News1- ما جدوى الحديث عن أهلية خامنئي فيما البحث جار عن خليفته!

معلومات الكاتب

الكاتب : Aya Hassan

• حين توفي الخميني وطرح اسم الرئيس علي خامنئي كبديل من بين عدّة بدائل محتملة لم يعتقد المتابعون أنه سيكون الأوفر حظا. إذ كان خامنئي يفتقد إلى كاريزما الخميني ومكانته. لكن عند اجتماع في 4 شهريونيو 1989، اليوم الذي أعقب وفاة الخميني، أخبر رئيس البرلمان حينذاك علي أكبر هاشمي رفسنجاني مجلس - العموم - الخبراء بأنّ الخميني كان يعتبر خامنئي مؤهّلا للمنصب. والرواية بحسب ما تناقلتها المراجع أن رفسنجاني قال عند اجتماع المجلس “سمعت من آية الله شبستري نقلا عن آية الله طاهري عن حديث دار بينهما وبين الإمام الخميني بخصوص القيادة من بعده بأنه طالما أن خامنئي بينكم لا تبحثوا عن أحد”، ليرقى بذلك خامنئي عند دقائق إلى آية الله خامنئي بـ60 صوتا مقابل - versus - 14. وكان انتخابه مخالفا للدستور الإيراني. لا تخفى هذه الحقائق على أي متابع للشأن الإيراني، وهي معلومة متداولة منذ - since - تاريخ أعوام طويلة - prolonged -، الأمر الذي يقلل من أهمية - relevance - التسريب الذي شكل - format - الحدث في اليومين الماضيين ونال الاهتمام باعتبار أنه يؤكد - underline - صحة الرواية عما جرى خلف - back - الستار لوصول خامنئي إلى منصب المرشد الأعلى رغم افتقاره إلى المواصفات - specifica - الدستورية والشرعية الأساسية. يثبت التسجيل مجهول - anonymous - المصدر ما حدث قبل 28 عام لكنه لا يمثل فارقا كبيرا وتوقّعُ أنه سيكون أداة جديدة لتهديد النظام في إيران أمر - warrant - عبثي في وقت - time - يجري فيه الاستعداد لاختيار مرشد أعلى جديد خلفا لخامنئي، المريض والمتقدم في السن، والذي نجح على مدى أعوام حكمه في أن يرسخ نظاما خاصا به ودولة عميقة، من بين أركانها الحرس الثوري ورجال الدين المتنفّذين والمقربين من خامنئي منهم ابنه مجتبى أحد المرشحين لخلافته.

نيوز وان  [نُشر في 2018/01/14، .، .)]

تفطنوا لعدم قدرته على الحكم - referee - وهو يشارف على مغادرته

#لندن - في خضم التصعيد الداخلي الذي يعيش على وقعه النظام الإيراني واتساع رقعة الاحتجاجات وتجاوز المظاهرات للخطوط الحمراء بمناداتها بالموت للمرشد الأعلى وسقوط النظام، مدعومة بموقف دولي متصاعد على سياسات إيران في الشرق الأوسط، ظهر على سطح الأحداث تسريب يتحدث عن عملية - process - اختيار - n - المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ويشكك في أهليته بعد قبل 28 عام على خلافته للخميني.

توصل عن التسريب عشية الذكرى - anniversary - الأولى لوفاة الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وقيل إن مجهولين سرّبوا فيديو من 19 دقيقة بلغ بداخل الجلسة الأولى لمجلس خبراء القيادة عقب وفاة المرشد الأول روح الله الخميني يوم وفاة الخميني في 4 شهريونيو 1989.

لم يحمل - bear - التسريب معلومة جديدة حول تفاصيل - elaborate - تولي خامنئي المنصب، وإن كانت بعض التفاصيل مهمة - assignment - خصوصا اعتراف - confession - خامنئي نفسه بأنه غير مؤهل - qualified - للقيادة، وأيضا تفاصيل - elaborate - اجتماع مجلس - العموم - خبراء القيادة وتفاصيل اختيار - n - الرئيس علي خامنئي ليدير أمور القيادة بشكل مؤقت لفترة شهرين فقط، حتى يتم تعديل - alteration - الدستور الإيراني.

لا يكتسب التسريب أهميته من المعلوم الذي جاء فيه لكن من التوقيت الذي صدر به وطريقة التعامل معه، ففي الوقت الذي تقف فيه إيران على بركان بصدد الانفجار لا فقط بسبب المظاهرات التي هزت أركان الدولة العميقة التي بناها خامنئي على مدى 28 عام بل أيضا بسبب ما يتردد منذ - since - تاريخ حوالي عام بشأن مرض المرشد الأعلى والجدل الدائر في أعماق هذه الدولة عن خليفته.

هنا، يبدو الاهتمام، العربي والدولي، بما جاء في هذا التسريب أمرا عبثيا، حسبما المراقبين، فالنظام يحكم منذ - since - تاريخ أربعة عقود، كما أن الحديث عن أهلية خامنئي، في وقت - time - يبحث فيه عن خليفة له، جعجعة لن تكون لها أهمية - relevance - إلا إذا كان لغاية تلقى الوضع من جهة أنه يعكس داخل - inside - الأزمة بداخل النظام الإيراني الراهن، ومن جهة التنبّه إلى ما يجري خلف - back - أسوار بيت ولاية الفقيه وما تقوم به اللجنة السرّية التي تم إنشاؤها لتقييم أهلية الشخصيات المرشحة لخلافة المرشد، منغير إغفال الدور الذي يلعبه الحرس الثوري للتأثير في الاختيار في ظل - shade - تدهور - deteriorate - صحة المرشد الأعلى آية الله وغيابه الذي يمكن أن يُفجّر صراعا بين أجنحة السلطة، لا أحد بإمكانه التكهن بمدى تأثيره على البلاد.

ويقلل بعض المراقبين من شأن هذا التسريب ويعتبرون أن مضمونه بات متقادما بعد مرور 28 عاما، وأن الجدل - controversial - حول الأمر حُمّل أكثر من حجمه. وما قاله خامنئي في ذلك الحين عند هذه الجلسة لا يعدو كونه تواضعا أراد الرجل إبرازه في لحظة رحيل الخميني ومداولات اختيار - n - البديل - variant -، وأن التصريح بالعجز من من كان رئيسا للجمهورية فيذلكالوقت لا يعني العجز - deficit - الفعلي عن تبوء هذه المسؤولية.

ويضيف هؤلاء أن أمر - warrant - التسريب هو تفصيل في تاريخ إيران لا وقع كبيرا له على راهن البلد ومستقبله، لا سيما في أمر - warrant - التعامل مع أزمته الحالية المتعددة الأوجه، داخليا وخارجيا.

الكشف عن المداولات بعد 28 عاما يفصح عن ورشة تصفية - clearing - حسابات بين منابر النظام القديمة التي لا تمت بالضرورة بصلة مباشرة - direct - إلى الجيل التنفيذي المتحكم بمفاصل الدولة في إيران في هذه الأيام

أزمة النظام

لا شك في أن التسريب المتعلق بعملية انتخاب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في منصب الولي الفقيه جاء ضمن - within - دائرة الأزمة البنيوية التي يعيشها النظام السياسي في البلاد. ويفصح الكشف عن هذه المداولات في هذا الوقت والظرف عن ورشة تصفية - clearing - حسابات بين منابر النظام القديمة التي لا تمتّ بالضرورة بصلة مباشرة - direct - للجيل التنفيذي المتحكم بمفاصل الدولة في إيران في هذه الأيام.

ويأتي حراك المدن الذي انفجر - burst - مؤخرا - lately -، لا سيما بداخل هذه التي تدين بالولاء للتيار المحافظ والدوائر الدينية في البلاد، ليُفرج عن علة خبيثة تنخر أحشاء نظام الولي الفقيه وعقيدته الفقهية، فيما يستهدف التشكيك بظروف انتخاب المرشد الحالي تجويف هذا المفهوم وإسقاط وهجه وتقويض القدسية التي تحيط بالولي الفقيه المفترض أنه “نائب المهدي حتى عودته في آخر الزمان”.

لكن جهات إيرانية معارضة تعتبر أن حديث خامنئي نفسه، من عند هذا التسريب، عن عدم أهليته الشرعية لحكم البلاد، يكشف عن الماكيافيلية الخطيرة التي انتهجها ورثة روح الله الخميني لضمان الإمساك التام بمفاصل الحكم - referee - في البلد بعد فترة على وفاة مؤسس - founder - جمهورية مصر العربية الإسلامية، والتي تولى رفسنجاني بدهاء وحنكة رسم - sketch - خططها ومسالكها.

وتضيف هذه الأوساط أن دوائر الحكم - referee - فيذلكالوقت كانت مدركة أن الطابع الديني لنظام الحكم - referee - هو السبيل الوحيد - sole - للحفاظ على استحواذ الملالي على النظام السياسي رغم ركاكة مفهوم - understandable - ولاية الفقيه الذي أعاد الخميني استخراجه من بطون فقه شيعي لا إجماع حوله، على أقل تقدير بالمفهوم السياسي الحاكم الذي أراده الخميني في إيران.

وتلفت مصادر لم تذكر اسمها عايشت هذه الفترة إلى أن اعتبار خامنئي غير كفؤ فقهيا لتولي منصب ولاية الفقيه كان صادقا ربما لجهة إيمانه التام بأن المنصب يمثل مرجعا يعلو فوق كل مراجع الشيعة في العالم بالمعنى الفقهي، مسقطا من حساباته أن المنصب كما أراده الخميني هو منصب سياسي - politica - لحكم إيران يلبس لبوسا دينيا يشبه مفهوم - understandable - الإكليروس في أوروبا في العصور الوسطى.

وربما كان رفسنجاني المعروف بدهائه مدركا لمحدودية كفاءات خامنئي في ذلك الوقت لكنه كان يريد - want - حسم الجدل - controversial - بشكل سريع - prompt - في مسألة خلافة الخميني تلافيا لأي فراغ - vacuum - يمثل خطرا على نظام جمهورية مصر العربية الإسلامية وعلى نفوذه وطموحاته الشخصية بداخل هذه جمهورية مصر العربية.

ويكشف التسجيل أن خامنئي قال إن ترشيحه لخلافة الخميني يعاني من إشكالات، ذلك أنه لا يملك الأهلية. ويتحدث خامنئي لاحقا عن افتقاره إلى المشروعية الشرعية متخوفا من رفض - rejection - الفقهاء له لأنه ليس مرجع تقليد واجتهاد، ليقول بعد ذلك إنه “يجب أن نبكي دما على حال الأمة الإسلامية لو انتخب شخص مثلي لمنصب القيادة”.

ويقول مهدي خلجي، الباحث في معهد #واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن النخب السياسية ذات التأثير الكبير في إيران وقتها، ضغطت على المجلس للتصويت لصالح خامنئي، (الذي كان مقرّبا من الخميني)، وعدم الظهور أمام العالم بصورة تعكس الاختلاف الحاد مما قد يؤثر على صورة النظام، الأمر الذي لم ويعتبر متوفرا الآن، فلم ويعتبر بمقدور أحد إدعاء القدرة على الضغط بعد مرور أعوام من التناقض - contradictio - والعزل السياسي مارسها خامنئي نفسه على كل من خالفه الرأي، من ذلك المسؤولين الذين تسببوا في أن يكون المرشد الأعلى.

وتؤكد مراجع متابعة - pursuit - للصراع بداخل الطبقة السياسية في إيران أن التسريب في هذا التوقيت يعني أن جهة بداخل النظام تصرح وهن الأسس التي بني عليها النظام الحالي الحاكم في إيران والذي أدى في الأسابيع الأخيرة إلى انتفاضة الذخيرة الشعبية التى اعلنت ولائها للنظام والولي الفقيه ومجتمع رجال الدين ودوائر الحرس الثوري والمؤسسات الرديفة للمرشد الأعلى على كل شخوص النظام ومنابره.

هاشمي رفسنجاني أتى بخامنئي خليفة لروح الله الخميني. لكن مع الوقت صار رفسنجاني الشبح الذي يطارد خامنئي حتى بعد وفاته، حيث قالت وسائل إعلام إيرانية وغربية، منها صحيفة الغارديان البريطانية، أن السلطات الإيرانية ستعيد فتح التحقيق بشأن وفاة رفسنجاني بناء على طلب عائلته التي تؤكد أن جسده كان يحتوي على مستويات عالية من الإشعاعات تشي بأن الرئيس الإيراني الأسبق "توفي بصورة غير طبيعية".

ويضيف هؤلاء أن مقاصد التسريب قد يراد من ورائها تحميل المسؤلية عن أزمة النظام السياسي لشخص علي خامنئي واستخدامه كبش فداء يبرئ النظام من مسؤوليته في ما وصلت إليه البلاد وإلصاق الأمر بمرشد لا يتمتع بالأهلية والكفاءة بحسب اعترافه شخصيا. ويأتي التسريب في وقت - time - حرج - embarr - جدا لم تستفق من حدته تيارات النظام و”قبائله”. ولأول مرة يشعر - feel - النظام بزلزال يهز أركانه على الرغم من السيطرة الشكلية التي تمت على أمور الشارع في البلاد.

ويدرك أركان النظام، لا سيما بداخل المؤسسات الأمنية والعسكرية وخصوصا بداخل الحرس الثوري نفسه، تماما - thoroughly - أن الحراك الأخير بيتي داخلي - indoor - لا شأن لأي دولة في الخارج - ove - بالتخطيط له، وأن العلّة صارت متجذرة بداخل الشرائح الاجتماعية وبات من المستحيل فك - jaw - عقدها من عند خطب المرشد الشعبوية وعظاته الفقهية وسخطه على أعداء الثورة في البلاد.

ولم ويعتبر التيار المحافظ الملتفّ تقليديا حول المرشد الأعلى يرى في التيار الإصلاحي والمعتدل عدوا له، بل إن هذا التناغم العجيب بين التيارين ينم عن شعورهما بالحاجة المشتركة إلى التكاتف درءا لانهيار كامل للنظام يطيح بجناحيه.

ومثير للاستغراب التصويب على عدم أهلية خامنئي بعد مرور حوالي 3 عقود على تبوئه منصب المرشد الأعلى وهو الذي قاد بلاده في مواجهة - confronta - محن شديدة وأظهر كفاءة عالية في الدفاع عن منظومة إيران السياسية واستقرارها عند هذه الفترة.

من يقود إيران عليه أن يتمتّع بأهلية سياسية للحكم وليس كفاءة فقهية تركيز التسريب على اعتبار خامنئي نفسه غير مؤهل - qualified - فقهيا لا ينفي، جدلا، أهلية الرجل السياسية أو تطور كفاءاته في ما بعد، بغض النظر - considering - عن تقييم - valuation - الموالين والمعارضين للنظام الإيراني لنتائج سياساته المعتمدة منذ - since - تاريخ عام 1989.

أهلية خامنئي

لم يكن روح الله الخميني الذي أسس جمهورية مصر العربية الإسلامية وقاد الثورة في إيران عام 1979 الأكثر كفاءة على المستوى - level - الفقهي وأن نظريته حول ولاية الفقيه تنم عن محدودية فكرية وليس عن عبقرية في علم السياسة، وأن الرجل اجترح نظرية للحكم تغرف من التاريخ ومن نصوص الفقه والتراث غير معترف بقواعد العمل السياسي الحديث في العالم على الرغم من إقامته الفرنسية.

وبالمقارنة ما بين الخميني وخامنئي، فإن الأخير أظهر كفاءة عالية في تنفيذ - execute - ما عجز - inability - الخميني عن تحقيقه، ذلك أن انغلاق الخميني وتهوره وعناده حجبت عنه رؤية أبعاد استطاع خامنئي إدراكها والتعامل معها ليصبح اللاعب الحقيقي الأول في البلاد. بالمقابل فإن خامنئي أظهر دهاء استطاع من خلاله تنفيذ - execute - أحلام الخميني نفسه في كامل المنطقة.

التسريب يراد منه محاسبة تاريخ الحكم - referee - في إيران وليس الحكم - referee - بمعناه الراهن، والتهم تكال فجأة - unexpectedly - - abruptly - على مرشد مريض - sick - تبحث إيران عن خليفة له وضد علي أكبر هاشمي رفسنجاني المتوفي في ظروف غامضة يدور جدل كثير حول إمكانات فتح تحقيقات بشأنها.

وفي خضم ما تعيشه إيران اليوم، جاء التسريب ليحاسب شخصا متوفيا ويحاسب معه دائرة حكم عملت معه، كما يحاسب بدايات المرشد الحالي ليحملها المسؤلية عن ما آلت إليها الأمور في نهاياته.

ومؤكد أن هذه التطورات المرتبطة بالمرشد الأعلى ستصب بداخل الجدل - controversial - القديم الجديد حول نظرية ولاية الفقيه التي لا تحظى بإجماع فقهي عند الشيعة في العالم، من حيث أن عدم الكفاءة التي يعترف بها خامنئي نفسه تؤكد عدم أهلية أي شخص لتولي منصب نائب المهدي والتصرف حسبما مشروعية دينية إلهية فيما اختيار - n - الشخص يتم حسبما حسابات بشرية - mankind - تدخل - intervene - فيها أجندات ظرفية تتعلق بشروط الحكم - referee - وقواعد النفوذ وأصحابه.

ويسعر تشكيك رفسنجاني نفسه بوجاهة ولاية الفقيه ثم تشكيك مراجع شيعية بشرعية النظرية إضافة إلى تشكيك دوائر سياسية إيرانية، خصوصا بداخل التيار الإصلاحي، جدلا سيستفيد من هذا التسريب للانتقال نحو نظام سياسي - politica - آخر بعد رحيل المرشد الأعلى الحالي.