News1- 25 شهريناير..؟ بقلم: محمد هجرس
ما بين 'الثورة' و'المؤامرة' كانت الإشكالية الوجودية التي لا تزال بانتظار التقييم النهائي على وقع الخراب المعلن، ليس في #مصر ...

معلومات الكاتب
ما بين 'الثورة' و'المؤامرة' كانت الإشكالية الوجودية التي لا تزال بانتظار التقييم النهائي على وقع الخراب المعلن، ليس في #مصر وحدها، ولكن انتشر بعدها ليشمل عواصم كثيرة.
نيوز وان
محمد هجرس [نُشر في 2018/01/24، .، .)]
غدا.. الذكرى - anniversary - السابعة للحدث الأبرز المثير للجدل في #مصر والمنطقة العربية. صحيح أن “بوعزيزي” تونس كان الشرارة، لكن #مصر بكثافتها وتأثيرها كانت البوتقة التي سيتصارع عليها المؤرخون والنخبويون و”الكوللجية” و”الثورجية” الذين وجدوا أنفسهم فجأة - unexpectedly - - abruptly - إما مغيبين وإما سماسرة وإما تجار شعارات.
باختصار - sum -، كانت الفوضى التي أشعلها الجميع، وتاجر بشعاراتها الجميع، وانساق وراء أوهامها القطيع الكبير، منغير أن يفرّقوا بين إسقاط - projection - نظام وتغييره، وبين هدم - demolish - دولة وإلقائها في غياهب الظلمات، وبالتالي كانت النتيجة هي ذلك التراجع الحاد، والانقسام المجتمعي، وتبادل الاتهامات ما بين خيانة وعمالة، أو استكانة وتسهيل وصول - access - الشيطان الإخواني إلى مفاصل الحكم - referee -، ومن ثمَّ انهيار - breakdown - - collapse - المشروع - venture - الوطني ـ أيًّا كان اسمه أو دلالاته أو إخفاقاته ـ بالكامل.
ما بين “الثورة” و”المؤامرة” كانت الإشكالية الوجودية التي لا تزال بانتظار التقييم النهائي على وقع الخراب المعلن، ليس في #مصر وحدها، ولكن انتشر بعدها ليشمل عواصم كثيرة، ويجرّها إلى بؤرة حرب أهلية، من #سوريا إلى #ليبيا، وليس انتهاء باليمن، كلها مازالت تدفع الثمن، وشعوبها المحبطة لا تزال تبحث عن طوق نجاة، فيما خرج “المارد المتأسلم” من القمقم، ولن يعود إلى محبسه بهكذا بساطة - simplicit -.
بعد سبع أعوام عجاف، لا الأوطان هي الأوطان.. ولا الدول هي الدول.. كما أن الشعوب ليست هي الشعوب. إذ بقيت مهمة - assignment - البقاء على قيد الحياة هي الأهم وسط - amid - إرهاب متصاعد، وإذا كان المثل الفرنسي يقول “إن الأغبياء هم وقود الثورات” بات على الجماهير “الغفورة” ـ بتعبير الرائع دريد لحّام ـ أن تسأل نفسها: هل يستحق مجرد - bare - إزاحة شخص كل هذه الدماء والخراب؟
هل كان هذا هو المشروع - venture - المأساوي النهائي الذي نغتال فيه ذكرياتنا الوطنية - native - بكل هذه الجرأة التي تصل حدّ الوقاحة؟
إذا كان معلوما لدينا في #مصر أن 25 شهريناير هو ذكرى عيد الشرطة، تخليدا لتضحيات قرابة 130 شهيدا وجريحا، على أيدي الاحتلال الإنكليزي عام 1952 بعد أن رفض - rejection - رجال قسم شرطة #الإسماعيلية تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال، فأي تزوير هذا الذي نفعله ووصل إلى درجة اعتبار رئيس الإخوان المخلوع محمد مرسي، في يوم ما، وفي إعلان بصحيفة “قومية - national -”.. قائدا لنصر شهرأكتوبر العظيم.
عن نفسي، كنت أحد المخدوعين بهذه الفوضى التي لا تستحق أبدا وصف - portray - “ثورة”، وأستطيع أن أقرر كمواطن ـ وباطمئنان تام ـ إن هذه المرحلة كانت جزءا من أجندة استغلت طموحات مشروعة ضمن - within - مخطط هو الأفدح والأقسى في تاريخنا العربي.
ولهذا أقول بكل ثقة إن 25 شهريناير ليس إلا عيدا للشرطة المصرية، مهما كانت المآخذ، ومهما كانت السلبيات.