خسائر صوت #مصر الرسمي تضع الحكومة أمام خيارات صعبة بقلم: أحمد جمال

معلومات الكاتب

الكاتب : Aya Hassan

• فتحت الخسائر المتراكمة على التلفزيون الحكومي المصري الباب مجددا أمام مشروع خصخصة التلفزيون والتخلص من أعبائه الملقاة على الدولة. وتشير دوائر حكومية إلى أول إدخال شركات خاصة لإدارة قطاعات معينة بداخل جهاز - apparatus - الدولة كحل مؤقت.

نيوز وان أحمد جمال [نُشر في 2017/12/01، .، .)]

كل الحلول مطروحة عدا التخلي عن ماسبيرو

#القاهرة - عاد الحديث مجددا في #مصر عن حتمية إيجاد حلول لخسائر التلفزيون الحكومي “ماسبيرو” بعد تفاقمها ووصولها إلى مبالغ كبيرة، وتشير المصادر إلى التفكير في إدخال شركات خاصة لإدارة عدد من الأقسام منغير أن يخل ذلك بملكية الدولة له.

ويبدو أن حجم خسائر ماسبيرو التي كشفتها موازنة الدولة الصادرة مؤخرا - lately - وبلغت 5 مليارات جنيه (300 مليون دولار تقريبا)، قد أعاد النظر - considering - بشأن المبنى القديم الذي تم تجاهل مشاكله في الفترة الماضية لعدة أسباب ومن بينها التعويل على القطاع الخاص الأكثر جماهيرية ومشاهدة، خاصة بعد صفقات الاندماج الضخمة مؤخرا - lately -.

وتواجه الحكومة خيارات صعبة بسبب المبالغ الضخمة التي تتطلبها إعادة هيكلة التلفزيون الرسمي وتحديث أدواته وبرامجه ومحتواه، أو ترك الأمور على حالها في ظل - shade - تراجع - retreat - نسب المشاهدة وتدني الخدمة - service - الإعلامية التي يقدمها، ما يعني متابعة - pursuit - الخسائر منغير جدوى فعلية. في حين يطالب الإعلاميون بأن تكون هناك إجراءات تساهم في وقف - halt - الخسائر وترتقي بالخدمة التي يقدمها.

ويقترح رجال الأعمال الذين لهم - theirs - تجربة - experiment - إعلامية واسعة - stride - حلولا أخرى، فيقول نجيب ساويرس إن الحل الأمثل هو بيع المبنى، والتفكير في إنشاء قنوات جديدة تعبر عن الدولة، إلا أن هذا المقترح واجه اعتراضا كبيرا من المدافعين عن ماسبيرو، معتبرين أنه صوت الدولة الرسمي حتى وإن كان خافتا ولا يجب التخلي عنه مطلقا.

وقالت مصادر لم تذكر اسمها لـ“نيوز وان” أن هناك خطة تقضي بمنح شركات خاصة مهمة - assignment - إدارة - administer - بعض الأقسام في التلفزيون وسيتم تطبيقها مبدئيا على قطاع الهندسة الإذاعية كمرحلة أولى، كما أن هناك قطاعات أخرى سيتم دمجها بداخل هيئات خارج التلفزيون المصري، منها دمج - integrate - قطاع الإنتاج ليكون تابعا لمدينة الإنتاج الإعلامي، المسؤولة عن الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني وتبث من خلالها الفضائيات الخاصة.

وتشمل الخطة أيضا دمج - integrate - قطاع الأمانة العامة، المسؤول عن الجانب الإداري لماسبيرو، بداخل الهيئة الوطنية - native - للإعلام والتي حلت محل - substitute - “اتحاد - federation - الإذاعة والتلفزيون”، كما سيطبق الأمر ذاته على بعض الفضائيات المتخصصة، بعد أن بلغ عدد الفضائيات والإذاعات التابعة لماسبيرو 40 فضائية وإذاعة.

جمال الشاعر: تعدد المنصات التي تعبر عن الدولة ويعتبر ظاهرة صحية في إطار التنافس

وقال الإعلامي جمال الشاعر وكيل اللجنة الوطنية - native - للإعلام، إن الهيئة ورثت هذه الخسائر على مدار أكثر من 30 عام ماضية، وهي الأعوام التي شهدت تراكم - accumulate - الديون الخارجية لماسبيرو حتى وصلت إلى 28 مليار جنيه حاليا - presently - (مليار ونصف المليار دولار تقريبا).

وأضاف - added - في تصريحات لـ”نيوز وان” أن هذه الديون لا يمكن اعتبارها خسائر، لأن التلفزيون الحكومي ساهم بها من عند مشاركته في عدد من المشروعات الإعلامية الحكومية الأخرى مثل - like - المساهمة في تأسيس القمر الصناعي النايل سات، ومدينة الإنتاج الإعلامي، منغير أن تكون هناك عوائد عليه من خلالها، كما أن تراكم - accumulate - فوائد الديون تسبب في زيادة معدلاتها.

واعترف الشاعر بوجود نية - intent - لإدخال بعض الشركات الخاصة لتكون مسؤولة عن بعض القطاعات، وأن التلفزيون الحكومي سيتم إدارة - administer - أصوله بشكل اقتصادي لضمان تنفيذ - execute - عوائد مالية تعوض الخسائر الحالية، مع بقاء هذه القطاعات تابعة للحكومة المصرية، الأمر الذي يتطلب تواجد شراكات وتفاهمات بين الحكومة والقطاع الخاص.

وبدا أن إشراف - supervision - هيئة مستقلة على ماسبيرو من عند تأسيس الهيئة الوطنية - native - للإعلام في شهر شهرإبريل الفائت، بالرغم من تابعيتها للحكومة، مقدمة لتخلص الحكومة المصرية من عبء أجور العاملين فسر تأسيس بضع شركات تقوم بالصرف على نفسها وتندمج هذه الشركات تحت - underneath - المسؤلية عن الهيئة التي حلت محل - substitute - اتحاد - federation - الإذاعة والتلفزيون.

ويعاني ماسبيرو بشكل أساسي من مشكلات إدارية جمة نتيجة اتباع سياسات خاطئة ترتبط بالتعيينات والترقيات داخله، لأنها كانت تتم بشكل عشوائي ويشوبه الفساد أحيانا، وهو ما أدى إلى وصول - access - عدد العاملين به إلى نحو 45 ألف موظف تم تقليصهم منذ - since - تاريخ اندلاع ثورة شهريناير ليصل العدد حاليا - presently - إلى حوالي 37 ألف موظف، وفقا لأرقام الهيئة الوطنية - native - للإعلام.

وتذهب معظم إيرادات ماسبيرو إلى الأجور والرواتب، وبحسب أرقام الموازنة المعتمدة مؤخرا - lately - فإن ماسبيرو حقق هذا العام زيادة طفيفة في الإيرادات بلغت 300 مليون جنيه ( 16 مليون دولار تقريبا).

ويذهب البعض للتأكيد على أن الحكومة المصرية لديها قناعة راسخة بعدم الاعتماد على ما ستؤول إليه الأوضاع بداخل ماسبيرو، وشرعت في دعم - backing - بعض الفضائيات الخاصة لتقوم بدور إعلام الدولة، وقامت دوائر قريبة منها بتدشين بعض الفضائيات، وهو ما يراه أعضاء الهيئة الوطنية - native - للإعلام حلا مقبولا لحين تعديل - alteration - أحوال المبنى الحكومي.

ويرى الشاعر أن تعدد المنصات التي تعبر عن الدولة ويعتبر ظاهرة صحية في إطار التنافسية بين كل الفضائيات المصرية، ومن شأنه تقوية الإعلام المصري والتعبير عن الصوت الرسمي تجاه العديد من الملفات، إلا أنه رفض - rejection - هجوم - offensive - الفضائيات الخاصة المتكرر على إعلام الدولة بحجة أنه يحقق خسائر.

وقال حسن علي رئيس جمعية حماية - protect - المشاهدين، لـ”نيوز وان”، إن ماسبيرو يلقى نفس مصير شركات قطاع الأعمال الحكومية والتي تم بيعها بحجة أنها تحقق خسائر متراكمة كل عام، وذلك ويعتبر توجها عاما من الدولة التي لم تسع على مدار السنوات الماضية لتحديث المحتوى المقدم على شاشات التلفزيون الرسمي. وأضاف - added - أن التخلص من ماسبيرو لن يتم على المدى القريب، إلا أن تحويل - divert - بعض القطاعات إلى شركات خاصة ويعتبر بداية - outset - النهاية لملكية الدولة لماسبيرو، وما يصعّب من مهمة - assignment - الحكومة هو تواجد الآلاف من العاملين داخله.

وكانت الحكومة المصرية لجأت عند الأشهر الماضية إلى دعم - backing - بعض الفضائيات الخاصة، ودفعت رجال أعمال قريبين منها إلى تأسيس محطات أخرى للاستحواذ على الفضاء الإعلامي، وهو ما أكد عزمها على التخلص من تركة ماسبيرو وعدم استعدادها لتحمل تكاليف باهظة لتطويره.

ولفت حسن علي إلى أن ماسبيرو عند الفترة القادمة سينتظر قرارات صعبة وغير مسبوقة بالنسبة إليه، والهدف ليس إصلاحه بقدر الرغبة في التقليل من خسائره التي تتكبدها الدولة، بالتحديد بعد أن استطاع رجال الأعمال إقناع الحكومة بأن هذا المبنى لا فائدة - utility - منه وأن الاعتماد على قنواتهم يحقق نتائج أكثر إيجابية.

يمكنك ايضا مشاهدة الخبر فى المصدر على مـوقع العـرب على هذا الرابط