل المخيمات التي توجد في وضعية إنسانية صعبة تحت - underneath - سلطة - salad - البوليساريو التي تتاجر في مآسي الصحراويين.
وتعرف قيادة - command - الجبهة نفسها أن خيار الحرب ليس خيارا رابحا بالنسبة لها، سواء من الناحية اللوجستية نظرا للتباين الكبير بين القدرات العسكرية المغربية وبين قدراتها هي، أو من الناحية السياسية، كون أي محاولة للاستفزاز سترتد بشكل عكسي على ما تبقى من الرصيد السياسي الذي تتوفر عليه في القـارة الأفريقية عند بعض العواصم التي لا تزال تحافظ على موقف - stance - الاعتراف بها.
ولذلك تلجأ البوليساريو إلى التصعيد فقط من أجل محاولة كسب الوقت وإدامة النزاع، خصوصا وأن حل النزاع وفقا لقرارات الأمم المتحدة سينهي عهد - era - القيادة التقليدية للجبهة ويقضي على مصادر لم تذكر اسمها تمويلها، إذ هي تتغذى من متابعة - pursuit - الأزمة وبقاؤها رهين ببقائها.
كاتب - clerk - مغربي